الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
العسل
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص472ــ476
2025-05-11
41
يكفينا في العسل ما ورد من قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 68، 69].
قال د. القدسي : تأملوا قول الله سبحانه وتعالى في الآية التي يتحدث فيها عن النحل سبحانه في سورة النحل {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69] فقد جاء العلم الحديث وأثبت بأن العسل ليس هو الشراب الوحيد الذي يخرج من بطون النحل، فلو كان العسل هو الشراب الوحيد الذي يخرج من بطن النحلة، لكان الله سبحانه وتعالى قال يخرج من بطونها عسل مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، لكن المعنى الموجود في الآية أكبر وأشمل، وأعظم من تحديده في شراب واحد هو العسل، فقد أثبت العلم أن العكبر يخرج من بطن النحلة، وكذلك سم النحلة يخرج من بطن النحلة، وكلاهما سائل يمكن أن يشرب وكلاهما أيضاً عظيم مبارك وفيه شفاء للناس وكذلك يخرج الشمع من بطن النحلة وفيه شفاء للناس وأخيراً يخرج غذاء ملكات النحل، وفيه شفاء للناس.
وتأملوا قوله تعالى في كلمة مشارب التي ذكرتها سورة يس، فهذه الآية تتحدث عن مشارب متنوعة تخرج من بطون الأنعام أيضاً وفيها منافع كثيرة في هذه الآية أيضاً {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} [يس: 71 - 73] ولاحظوا في الأخيرة كيف عطف الله سبحانه وتعالى كلمة منافع على كلمة مشارب لأنَّ هذه المشارب وليس الشراب الواحد كما ترون، من جنس المنافع، ففي اللغة إذا عطفنا شيئاً على شيء فهذا يدلُّ على أنه من نوعه ومن جنسه، فهذه المشارب ومنها اللبن واللبا، فيها منافع عظيمة للإنسان ولا تعد ولا تحصى، ولذلك جاء ختام الآية متناسباً جداً مع المعنى، فختمها الله سبحانه وتعالى بقوله {أَفَلَا يَشْكُرُونَ} [يس: 35]، وتأملوا أيضاً قول الله سبحانه وتعالى في اللبن، وأنَّ اللبا جزء من اللبن، لأنه يخرج في بداية خروجه بعد الولادة ويكون ممزوجاً باللبن أيضاً، حتى أنهما يشبهان بعضهما في الطعم واللون والرائحة واللمس والقوام.
فتأملوا قوله تعالى في سورة النحل {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [النحل: 66](1).
فالعسل من الأغذية الكاملة والمكافحة لكافة الأمراض، ولذلك كان غذاء ودواء منذ القدم.
عن النبي (صلى الله عليه وآله): ((عليكم بالعسل، فوالذي نفسي بيده ما من بيت فيه عسل إلا وتستغفر الملائكة لذلك البيت، فإن شربه رجل دخل جوفه ألف دواء وخرج عنه ألف داء))(2).
عن النبي (صلى الله عليه وآله): ((من شرب العسل في كل شهر مرة، عوفي من سبع وسبعين داء))(3).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ((العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه، يقل البلغم ويجلو القلب))(4).
عن الرضا (عليه السلام): ((إنَّ الله تعالى جعل البركة في العسل، وفيه شفاءٌ من كل الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبياً))(5).
فوائد العسل:
1- العسل والجهاز التنفسي: العسل علاج ممتاز لأمراض المسالك التنفسية والتهاب القصبات الهوائية ونوبات السعال والربو والرشح والالتهابات الحادة في الأنف والجيوب الأنفية وتحسس الجهاز التنفسي.
2- العسل والجهاز الهضمي: العسل يلغي تأثير الحموضة الزائدة في المعدة التي تؤدّي غالباً إلى الإصابة بقرحة المعدة أو الاثني عشر. ويعمل أيضاً على إزالة الأعراض المصاحبة لها مثل الشعور بالغثيان والقيء والحرقة والحموضة كما أن تناول ملعقة من العسل مذابة في كوب ماء دافئ صباحاً يساعد على التخلص من الإمساك.
3- العسل وصحة الطفل: تحتوي أنسجة الطفل عند ولادته على كمية من الحديد تكفيه ثلاثة أشهر فقط ولما كان لبن الأم فقيراً بالحديد فإنَّ إعطاء الرضع ملعقة عسل يومياً اعتباراً من الشهر الرابع يفيده للوقاية من الكساح وفقر الدم وقد لوحظ أن الرضع الذين يتغذون بالعسل لا يصابون بالمغص المعوي إلا نادراً وذلك بسبب أنَّ السرعة التي يمتص بها العسل لا تترك مجالاً لحدوث أي تخمر بالأمعاء. كما يعمل العسل على تسهيل خروج أسنان الطفل وذلك عن طريق مزج قليل من العسل بعصير الليمون ثمَّ تدليك لثّة الطفل بهذا المزيج.
4ـ العسل والتبول اللاإرادي: يعطي الطفل ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة فتعمل على تسكين الجهاز العصبي عند الطفل وتمتص الماء الزائد وتحتفظ به طوال فترة النوم وبهذه الطريقة تخفف الأعباء قليلاً وتريح الكلى.
5- العسل والكبد: يعمل العسل على زيادة مخزون الكبد من الجليكوجين وينشط عملية التمثيل الغذائي في الأنسجة وتدل التقارير الطبية أنَّ الانتظام في تناول وجبات العسل يومياً يساعد في شفاء المرضى المصابين بالتهاب الكبد المزمن والتهاب المرارة.
6- العسل والأعصاب: العسل المذاب في الماء الدافئ علاج ناجح للأمراض العصبية مثل الصداع والأرق والتهيج العصبي ويعتبر العسل أفضل منوم على الإطلاق وذلك بتناول ملعقة كبيرة قبل النوم.
7- العسل والجمال: العسل يغذي الجلد ويحفظ حيويته ونضارة الوجه وقوة الشعر وجماله ولمعانه.
ومن الفوائد الأخرى للعسل أنَّه يعالج التهاب الفم واللسان والحروق والروماتيزم وتشنجات العضلات. كما أنَّه يقوي القلب ويعيد تركيب الدم إلى طبيعته ويزيد نسبة الهيموجلوبين كما يستعمل للوقاية من الإصابة بالأورام السرطانية ويساعد الجسم على طرح السموم ويمد الجسم بالطاقة اللازمة لحيويته ونشاطه(6).
________________________________
(1) اللباء: ص30.
(2) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 291.
(3) المصدر نفسه.
(4) طب المعصومين (عليهم السلام): ص292.
(5) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 293 و 294.
(6) الحكيم ص 220.