1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : الصحافة : المقال الصحفي :

نموذج لمقال الخواطر والتأملات- الرأي والعقيدة

المؤلف:  د. عبد اللطيف حمزة

المصدر:  المدخل في فن التحرير الصحفي

الجزء والصفحة:  ص 222-224

2023-06-05

1297

نموذج لمقال الخواطر والتأملات- الرأي والعقيدة

قال فيه:

"فرق كبير بين أن نرى الرأي وأن نعتقده، إذا رأيت الرأي فقد أدخله في دائرة معلوماتك، وإذا اعتقدته جرى في دمك، وسرى في مخ عظامك، وتغلغل إلى أعماق قلبك، ذو الرأي فيلسوف يقول: إني أرى الرأي صواباً، وقد يكون في الواقع باطلاً، وهذا ما قامت الادلة عليه اليوم، وقد تقوم الادلة على عكسه غداً، وقد أكون مخطئاً فيه، وقد أكون مصيبا، أما ذو العقيدة فجازم بأنه لا شك عنده ولا ظن، عقيدته هي الحق لا محالة، هي الحق اليوم، وهي الحق غدا، لأنها خرجت عن أن تكون مجالا للدليل، وسمت عن معترك الشكوك والظنون.

ذو الرأي فاتر أو بارد، إن تحقق ما رأى ابتسم ابتسامة هادئة رزينة، وإن لم يتحقق ما رأى فلا بأس، فقد احترس من قبل بأن رأيه صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيره خطأ يحتمل الصواب، وذو العقيدة حار متحمس لا يهدأ ألا إذا حقق عقيدته، هو حرج الصدر لهيف القلب، تتناجى في صدره الهموم، أرق جفنه وأطال ليله تفكيره في عقيدته، كيف يعمل لها، ويدعو إليها، وهو طلق المحيا، مشرق الجبين إذا أدرك غايته، أو قارب بغيته.

ذو الرأي سهل عليه أن يتحول ويتحور، وهو عبد الدليل أو عبد المصلحة التي تظهر في شكل دليل، أما ذو العقيدة فخير مظهر له ما قاله رسول الله: "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أدع هذا الذي جئت به ما تركته"، وكما يتجلى في دعاء عمر "اللهم إيماناً كإيمان العجائز" .

ولقد رووا عن سقراط أنه قال: إن الفضيلة هي المعرفة، وناقشوه في رأيه، وأبانوا له خطأه، واستدلوا بأن العلم قد يكون في ناحية والعمل في ناحية، وكثيراً ما رأينا أعرف الناس بمضار الخمر شاربها، وبمضار القمار لاعبه، ولكن لو قال سقراط: ان الفضيلة هي العقيدة لم أعرف وجها للرد عليه، فالعقيدة تستتبع العمل على وفقها لا محالة، فقد ترى أن الكرم فضيلة ثم تبخل، والشجاعة خيراً ثم تجبن، ولكن محال أن تؤمن بالشجاعة والكرم ثم تجبن أو تبخل.

العقيدة حق مشاع بين الناس على السواء، نجدها في السذج، وفي الاوساط، وفي الفلاسفة أما الرأي فليس إلا للخاصة الذين يعرفون الدليل وأنواعه، والقياس وأشكاله، والناس يسيرون في الحياة بعقيدتهم أكثر مما يسيرون بآرائهم، والمؤمن يرى بعقيدته ما لا يرى الباحث برأيه، قد منح المؤمن من الخواص الباطنة والذوق ما قصر عن إدراكه القياس والدليل.

لقد ضل من طلب الإيمان بعلم الكلام وحججه وبراهينه، فنتيجة ذلك كله عواصف في الدماغ أقصى غايتها أن تنتج رأيا، أما الإيمان والعقيدة فموطنهما القلب، ووسائلهما مد خيوط بين الاشجار والازهار والبحار والانهار وبين قلب الإنسان، ومن أجل هذا كانت الآية الكريمة. "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الارض كيف سطحت" أفعل في الإيمان من قولهم" :العالم متغير وكل متغير حادث"، فالأول عقيدة والثاني رأي

الناس إنما يخضعون لذي العقيدة، وليس ذوو الرأي إلا ثرثارين عنوا بظواهر الحجج أكثر مما عنوا بالواقع، لا يزالون يتجادلون في آرائهم حتى يأتي ذو العقيدة فيكتسحهم....

وسار الكاتب في مقاله على هذا النهج حتى ختمه بقوله:

"ليس ينقص الشرق لنهوضه رأي، ولكن تنقصه العقيدة، فلو منح الشرق عظماء يعتقدون ما يقولون لتغير وجهه، وحال حاله، وأصبح شيئاً آخر".

وبعد، فهل حرم الإيمان مهبط الإيمان؟

إن هذا المقال إلى الخواطر الفلسفية أدنى منه إلى الخواطر الادبية، أو الاجتماعية، وهو نموذج جيد لهذا الطراز بنوع خاص.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي