علي (عليه السلام) أفضل الأمّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المؤلف:
الشيخ محمد أمين الأميني.
المصدر:
المروي من كتاب علي (عليه السلام).
الجزء والصفحة:
ص 11 ـ 12.
2024-10-02
964
لا شك أنّ الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو أفضل الأمّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ هو أعلم الأمّة وأفضلها، وأقدمها، وأقضاها، وأشجعها، جاء في رواية زيد بن شراحيل الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: أَخْبِرُونِي بِأَفْضَلِكُمْ، قَالُوا: أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: صَدَقْتُمْ أَنَا أَفْضَلُكُمْ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِكُمْ أَنتُم، أَفْضَلُكُمْ أَقْدَمُكُمْ سِلْماً وَأَكْثَرُكُمْ عِلْماً وَأَعْظَمُكُمْ حِلْماً عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)، وَالله مَا اسْتُودِعْتُ عِلْماً إِلَّا وَ قَدْ أَوْدَعْتُهُ، وَلَا عُلِّمْتُ شَيْئاً إِلَّا وَقَدْ عَلَّمْتُهُ، وَلَا أُمِرْتُ بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُهُ بِهِ، وَلَا وُكِلْتُ بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ وَكَلْتُهُ بِهِ، أَلَا وَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَمْرَ نِسَائِي بِيَدِهِ، وَهُوَ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ بَعْدِي، فَإِنِ اسْتَشْهَدَكُمْ فَاشْهَدُوا لَهُ (1).
ومن المعلوم أنّ حياة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وجهاده وتحمّله الكثير من المعاناة والمشاكل في طول حياته الشريفة ممّا استوجب تحمّل عناء الهجرة ومصاعب الغزوات وفقدانه خيرة أهله وأصحابه ما كان إلا لأجل الإسلام ونشره، فمن الطبيعي جداً أن يستمر الهدف في وصيّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فبما أنّ الظروف والدواعي تغيّرت بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فهذا يستدعي الصبر المضاعف الذي أوصى به صاحب الرسالة.
روى ابن الصفار بإسناده عن الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم (عليه السلام) يقول: ..نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَجَعَلَ يُمْلِي عَلَى عَلِيٍّ (عليه السلام) وَيَكْتُبُ عَلِيٌّ (عليه السلام)، أَنَّهُ يَصِفُ كُلَّ زَمَانٍ وَمَا فِيهِ، وَغمزه بالنظر والنظر (2)، وَخَبَّرَهُ بِكُلِّ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَفَسَّرَ لَهُ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهَا إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، فَأَخْبَرَهُ بِالْكَائِنِينَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الله مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَبَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَخْبَرَهُ بِكُلِّ عَدُوٍّ يَكُونُ لَهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ مِنَ الْأَزْمِنَةِ، حَتَّى فَهِمَ ذَلِكَ وَكَتَبَ (3)، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِأَمْرٍ يَحْدُثُ (4) عَلَيْهِ وعليهم مِنْ بَعْدِهِ، فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: الصَّبْرَ الصَّبْرَ، وَأَوْصَى الْأَوْلِيَاءِ بِالصَّبْرِ، وَأَوْصَى إِلَى أَشْيَاعِهِمْ بِالصَّبْرِ وَالتَّسْلِيمِ، حَتَّى يَخْرُجَ الْفَرَجُ (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: المحتضر، ص 231، ح 302، الدر النظيم، ص 252، بحار الأنوار، ج 26، ص 66، ح 149.
(2) يُخْبِرُهُ بِالظَّهْرِ وَالْبَطْنِ. كذا في نقل مختصر بصائر الدرجات والبحار.
(3) حَتَّى فَهِمَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَكَتَبَهُ. كذا في نقل مختصر بصائر الدرجات والبحار.
(4) بِأَمْرِ مَا يَحْدُثُ عَلَيْهِ. كذا في نقل مختصر بصائر الدرجات والبحار.
(5) بصائر الدرجات، ص 506، باب 18 النوادر في الأئمة أو أعاجيبهم، ح 6.
الاكثر قراءة في أحاديث وروايات مختارة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة