مـداخـل ومـحددات استـراتيجيـة المحيـط الازرق
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص35 - 38
2025-11-11
106
وان خلق محيط ازرق تحتاج فيه المنظمة الى عمل شيء مختلف عما يعمله الاخرون وانتاج شيء لم ينتج سابقاً. كذلك ان استراتيجية المحيط الأزرق تمكن المنظمة من التكيف بشكل كبير مع ا الاساسية الشائعة للزبون لتشكيل مجموعة جديدة من القيم حيث يتشكل هذا النوع من غير أي منافسة.
إن لخلق المحيط الازرق مدخلين
الاول: خلق صناعات جديدة تماماً على الرغم من انه لايراعي متطلبات المجتمع، الا انه اثبت من انه مدخل فاعل جداً ومنتج. ومثال ذلك خدمة Google والتي انجذب لها ملايين المستهلكين إذ استفادوا من هذه الخدمة بشكل كبير، حيث اصبح اليوم كل مستخدم للانترنت يستعمل أو يدرك أهميتها.
الثاني: خلق تطبيقات جديدة واعادة تعريف الأفكار مع محيط احمر موجود حالياً. فالعديد من المنظمات اليوم تمارس نشاطات متعاكسة مثل محاولة خلق طرائق جديدة لدعم الكفاءة الداخلية وتعظيم صافي العائدات ومراقبة المنافسين في كيفية اختراقهم للسوق. أي التركيز على النشاطات الداخلية والخارجية.
وعلى الرغم من ذلك فأن استراتيجية المحيط الازرق تجلب بعض المحددات على الابداع ايضاً. فمنها ادراكي وبعضها تنظيمي:
* فالمحدد الادراكي هو ان المنافسين غالباً ما يسدون الطريق على الابداع بسبب صراع العلامات التجارية ومن الملاحظ ان العلامات التجارية القوية تؤثر على الصراع التنافسي فالمنظمات التي تمتلك هذا النوع من العلامات التجارية مثل – IBM-GE – Coca Cola Microsoft وغيرها تعتمد عليها في الدخول الى اسواق جديدة، أو عند عرض منتجات جديدة، ومن دون هذه العلامات فأن الأمر يتطلب منها ایجاد طرائق اخرى مثل تخفيض اسعار منتجاتها او غير ذلك لضمان موقع لها في السوق.
* والمحدد الثاني هو تنظيمي لأن الابداع عادة يتطلب من المنظمات أن تحدث تغيرات كبيرة سواء في تطبيقات الأعمال أو في السياسات، حيث يحدث التغيير نتيجة جهد مقصود يشمل مجموعة من العمليات والانشطة المصممة لتغيير الافراد والمجموعات والهياكل والعمليات التنظيمية لجعلها ملائمة لبيئة العمل الجديدة. وأن كل إبداع هو تغيير ولكن ليس كل تغيير هو إبداع، حيث ان التغيير في الابداع الاستراتيجي يغير قواعد اللعبة. أي تتجاوز الخوف من التغيير ومقاومته وتفضيل حالة الاستقرار وقبول الوضع الراهن.
* وهناك محدد اخر يمثل القوى الاقتصادية للمحيطات الزرقاء، فالحجم الكبير المتولد من خلال خلق القيمة يؤدي الى تقليل الكلف بشكل متسارع وبالتالي يؤثر على جميع المنظمات.
* إن التغيرات الاقتصادية تؤثر على كل المنظمات فالضغوطات الاقتصادية تجبر المنظمات على أن تكون أكثر كفاءة في تقليل الكلف وحتى في الاقتصاديات القوية فإن حالات التأكد عدم اسعار الفائدة وعجز الموازنة والتقلبات في اسعار صرف العملات قد تخلق ظروفاً تجبر المنظمة على التغيير.
* وان القوة الاقتصادية بدأت تنتقل من الاجراءات والمجهزين الى الزبائن ومبدعي القيمة لذلك فان التغيرات السريعة في الأسواق المحلية والخارجية بسبب التقلبات الاقتصادية باشكالها ينتج عنه انخفاض التكاليف الى ادنى حد ممكن وتعظيم الارباح الى اقصى حد ممكن. وان كثيراً من المنظمات تتوجه نحو الزبون من خلال جذب زبائن جدد والعمل على الاحتفاظ بهـم وفهم احتياجاتهم وتقديم أفضل الخدمات اليهم.
ويمكن الاشارة الى إن مدراء المنظمات لديهم الحل الامثل لمواجهة النجاح الاقتصادي للبلدان المنافسة وهو التوجه نحو الزبون.
اذ ان المنظمات المبدعة في عملها هي التي تتبنى تحقيق هدف الرضا لزبائنها وان نمو المنظمات وازدهارها لبقائها في بيئة المنافسة مرهون بتقديم افضل قيمة لزبائنها وان تقديم المنظمة قيمة سيئة هو اسهل طريق لتلاشيها او فشلها.
كما ان العديد من المنظمات تترك المنافسين يضعون المؤشرات والمعايير ولكنها تفتح المجال للمفكر الاستراتيجي ولمبدعيهم بأن لايستخدموا المنافسين قاعدة او اساساً لعملهم، وبدلاً من ذلك فهم يركزون على مختلف الزبائن. وهناك المنظمات التي تبحث بعمق عن الاسواق غير المكتشفة وتحاول التوغل في اماكن لم يصل اليها المنافس بعد، حيث تسمى بالمنظمات الباحثة عن الاسواق الزرقاء وتقوم هذه المنظمات بصياغة الاستراتيجية نفسها كونها المصدر الحقيقي للابتكار اما المنظمات الاقل نجاحاً فأنها تتبع منطق الاستراتيجية التقليدية.
وهي لا تستغل فرص النمو والاسواق غير المكتشفة مما يعرضها الى التهديد والابطاء في النمو ومن ثم التوقف وهنالك العديد من المنظمات التي فشلت في تكييف نفسها مع احتياجات السوق مركزة هدفها على مجرد انتاج سلع وخدمات وهي متوهمة بأنها تتجه نحو النمو في الوقت الذي تتردى فيه نحو الانحدار وهذه المنظمات مصابة بظاهرة قصر النظر التسويقي (ادريس ، والغيص (85:1994
ومثل هذه المنظمات لا تفكر بالميزة على المنافسين فقط لكنها تخطط للوصول الى افضل المزايا وهي تكافح من اجل الميزة التنافسية وتصارع من أجل الحصول على التمايز. وهذه المنافسة لم تنتج شيئاً سوى (المحيط الاحمر) في صراع المنافسين على الارباح.
والصراع التنافسي يؤثر في قدرات المنظمة الخاصة بكسب ودعم الميزات التنافسية.
ان اهم ما يتصف به الاقتصاد العالمي هو زيادة حدة الصراع التنافسي ومدى تأثيره على استراتيجيات الاعمال.
وهذا الاتجاه الذي ساد في القرن العشرين هو الآن في طريقه الى الزوال، ومع تزايد دموية المحيطات الحمراء ستحتاج الادارة للاهتمام اكثر بالمحيطات الزرقاء، وليس على المنظمات من الان فصاعداً أن تتنافس في مساحة محدودة وذلك عن طريق فتح مساحة سوق جديدة لخلق المحيطات الزرقاء والاداء العالي المستديم من خلال التحرك الاستراتيجي، وهو مجموعة من الفعاليات الادارية والقرارات المتعلقة بعرض عمل يخلق سوقاً كبيرة، تلك التحركات التي تؤدي الى ایجاد منتجات وخدمات ضمن مساحة جديدة من الاسواق مع قفزة نوعية في الطلب تضم بين طياتها النمو المنفعي. وهذه التحركات الاستراتيجية عملت على ايجاد المحيطات الزرقاء.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في الادارة الاستراتيجية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة