1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) :

ودَاع أهل الشّام لأبي ذر (رض).

المؤلف:  الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.

المصدر:  أبو ذر الغفاريّ رمز اليقظة في الضمير الإنسانيّ.

الجزء والصفحة:  ص 127 ـ 129.

2023-09-12

757

أرسل معاوية الى أبي ذر، فدعاه، وأقرأه كتاب عثمان، وقال له: النجاء الساعة!  فخرج أبو ذر الى راحلته فشدّها بكورها وأنساعها، فاجتمع اليه الناس، فقالوا: يا أبا ذر، رحمك الله أين تريد؟ قال: أخرجوني اليكم غضباً عليّ. وأخرجوني منكم الآن عبثاً بي، ولا يزال هذا الأمر فيما أرى، شأنهم فيما بيني وبينهم، حتى يستريح برّ، أو يستراح من فاجر .ومضى، فسمع الناس بمخرجه فاتبعوه، حتى خرج من دمشق، فساروا معه حتى انتهى الى دير المرّان، فنزل، ونزل معه الناس، فاستقدم، فصلّى بهم .ثم قال: أيّها الناس، إنّي موصيكم بما ينفعكم، وتارك الخُطب والتشقيق، احمدوا الله عزّ وجلّ . قالوا: الحمد لله . قال: اشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا عبده ورسوله فأجابوه بمثل ما قال: فقال: أشهد أنّ البعث حق، وأنّ الجنة حق، وأنّ النار حق، وأقرّ بما جاء من عند الله، واشهدوا عليّ بذلك .قالوا: نحن على ذلك من الشاهدين .قال: ليبشّر من مات منكم على هذه الخصال، برحمة الله وكرامته، ما لم يكن للمجرمين ظهيرا، أو لأعمال الظلمة مصلحا، أو لهم معينا .

أيّها الناس: اجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبا لله عزّ وجلّ إذا عُصي في الارض، ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله. وإن أحدثوا ما لا تعرفون، فجانبوهم، وازروا عليهم وأن عُذِّبتم وحُرمتم وسُيِّرتم حتى يرضى الله عزّ وجلّ، فإنّ الله أعلى وأجل، لا ينبغي أن يُسخط برضا المخلوقين. غفر الله لي ولكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله. فناداه الناس: أن سلَّم الله عليك ورحمك، يا أبا ذر، يا صاحب رسول الله! ألا نردّك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك؟ ألا نمنعك؟ فقال لهم: ارجعوا، رحمكم الله، فانّي أصبر منكم على البلوى، وايّاكم والفرقة والاختلاف (1).

وهذه الرواية، لا تتنافى مع الروايات الاخرى التي تؤكّد على أنّه حمل على ناقة مسنّة، بلا غطاء ولا وطاء، حتى وصل الى المدينة وقد تسلّخ فخذاه.

فانّ الغاية كانت هي الانتقام من أبي ذر شخصيا، وفي وسع معاوية ألّا يثير على نفسه تساؤلات الناس، وكبار الشاميّين ممّن عرف أبا ذر، وأخذ منه وسمع عنه.

فتركه يخرج من الشام بصورة طبيعية، ثم بعد أن صار خارج حدودها نفّذ فيه أمر عثمان، فحمل على الصورة المعروفة وترك معاوية إتمام هذه المأساة، مأساة أبي ذر الصحابي الجليل ليكملها غيره فحمل من المدينة الى الربذة، حتى مات هناك وحيدا غريبا وبدوري، فإنّني أترك للمؤرّخين تفصيل ذلك.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أعيان الشيعة 16 / 356 ـ 357 نقلا عن كتاب المجالس.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي