x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

الحياة من منظار إسلامي

المؤلف:  الأستاذ مظاهري

المصدر:  الأخلاق البيتية

الجزء والصفحة:  ص33ــ38

2024-06-02

166

إن الاقتصاد الإسلامي يقسم الحياة إلى ثلاثة أنواع: الحياة الضرورية، الحياة المرفّهة، الحياة المترفة.

1- الحياة الضرورية

وتعني: أن للإنسان كلّ الحق في الانتفاع مما هو موجود على هذه الكرة الأرضية من طعام أو لباس أو سكن بدون أن يكون مسرفاً أو مقتراً، وإذا ما سعى الفرد حثيثاً لتأمين هذه المسائل له ولأفراد عائلته، مَنَّ الله عليه بالثواب والأجر الجزيل.

(الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)(1).

وأما المقصر في هذا السعي من أجل أسرته، فلا يعد إلا مخطئاً وعاصياً لما جاء في شرعة الله الحقة، فالذي يتمكن من العمل والكد على عياله، ولا يفعل ذلك يعتبر مُضِراً بحق الناس! وإن أصل هذا الإضرار حرام، لذا يكون ترتيب وضع الأسرة واجب ولازم ومن لم يستطع ذلك لعلة فيه أو مرض، وجَبَ على الدولة الإسلامية الالتزام بتهيئة الطعام واللباس والمسكن وباقي المسائل الضرورية لهذه الأسرة التي يكون معيلها غير قادر على ترتيب أوضاعها بالشكل الطبيعي؛ هذا بالإضافة إلى مشاركة الجميع في هذا الأمر الخيري.

وبصدد هذه القضيّة قال تعالى في محكم كتابه الكريم. {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7].

وتعني هذه الآية الشريفة أنه يجب على كل فرد أن يمرر حـيـاتـه الضرورية على قدر إمكانيته، فمن تمكن من إدارة أسرة، أسرتين، عشرة أسَرٍ فلا يبخل بتلك الإدارة (لينفق ذو سعة من سعته)، وأما ذلك الذي لا يتمكن من فعل ذلك فلا بأس عليه من التصرف على قدر إمكانيته.

فمن استطاع توفير لقمةٍ واحدة من طعامه أو لباس واحد زائدٍ عن حاجته، أو تمكّن من إسكان أحدهم (مستضعف) معه في داره، عُدَّ مساهماً في تهيئة الحياة الضرورية للآخرين، ولهذا يجدر القول: إن هذه الآية الكريمة تُفهمنا بأننا جميعاً مسؤولون.

كلكم تذكرون خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في آخر جمعة من شهر شعبان والتي جاء فيها تذكير الجميع بضرورة الإنفاق في سبيل الله، وعندها قام له أحدهم ليقول: وكيف بالذي لا يملك شيئاً؟ فيرد عليه الرسول (صلى الله عليه وآله): «ولو

بشق تمرة» أو «ولو بشربة من ماء».

إن معنى هذه الرواية هو معنى تلك الآية المباركة، فمن استطاع أن يتصدق بتمرة فليفعل ومن تمكن من إنفاق شربة ماء فلا يبخل بها على الآخرين، فالذي منحه الباري تعالى إفطاراً يستطيع أن يؤثر على نفسه بعض الشيء ليقدمه إلى الآخرين من الذين لا يمتلكون شيئاً يطعمونه؛ ولا أريد في هذا المجال أن أتعرض لمسألة التضحية والإيثار لأنها مسألة أخرى غير التي نبحث فيها.

فبحثنا يدور حول الحياة الضرورية أو متطلبات الحياة وضرورة توفّرها لجميع البشر، فهي من منظار إسلامي تعتبر أمراً واجباً ولازماً، ولا معنى لعبادة ذلك الذي يتعبد ويُذهب بحياته الضرورية أدراج الرياح، حيث لا يمكن أن يقبل الإسلام حالة بضعة نفرات يجلسون إلى موائد الطعام يأكلون ويشربون، ويجلس إلى جانبهم فقيرٌ معدمٌ عاجزٌ لا يتمكن من ترتيب وضع وجبة طعام واحدة.

إن الإسلام وشرعته الحقّة، والإنسانية بصورة عامة ترفض أن يعيش هذا البشر بدون أن يكون له ملجأ يأويه من حرّ الصيف وبرد الشتاء، ولباس يستره وطعام يسدّ به جوعته.

2- الحياة المرفّهة

لقد عَدّ الإسلام العظيم الحياة المرفّهة حياةً محمودة، بل حتى إن القرآن الكريم حببها إلى الناس، وأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ذمَّ أولئك الذين يحملون في أذهانهم أفكاراً منحرفة تقول بالتنكر لهذه الحياة المرفهة، من مثل الامتناع عن تناول الغذاء اللذيذ وما إلى ذلك.. ومن أجل ذلك قال الباري تعالى في محكم كتابه العزيز.

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32].

أيها المسلمون! إن كل ما خلق الله تعالى في هذه الدنيا هو من أجلكم، فلِمَ لا تستثمروه؟ ولماذا تحرمون على أنفسكم استطعام الغذاء اللذيذ؟ أو تمنعون أبناءكم من الزواج أو التمتع باللذات التي أباحها الله تعالى لهم؟.

فالكافر يأكل في هذه الدنيا من أجل عينك، ومن أجل وجودك، فلم هذا التحريم على نفسك، وقد أباح الله لك حلال الدنيا، وجميع ما في الحياة الآخرة.

إن هذه الآية المباركة تخبرنا بأن الحياة المرفهة ينبغي أن تكون من نصيب جميع أفراد البشر، وأن الإسلام أجاز للرجل ذلك إن استطاع أن يرفّه عن نفسه وعن باقي أفراد أسرته.

إن الاقتصاد الإسلامي اقتصاد ناضج وناجح، هذا إذا طبق بالشكل الذي يكون فيه قانون المواساة أساساً له، ولكن حينما يُنسى قانون المواساة، ويُرفع من البين الاجتماعي يضحى الاقتصاد الإسلامي غيـر فـاعـل في المجتمع؛ ولقد أخبرتنا الروايات كثيراً عن تأسف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولعدة مرات على عدم الالتزام بقانون المواساة.

الجميع يجب أن يحيوا حياةً مرفّهةً، ومن حرَمَ نفسه من ذلك فقد عصى ربّه، بل لم يمارس إلا عملاً خاطئاً غير صائب، على حد قول القرآن المجيد: لا ينبغي فعل ذلك بتاتاً: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) وكذا بالنسبة للرسول الأكرم والأئمة الأطهار فهم الآخرون كانوا قد أوصوا بضرورة التمتع بحياة طيبةٍ سعيدة ومرفهة وتنكروا لأولئك الذين يضيرون بحياتهم، ويتلاعبون بمقدرات عوائلهم وأقربائهم وأصحابهم.

نرى في بعض مجتمعاتنا الإسلامية أن السيدة الفلانية ترفض الزواج بعد أن استشهد زوجها منذ مدة طويلة، ناهيك عن رفضها لخلع الملابس السوداء، هذا بالإضافة إلى غضبها حينما يذكر عنها اسم الزواج!.

ونقول لها: إن غضبها ذاك لا مبرر له بالمرّة، وأنه خلاف ما جاء به الإسلام العظيم.

إن الشاب الذي يستطيع أن يتزوج ولا يفعل ذلك، والبنت التي تروم الزواج وترفض الخاطبين متبجحين بأن الوقت لم يحن بعد لا أظنهم صادقين في عواطفهم وفي حديثهم ذاك، ولا بأس عليهم أن يسألوا غرائزهم الجنسية ليأتي الجواب من تلك الغدد التي ترشحت في الدم، وليس من اللسان، وليحاولوا أيضاً توجيه السؤال لنبيهم الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، ليجيبهم بصراحة.

(النكاحُ سُنتي، فمن رغب عن سنتي فليس مني)(2).

إذن، هذا الحديث يخبرنا بعدم إسلامية ذلك الشاب الذي يستطيع الزواج ولا يتزوج، وعدم إسلامية تلك البنت التي ترغب في الزواج وتتبجح بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان حالها حال تلك الأرملة التي تغضب وتثور حينما يُوردُ اسم الزواج عندها.

وهنا ينبغي لنا القول وتوجيه الخطاب للفتيات والفتيان الذين يمتثلون للعقائد المخالفة للإسلام والمناهضة لشرعة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وسنته القائمة إلى يوم القيامة، بأن عليهم أن يتدبروا كتاب الله العظيم، وسنة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وما جاء عن الأئمة الأطهار من آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأن يسمعوا ويطيعوا للمراجع العظام والعلماء الأعلام لكي يطمئنوا بأن امتناعهم ذاك خطأ فاحش، ومعصية كبرى، لأنه يدخل في دائرة البدع التي ينبغي للعلماء أن يفندوها من خلال إظهار علمهم للناس، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

«إذا ظهرت البِدَعُ في أمتي فليظهر العالم عِلمَهُ، فمن لم يفعل فعليهِ لعنَةُ الله)(2).

3- الحياة المترفة

وهي إحدى أنواع الحياة التي يرفضها قانون الإسلام ويذمها بشدة، ويعتبر الممارس لها فاسقاً، وهي الحياة التي تجعل الإنسان يتغير في جميع مفاصل مسيرته أي الحياة المقيّدة للإنسان بشكل ممجوج، نظير الزواج الذي يعمل به الفتيات والفتيان على أيامنا هذه، وأعني الزواج الترفي بالإضافة إلى التقيّد بالسكن الترفي، أو ارتداء اللباس الترفي.

والترف هنا يعني البطر؛ فقد نرى رجلاً متزوجاً ولا حاجة لـه بزوجة أخرى، لكنه يجري وراء النساء بطراً، وتشبهاً، وترفاً، وقد تفعل إحدى النساء ذلك، حيث تحاول أن تطلب الطلاق من زوجها الذي وفر لها كل شيء، لتتزوج رجلاً متشبهاً بالغرب، أو يعرف كيف يلبس لباس الأجانب بطراً وترفـاً وتشبها في بعض الأحيان، وهذا لا يجرّ على مثل هذه المجتمعات المترفة، والبطرة غير الهلاك والتدبير.

قال تعالى في محكم كتابه:

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].

وقال أيضاً في سورة أخرى:

{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة: 41 - 45].

لذا ينبغي على البشر أن لا يكون بطراً.. تزوج ولكن لا تجري وراء كل من ترى، وتجمّل ولكن لا تعمل من شعر رأسك موديلاً لنساء محلتك، إن هذا الشيء مرفوض، ولا يمكن أن يعمل به المسلم العاقل الرزن.

_________________________________

(1) وسائل الشيعة ج 12، ص 43.

(2) بحار الأنوار ج 103، ص 220.

(3) أصول الكافي ج 1 باب البدع والرأي والقياس.