x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الرجال و الحديث والتراجم : أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) :

أبو ذرّ الغفاري (ت / 31 هـ)

المؤلف:  الشيخ جعفر السبحاني .

المصدر:  موسوعة طبقات الفقهاء

الجزء والصفحة:  ج 1 / ص 192

23-12-2015

1922

اختلف في اسمه واسم أبيه ، والمشهور المحفوظ : جُندب بن جنادة . كان أحد السابقين الاوّلين ، قدم على النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وهو بمكة فأسلم ، ثم رجع إلى بلاد قومه بأمر النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فكان يسخر بآلهتهم .

وكان يتألَّه في الجاهلية ويوحّد ، ولا يعبد الأصنام . ولما هاجر النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، هاجر أبو ذر إلى المدينة ، وكان حامل راية غفار يوم حنين .

قيل : خرج إلى الشام في زمن عثمان، وقيل : بعد وفاة أبي بكر، وكان يقدم حاجاً ويسأل عثمان الاذن في مجاورة قبر رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله ، فيأذن له في ذلك (1) .

قال ابن أبي الحديد : والذي عليه أكثر أرباب السيرة ، وعلماء الاخبار والنقل انّ عثمان نفى أبا ذر أوّلًا إلى الشام .

وأصل هذه الواقعة : انّ عثمان لما أعطى مروان بن الحكم وغيره بيوت الأموال ، واختص زيد بن ثابت بشيء منها ، جعل أبو ذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع : بشر الكافرين بعذاب أليم ويتلو قول اللَّه عزّ وجلّ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ .. } [التوبة: 34].

ورُفع ذلك إلى عثمان ، ثم جرت بينهما أُمور ، فقال له عثمان : إلحق بالشام . فأخرجه إليها .

وكان أبو ذر يقوم بالشام فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك بطاعة اللَّه ، ويروي عن رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ما سمعه منه في فضائل أهل بيته - عليهم السلام - ويحضهم على التمسك بعترته .

ولما بنى معاوية الخضراء بدمشق ، قال أبو ذر : يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال اللَّه فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهذا الإسراف . وكان يقول : واللَّه لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، واللَّه ما هي في كتاب اللَّه ، ولا سنّة نبيه ، واللَّه إنّي لأرى حقاً يُطفأ ، وباطلًا يحيى ، وصادقاً يُكذَّب ، وأثَرَة بغير تُقى ، وصالحاً مستأثَراً عليه .

وشكى منه معاوية ، فاستقدمه عثمان ، ثم نفاه من المدينة إلى الرَّبذة . ولما أُخرج إلى الرَّبذة ، أمر عثمان ، فنودي في الناس أن لا يكلَّم أحد أبا ذر ولا يشيّعه ، وأمر مروان بن الحكم أن يخرج به ، فخرج به ، وتحاماه الناس إلَّا علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وعقيلًا أخاه ، وحسناً وحسيناً عليهما السلام، وعمّاراً ، فهم خرجوا معه يشيعونه ، فقال عليّ عليه السّلام : "يا أبا ذر انّك غضبت لله ، فارجُ مَنْ غَضبتَ له. إنّ القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عمّا منعوك. وستعلم مَن الرابح غداً ، والأَكثر حسداً ، ولو انّ السماوات والأَرضين كانتا على عبد رتقاً ، ثم اتقى اللَّه لجعل اللَّه له منهما مخرجاً . لا يؤنسنَّك إلَّا الحق ، ولا يوحشنّك إلَّا الباطل ، فلو قبِلت دنياهم لأحبؤك ، ولو قرضت منها لَأمَّنوك" (2)

وكان أبو ذر رأساً في الزهد والصدق ، والقول والعمل ، قوّالًا بالحق ، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم . قيل له : ألم ينهك أمير المؤمنين [ عثمان ] عن الفتيا ؟ قال : لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه على أن أترك كلمة سمعتها من رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لأنفذتها قبل أن يكون ذلك .

روي عن بريدة ، قال : قال رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله: "إنّ اللَّه عزّ وجلّ أمرني بحب أربعة ، وأخبرني أنّه يحبهم : علي وأبو ذر والمقداد وسلمان" .

وعن عبد اللَّه بن عمرو : قال : قال رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله: "ما أظلَّت الخضراء، ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر" (3)

عُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة ، ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب « الخلاف » فتوى واحدة .

روي عن أبي ذر أنّه قال : أوصاني رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بسبع : "أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي ، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم ، وأوصاني أن لا أسأل أحداً شيئاً ، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مُرّاً ، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت ، وأوصاني أن لا أخاف في اللَّه لومة لائم ، وأوصاني أن أستكثر من قول لا حول ولا قوة إلَّا باللَّه العلي العظيم فإنها من كنوز الجنّة" .

توفي بالربذة في - سنة اثنتين وثلاثين ، وشهد دفنه عبد اللَّه بن مسعود ، صادفه وهو مقبل من الكوفة في رهط من أهل العراق عُمّاراً ، واستهلّ ابن مسعود يبكي ويقول : صدق رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : "تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك" (4) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1  - قال السيد الحسن العاملي : وليس ذلك بصواب . وما كان أبو ذر ليترك المدينة مهاجر رسول اللَّه ص ومسجده ومجاورة قبره اختياراً ويذهب إلى الشام فيجاور بني أُمية .

2 - قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : وقد روى هذا الكلام أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة .

3 - وأخرجه الحاكم عن أبي ذر وصححه ، وأقرّه الذهبي ، وأخرجه أيضاً عن أبي الدرداء وصحّحه ، وأقرّه الذهبي . المستدرك : 3 - 342 .

4 ـ طبقات ابن سعد : 4 - 235 .