1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الاتجاهات الحديثة في الجغرافية : جغرافية البيئة والتلوث :

تلويث الأرض بالنفايات الصلبة وتدمير الغطاء النباتي والحيوانات وحمايتها

المؤلف:  علي سالم أحميدان

المصدر:  الجغرافية الحيوية والتربة

الجزء والصفحة:  ص271 ــ275

2024-08-15

362

ظلت الأرض عبر التاريخ البشري كله أعظم ما يشغل بال الباحثين. فقد كانت تشكل دائما المصدر الرئيس للثروات البيئية، فضلا عن أهميتها في سد حاجات الإنسان من مأكل وملبس ومسكن وتتضاعف أهمية الأرض إذا تبينا أن مساحة الأرض اليابسة من مجمل مساحة الكرة الأرضية، لا تزيد عن 29 هذه المساحة نسبة ضئيلة جدا من الأراضي الخصبة، التي يمكن زراعتها. ذلك أن نحو 20% من مساحة الأرض اليابسة عبارة عن مناطق جبلية عارية وهناك نحو 20% أراضي جافة جداً، وتكاد تكون خالية من السكان ومن احتمالات الزراعة. وأخيراً 20% رابعة عبارة عن أراضي غابات ومستنقعات، وبالتالي فهناك نحو 20% من مساحة الأرض هو وحده القابل للاستغلال الزراعي. وعليه، أخذت قيمة الأرض تتضاعف سنة بعد أخرى، وجيلا بعد جيل آخر، بسبب النمو الهائل في أعداد السكان المتزايدة باطراد، في بقاع العالم المختلفة، وتزايد الطلب على ما تنتجه من غذاء بالإضافة لما تحتاجه من مواضع للزحف العمراني والتطور الصناعي فيها. وتتضح هذه الحالة بجلاء في معظم دول العالم، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. لقد أخذ النفايات الصناعية حجم والمنزلية يزداد باطراد عاماً بعد آخر، وذلك نتيجة للزيادة السكانية المطردة بالإضافة لزيادة الاستهلاك البشري من السلع والمواد، بجانب التقدم الصناعي والعمراني، وما رافقه من قدر كبير من النفايات الناجمة عن جميع الأنشطة البشرية المتعددة في مجالات التصنيع والزراعة والتعدين والخدمات والسياحة فلو أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال، فإن متوسط ما يصدر عن الفرد يومياً من الفضلات الصلبة في عام 1945، كان يتراوح ما بين واحد إلى واحد ونصف كيلو غرام. وقد ارتفع هذا الرقم في عام 1955 إلى نحو 700 كغم لكل مواطن أمريكي سنويا. وتأتي هذه الدولة في مقدمة دول العالم من حيث حجم النفايات الصلبة التي تتخلص منها، حيث تخلف وحدها نحو نصف كمية النفايات في العالم وتتنوع النفايات الصناعية الصلبة والمنزلية تنوعاً كبيراً، بين الصناديق المهشمة والآلات المعطوبة والأوراق وقشور الفاكهة والخضروات. فتعمل على خلق مرتع للجراثيم والحشرات والقوارض حيث تقوم بنقل السموم والأمراض، إلى حيث يمتد بها الانتقال للأماكن المزدحمة بالسكان. كما تشوه القيمة الإنسانية، التي تأبى أن تكون لغير الإنسان فيها مجال. كما تلوث الجو بالغازات المنبعثة منها أو الدخان المتطاير أثناء احتراقها. ومن أهم هذه النفايات الورق والبلاستيك. ويحتوي البلاستيك على مادة بولي كلوريد الفينيل، حيث ينتج غاز كلوريد الهيدروجين السام عند احتراق هذه المادة. كما تواجه الولايات المتحدة مشكلة تراكم هذه النفايات فيما يعرف بالمقالب المكشوفة، حيث تكمن خطورتها في أنها تساهم في تلوث الهواء، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لتوفير 55 مليون وعاء، ونحو 26 مليار قنينة زجاجية، ونحو 65 مليار وعاء معدني وبلاستيكي، وأدوات تعبئة أخرى بما قيمته نصف مليار دولار، وذلك تفادياً لتكاثر الذباب والفئران والصراصير، وما تجلبه على السكان من أمراض وأوبئة خطيرة إذا ما انتشرت في المجتمع لا تبقي ولا تذر. بالإضافة لما تلقيه بما مقداره سبعة ملايين سيارة تتحول إلى حديد خردة. كما بلغت كمية الفضلات الصلبة التي تجمع سنوياً من فضلات المنازل، في المناطق الحضرية نحو 150 مليون طن. وإذا ما استمرت الاتجاهات الحالية مستقبلا، ففي خلال العقدين القادمين من القرن الواحد والعشرين الحالي سوف تصل كمية المخلفات الصلبة للفرد الأمريكي إلى نحو 1000 كغم (طن) سنويا. أضف إلى ذلك 10 ملايين طن حديد خردة سنوياً، وأكثر من ثلاثة مليارات طن أخرى من نفايات المصانع والصخور، حيث تفرغ بالسيارات من مواقع المناجم، وكميات أخرى هائلة  من الرماد والدخان، وما ينجم عن صهر المعادن الخام والصناعات ومحطات الوقود وغيرها.

ومن المعروف أن الطرق الحالية التي تعالج مشكلة النفايات الصلبة غير كافية. فقد ورد في تقرير عن هيئة الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية أن نحو 94% من أماكن التخلص من الفضلات والبالغ عددها 19 ألف موقع في الدولة غير كافية. كما أن هناك الكثير من المدن التي تكن من وطأة الازدحام السكاني تتزايد فيها المشكلة نتيجة تزايد كميات هذه المخلفات، مع الزيادة السكانية المطردة. وكذلك لنقص الأراضي المعدة لاستقبال هذه المواد. وإذا لم تتخذ كافة الإجراءات، فقد تؤدي لتلويث الأرض وتشويه مظهرها الخارجي وتلويث الهواء. كما يؤدي ترك المعادن الثقيلة التي لا تتحلل حيويا بسهولة إلى تلف التربة الزراعية.

لقد أدى الاستغلال المفرط في استخراج المعادن، من باطن الأرض وفوق سطحها إلى تغير في أشكال هيئة الأرض، بسبب تزايد أكوام النفايات والقاذورات وعمليات الهبوط والحفر والفجوات التي تخلفها مقالع الحجارة وتلال الخبث والبقايا المعدنية التي شوهت جمال البيئة الطبيعية. كما أدت هذه العمليات إلى نتائج خطيرة على الغطاء النباتي، تمثلت في استحالة لنموه عقب هذه العمليات لأسباب عدة. وتعتبر بريطانيا وجنوب إفريقية والولايات المتحدة الأمريكية، أمثلة بارزة للدول التي أضيرت فيها الأرض بسبب الاستنزاف والتلوث وقد بلغت مساحة الأراضي التي تغطيها مقالع الحجارة والحفر في بريطانيا بنحو 60 ألف فدان، بالإضافة إلى نحو 569 فدان من الأراضي التالفة، نتيجة استخراج الحصى من الأودية النهرية في إقليم لندن الكبير وحده. هذا بالإضافة لتخريب الأراضي الزراعية الجيدة، وذلك نتيجة التعدين المكشوف الخامات الفحم والحديد. أما في اتحاد جنوب إفريقية، فقد غطت المساحة التي تشغلها مقالب النفايات المعدنية وسدود الطين بنحو 16 ألف فدان بالإضافة إلى نحو 9 آلاف فدان أخرى من حقول الذهب، كما تتعرض الأرض للزحف العمراني (التصحر الحضري)، وذلك للزحف العمراني ومد طرق المواصلات البرية والحديدية والمائية، وإنشاء المرافق العامة والمنشآت الصناعية.

وقد قدر أن ما تفقده بريطانيا سنوياً لهذا الغرض بنحو 50 ألف فدان وأنه سوف يرتفع هذا الرقم مع نهاية العقد الحالي من القرن الواحد والعشرين إلى 2 مليون فدان من الأراضي المنهوبة وهكذا يؤدي سوء استخدام الإنسان للأرض سواء في التعدين أو القـاء المخلفات المنزلية والصناعية الصلبة إلى فقد مورد هام غير متجدد من موارد البيئة الطبيعية يصعب تعويضه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(203) د. خالد مطري، مرجع سابق.

(204) - د. مصطفى عبد العزيز، مرجع سابق.

(205) المرجع نفسه.

 (206) د. محمد خميس الزوكة، الجغرافيا الزراعية، 1987.

 (207)  د. علي حميدان: علم البيئة، جامعة القدس دار الفكر، 2003م.

- Stone, E. C. Preserving Vegetation in Parks and Wildern Science, (150, PP. 12611267, 1965) (208).

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي