الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
مدى الرؤية Visibility
المؤلف: د. قصي عبد المجيد السامرائي
المصدر: المناخ والاقاليم المناخية
الجزء والصفحة: ص 276 ــ 277
2024-11-28
48
جميع الدلائل تشير إلى أن مدى الرؤية في المدن ينخفض كثيراً وذلك بسبب ارتفاع نسبة التلوث في هواء المدينة. ومن المؤكد إن هذا الانخفاض في مدى الرؤية يختلف بين المدن الصناعية والمدن غير الصناعية بغض النظر عن حجم هذه المدن. فالتلوث الصلب والغازي في الهواء سببه الأساس المعامل الصناعية، ولا تسهم السيارات إلا بنسبة اقل من نسبة المعامل. لذلك تظهر قبة من الهواء الملوث حول المدن الصناعية في حين تكون هذه القبة اقل ظهوراً فوق المدن غير الصناعية. وبشكل عام فان المواد الصلبه في هواء المدن هي أكثر تركزاً من هواء الريف. لذلك يضاف سبب آخر إلى تقليل مدى الرؤية وهو الضباب. إن توفر نوويات التكاثف الملوثات الصلبه هي المسئولة عن إيجاد الجو الملائم لتكاثف بخار الماء قرب السطح مما يكون الضباب Fog. وإذا ما وجد الدخان Smoke كعملية مستمرة في جو المدينة نتيجة التركز الكثيف للمعامل الصناعية، فأن ذلك سيؤدي إلى تكرار ظاهرة الضباب الدخاني Smog في جو المدينة وحتى إن لم تكن المدينة صناعية فأن تكرار ظاهرة الضباب فيها أعلى من الريف. حيث إن كمية الملوثات الصلبه في هواء المدينة أكثر بعشرة أضعاف كميته في هواء الريف المجاور كمعدل عام. وقد بينا سابقاً إن تركز التلوث يختلف بين الفصول وبين أيام الأسبوع وكذلك بين الأيام التي تكون رياحها شديدة أو هناك حالة سكون في الهواء. ففي الشتاء خاصة إذا كانت الأرض مغطاة بالثلج، أو في أيام الانعكاس الحراري، تزيد الملوثات في هواء المدينة على الصيف الذي تختفي فيه حالات استقرار الهواء. وفي أيام العطل من الأسبوع تكون الملوثات اقل في الجو من أيام العمل الأسبوعية، وذلك بسبب قلة ما يضاف إلى الهواء أثناء العطل.
لما كانت الملوثات الصلبه هي المسئولة عن تقليص مدى الرؤيا، فأن ازديادها في هواء المدينة يساعد على تكرار ظاهرة الضباب الدخاني. وفي تجربة أجريت على سواحل هولندا، وجد إن الضباب الدخاني يكون أكثف ويتكرر أكثر إذا كان الهواء من اليابس إلى الماء، في حين تنخفض نسبة تكرار الضباب الدخاني إذا كان الهواء من الماء إلى اليابس. والسبب هنا واضح في علاقته بتركيز الملوثات في الهواء. فالهواء القادم من اليابس يحمل معه نسبة عالية من الملوثات الصلبه (نوويات التكاثف)، في حين تنخفض كثيراً نسبة الملوثات في الهواء البحري. لذلك من الطبيعي إن يرتبط تحسن مدى الرؤية في المدن الصناعية في السنوات الأخيرة بتطبيق قوانين التلوث التي عمدت إلى تخفيض نسبة الملوثات الصلبه في هواء المدينة. فأن إجبار المعامل على استبدال الفحم كوقود في الصناعة إلى النفط والغاز الطبيعي، واستخدام أجهزة تساعد على حرق الوقود بشكل أفضل، قد خففا كثيراً من نسبة التلوث في هواء المدينة. لذلك أجرى عدد من الباحثين مقارنة بين فترات كان فيها التلوث كثيراً وفترات بعد تطبيق قوانين الحد من التلوث. وقد كانت النتائج إن مدى الرؤية قد تحسن كثيراً في هذه المدن وان نسبة تكرار ظاهرة الضباب الدخاني أصبحت أقل. ففي دراسة عن لندن وجد إن نسبة التلوث في الهواء قد انخفضت بنسبة 32 للفترة بين 1959 إلى 1964 عن الفترة الواقعة بين 1954 إلى 1909. كما شهدت الفترة نفسها انخفاضا في نسبة تكرار الضباب الدخاني. هناك مدن أخرى بدأت تشهد ارتفاعاً في عدد سكانها. هذه المدن مثل توسان، أريزونا قد بدأت تشهد انخفاضاً في مدى الرؤيا أي إن تكرار فترات الضباب بدأت تشهد ارتفاعاً يتناسب مع ارتفاع عدد سكانها. إن ارتفاع عدد السكان في مدينة صحراوية مثل توسان يعني ازدياد عدد ذرات التراب في الهواء نتيجة الاستعمال البشري وكذلك نمو بعض الصناعات حول المدينة مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التلوث في الهواء .