x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ابن بُرْد الأَصْغَر

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  الفن ومذاهبه في النثر العربي

الجزء والصفحة:  ص436-438

5-10-2015

8405

هو أبو حفص أحمد الأصغر حفيد ابن برد الأكبر الذي كان وزيرًا في الأيام العامرية وكان كاتبًا بليغًا أيضًا(1). حدَّث الحميدي أنه رآه في المرية بعد الأربعين وأربعمائة غير مرة(2)، وأشاد به صاحب الذخيرة؛ إذ يقول: كان أبو حفص بن برد الأصغر في وقته فلكَ البلاغة الدائر ومثلها السائر، نفث فيها بسحره، وأقام من أودها بناصع نظمه وبارع نثره، وله إليها طروق، وفي عروقها الصالحة عروق(3). ومن يرجع إلى القطعة التي رواها له صاحب الذخيرة من شعره(4)، وهي قطعة كبيرة يراه يحتذي دائمًا على مثال العباسيين بل إنه ليبلغ من ذلك مبلغًا لا يكاد يدور بخلد الإنسان؛ فقلما يوجد له معنى إلا وهو مسبوق به، قد طرقه الشعراء من قبله، ولاحظ ذلك عليه صاحب الذخيرة في غير موضع من روايته لشعره، فمن ذلك قوله في النسيب:
لما بدا في لا زَوَرْ ... ديِّ الحرير وقد بَهَر
كبَّرتُ من فَرْطِ الجَمَالِ ... وقلت ما هذا بَشَرْ
فأجابني لا تنكرن ... ثوبَ السَّمَاءِ على القمَرْ
وهو من قول ابن الرومي:
يا ثوبهُ الأزرقُ الذي قد ... فاقَ العِراقيَّ في السناءِ
كأنه فيه بدرٌ تِمٍّ ... يشق في زُرْقةِ السماءِ
وقول ابن المعتز أيضًا:
وبنفسجي الثوبِ قَتْـ ... ـل محبِّه من دابِهِ
الآن صرتَ البدر حـ ... ينَ لبستَ ثوبَ سحابه
ونستمر في قراءة ابن برد، فإذا هو يقول:
بأبي أنت وأمي ... لم تطبَّعتَ بظلمي
أبدًا تأتي بعتبٍ ... دون أن آتي بجُرْمِ
بيننا في الحب قُربى ... سقمُ عينيك وجسمي
وهو من قول ابن الرومي:
يا عليلًا جعل العِلَّة ... مفتاحًا لسُقْمي
ليس في الأرض عليلٌ ... غير جفنيكَ وجسمي
وهو كما يتأثر ابن الرومي نراه يتأثر ابن المعتز؛ بل ربما كان تأثره بابن المعتز أكثر وأوضح، فقد تعلق مثله بالأوصاف والتشبيهات فمن ذلك قوله:
عارضٌ أقبل في جنح الدُّجى ... يتهادى كتهادي ذي الوَجَى(5)
أتلفتْ ريحُ الصَّبا لؤلؤه ... فانحنى يوقد عنه السُّرُجا
وقوله:
وكأن الليلَ حين لوى ... هاربًا والصُّبحُ قد لاحا
كلة سوداء حرَّقها ... عامدٌ أسرج مصباحا
فإن ذلك كله من قول ابن المعتز الذي مر في غير هذا الموضع:
والصبحُ يتلو المشتري فكأنه ... عُريانُ يمشي في الدُّجى بسراجِ
ويقول ابن برد في وصف كلف البدر:
والبدرُ كالمرآةِ غَيَّرَ صَقْلَها ... عبثُ العذاري فيه بالأنفاسِ
والليلُ ملتبسٌ بضوءِ صباحِهِ ... مثل التباسِ النِّقسِ بالقرطاسِ(6)
وهو واضح الصلة يقول ابن المعتز في وصف فرند السيف:
جرى فوق متنَيهِ الفِرِندُ كأنما ... تنفسَ فيه القينُ وهو صقيلُ
وعلى هذا النمط نرى ابن برد يمضي في تأليف شعره، وكأنه نسخة طبق الأصل من شعر أصحاب المشرق، وخاصة ابن المعتز وابن الرومي.
والحق أنه ينبغي أن لا نتعلق بالفكرة الشائعة من أن الأندلس كان لها شخصية واضحة في تاريخ الشعر العربي، فإن هذه الشخصية تنحصر في كثرة الإنتاج وخاصة في شعر الطبيعة، أما بعد ذلك فالأندلس تستعير من المشرق موضوعات شعرها ومعانيه وصوره وأساليبه وكل ما يتصل به استعارة تكاد تكون طبق الأصل، على نحو ما نرى الآن عند ابن بُرْد؛ فقد استقر في أذهان الشعراء أن خير عصور الشعر وأزهاها هو العصر العباسي وما ينطوي فيه من شعراء عظام أمثال أبي نواس وأبي تمام والبحتري وابن الرومي وابن المعتز والمتنبي، فذهبوا يقرءون هؤلاء الشعراء وأمثالهم، ثم أخذوا يحاكونهم دون أن يفهموا مذاهبهم فهمًا واضحًا أو يعرفوا ما بين هذه المذاهب من مفارق واسعة، وكأني بالأندلسيين انتهوا إلى التقليد وارتضوه لأنفسهم فعاشوا في الشعر العربي هذه المعيشة التقليدية التي نرى آثارها الآن عند ابن برد وغيره من الشعراء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-انظر ترجمته في: المغرب 1/ 86. وبغية الملتمس: للضبي ص153. والمطمح: للفتح ص24. والذخيرة 2/ 18. ومعجم الأدباء: لياقوت 2/ 106.
2- معجم الأدباء 2/ 106.
3- الذخيرة 2/ 18.
4- انظر الذخيرة، الجزء الثاني، من ص37 إلى ص50.
5- العارض: السحاب الممطر. الوجى: الحفا أو أشد منه.
6- النفس: المداد.