علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
البَراء بن عازب الأنصاري ( ت/ 72 هـ )
المؤلف: الشيخ جعفر السبحاني .
المصدر: موسوعة طبقات الفقهاء
الجزء والصفحة: ج 1 / ص 52.
23-12-2015
1709
البَراء بن عازب بن الحارث الأنصاري الحارثي ، أبو عمارة ، وقيل : أبو الطفيل . ردّه رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يوم بدر استصغره ، وأوّل مشاهده أُحد وقيل الخندق . وشهد غزوات كثيرة مع النبيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . ثمّ نزل الكوفة بعده .
روى عن النبيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم حديثاً كثيراً . روى عنه : أبو جُحيفة السُّوائي ، وعدي بن ثابت ، وأبو إسحاق السَّبيعي ، وأبو عمر زاذان ، وآخرون .
شهد فتح تسْتَر ، وهو الذي افتتح الرّي سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيباني .
عُدّ من أصحاب الإمام عليّ - عليه السّلام ، وشهد معه حروبه ، الجمل وصفّين والنهروان، هو وأخوه عبيد بن عازب . وهو أحد رواة حديث غدير خم (1) من الصحابة ، رواه عنه غير واحد من التابعين مفصّلًا (2) قال الخطيب البغدادي: وكان رسولَ عليّ بن أبي طالب إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة، ثمّ روى بسنده عن أبي الجهم قال: بعث عليُّ البراء بن عازب إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيام فلمّا أبوا سار إليهم .
ذكره أبو إسحاق الشيرازي فيمن نُقل عنه الفقه من الصحابة (3) وعُدّ من المقلَّين في الفتيا .
رُوي عن البراء أنّ النبيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله سئل : ما ذا يتقى من الضحايا ، فأشار بيده وقال أربعاً وكان البراء يشير بيده ويقول يدي أقصر من يد رسول اللَّه (صلَّى اللَّه عليه وآله): العرجاء البيّن ظَلعها ، والعوراء البيِّن عَوَرها ، والمريضة البيِّن مرضُها ، والعجفاء التي لا تُنقي (4) وعنه أنّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله قال : أيّما إمام سها فصلَّى بالقوم وهو جنب فقد تمت صلاتهم ثم ليغتسل هو ثم ليعد صلاته فإن كان بغير وضوء فمثل ذلك .
وعنه أنّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله صلَّى يوم الأضحى بغير أذان ولا إقامة .
توفّي البراء بالكوفة - سنة اثنتين وسبعين ، وقيل - احدى وسبعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- روى ابن ماجة في « السنن « : 1 - 43 باب ( 11 ) في المقدمة ، عن البراء قال : أقبلنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في حجته التي حجّ ، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة ، فأخذ بيد عليّ فقال : « ألستُ أولى بالموَمنين من أنفسهم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ » قالوا : بلى ، قال : « فهذا وليٌّ من أنا مولاه ، اللَّهمّ والِ مَن والاه ، وعاد مَن عاداه » وأخرجه أحمد بن حنبل في « المسند « : 4 - 281 . وحديث الغدير هذا قد شهد به القريب والبعيد ، ورواه عدد كبير من الصحابة والتابعين ، وأصفق علماء الفريقين على صحته وتواتره ( انظر كتاب الغدير : 1 - 294 ) حتى أنّ سعد بن أبي وقاص حين غضب من معاوية لمّا نال من أمير المؤمنين - عليه السّلام - قال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللَّه يقول : « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه » وإلى آخر ما رواه ابن ماجة في الباب المذكور أعلاه.
2 ـ رُوي عن طريق أهل السنّة أنّ البراء ممّن كتم الشهادة بحديث الغدير ، فدعا عليه الامام - عليه السّلام - فعمي . أقول : إنّ ولاء البراء لبني هاشم قديم ، وهو الذي يقول كما في أعيان الشيعة عن « السقيفة » للجوهري : ( إنّي لم أزل لبني هاشم محباً فلمّا قبض رسول اللَّه ص تخوّفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الامر من بني هاشم فأخذني ما يأخذ الواله العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول اللَّه ص فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي ص في الحجرة ) كما اتفق الرواة على أنّ البراء شهد مع أمير المؤمنين - عليه السّلام - مشاهده كلها ، فلا يُعقل أن يشهدها وهو أعمى . ثم إنّه كان رسولَ الامام - عليه السّلام - إلى الخوارج بالنهروان كما في رواية الخطيب فبهذه القرائن وغيرها ولعدم الوثوق بسند رواية الكتمان والدعاء كما قيل يُستبعد أن يكون البراء ممن كتم الشهادة .
3 - طبقات الفقهاء : 52 .
4 ـ السنن الكبرى : للبيهقي : 9 274 - 273 . و « الظَّلَع » العرج والغمز . و( عجف ) من باب تعب ضعف و ( لا تُنقي ) من أُنقي إذا صار ذا نِقي ، والمعنى التي ما بقي لها مخ في عظامها من غاية العجف .