بيانات جبرئيل في هيئة دحية في أمر ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص264-266
2025-10-26
36
بيانات جبرئيل في هيئة دحية في الولاية: يروي الخوارزمي أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد بإسناده المتّصل عن الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيته، فغدا عليه عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه بالغداة أن لا يسبقه اليه أحد، فدخل فإذا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في صحن الدار، فاذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك كيف أصبح رسول الله؟قال: بخير يا أخا رسول الله.فقال عليّ: "جَزَاكَ الله عَنّا خيراً أهْلَ الْبَيتِ".
فقال له دحية: إني لأحبّك، وانّ لك عندي مدحة ازفّها لك، أنتَ أميرُ المؤمِنينَ، وقَائِدُ الْغُرّ المحَجّلينَ، أنتَ سَيّدُ وُلْدِ ءَادَمَ يَوْمَ الْقِيامةِ مَا خَلَا النّبِيّينَ والمرسَلينَ، لِوَاءُ الحمد بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيامةِ، تُزَفّ أنْتَ وشِيعَتُكَ يَوْمَ الْقِيامةِ إلى الجنّةِ مَعَ محمّد وحِزْبِهِ إلى الْجِنَانِ زَفّاً، وقَدْ أفْلَحَ مَن تَوَلّاكَ وخَسِرَ مَنْ تَخَلّاكَ، فَبحُبّ محمّدٍ حَبّوكَ، ومُبْغِضُوكَ لَنْ تَنَالُهُمْ شَفَاعَةُ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم؛ ادْنُ مِني صفوةَ الله!
فأخذ رأس النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فوضعه في حجره، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما هذه الهمهمة؟ فقال علي بما جرى.
فقال: يا علي، لم يكن دحية، ولكن كان جبرائيل، وسمّاك بإسم سمّاك الله به، فهو الذي ألقى محبّتك في صدور المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين[1].
المسائل للإمامة كانت متحقّقة في أمير المؤمنينانّ الأحاديث المرويّة عن رسول الله والدالّة على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام بعنوان خير الوصييّن وسيّد ولد آدم وأمثال ذلك كثيرة، وقد اكتفينا بهذه الروايات العدّة عن طريق العامّة كمثال، لذا وفقاً للمسأئل السبع السابقة فانّ مقام الإمامة مختصّ به عليه السلام، وهو الذي كان يدعو الناس بقاطعيّة تامّة، لم يُشاهَد في فعله او قوله ندم أو شكّ أو حيرة أو جهل. ولأنّ الإمام له إحاطة بالملكوت، فانّه لا يخطئ أبداً، ولأنّ فعله فعل الحق، فانّه لا يتردّد ولا يتحيّر ولا يندم في عمله، لأنّ اللهسبحانه لا يتحيّر ولا يندم في فعله.
انّ الأفراد الذين يندمون، انّما يندمون عند العمل لجهلهم، اذ تبدو لديهم جهة من الجهات بصورة مقبولة فيبادرون إلى فعلها، وحين تتّضح لهم نقاط الضعف والنقاط المبهمة التي خفيت عليه لدى العمل فانهم يندمون.
امّا رجل الحق فلا يندم، ولم يشاهد أبداً انّ الإمام أظهر ندمه من فعلٍ فعله، وهذه هي علامة صحّة العمل وإتقانه، إضافة إلى أنّ الإمام يعيّن وظيفة الناس في كلّ موضوع بشكل قطعيّ، ولا يؤجّل ذلك إلى اليوم التالي ولا تنكشف له الحقيقة بالمشاورة والمطالعة والتأني والتروّي، بل انّ الحقائق تظهر أمامه وتتجلى كالمرآة، فيجيب بلا تريّث ولا تأخير.
لقد كان عُمر يعيى ويعجز في كثير من الأمور عن الإجابة على مسائل الأحكام العاديّة، بينما كانوا يسألون أمير المؤمنين عن بعض المسائل التي لا يستطيع علماء الرياضيات حلّها الّا باستخدام القوانين الرياضيّة، فيُجيبهم عليها مباشرة. فهل كان له عقل الكتروني يا ترى؟ إنّ الأجهزة الالكترونية هي الأخرى لا تستطيع ان تتجاوز حلّ المسائل البسيطة، لكن الامام كان يجيب عن تلك المسائل بداهةً، لكأنّ الجواب كان واضحاً لديه كالشمس، كما انّه كان يُجيب فوراً على الكثير من مسائل القضاء التي يحتاج حلّها إلى جهد رياضيّ.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة