x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أشعار لمحمد بن علي اللوشي وابنه عبد المولى
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج3، ص:508-511
25-1-2023
1311
ولأبي عبد الله محمد بن علي اللوشي(1) يخاطب صاحب " المسهب ":
بي إليكم شوق شديد ولكن ليس يبقى مع الجفاء اشتياق
إن يغيركم الفراق فودي لو خبرتم يزيد فيه الفراق
وله :
لو أن لي قلباً كقلبك كنت أهجر هجركا
٥٠٨
يكفيك أنك قد نسيت ولست أنسى ذكركا
ومن العجائب أنني أفنى وأكتم سركا
كن كيفما تختاره فالحب يبسط عذركا
وله :
هل عندكم علم بما فعلت بنا تلك الجفون الفاتكات بضعفها
نصحاً لكم أن تأمنوها إنها سحر النهى ما تبصرون بطرفها
ولابنه أبي محمد عبد المولى ، وكان ماجنا ، لما نعي إليه وهو على الشراب أحد أصحابه مرتجلا:
إنما دنياك أكل وشراب وقحاب
ثم من بعد صراخ ووداع وتراب
وله :
يا نديم اشرب على أفق صقيل وحديقة
واسقني ثم اسقني ثم اسقني خمرا وريقه
من غزال تطلع الشمس بخديه أنيقه
لا تفوت ساعة من كأس خمر وعشيقه
واجتنب ما سخرت جهلا له هذي الخليقه
رغبوا في باطل زور بزهد في الحقيقه
ليس إلا ما تراه أنا أدرى بالطريقة
قال أبو عمران موسى بن سعيد قلنا له ما هذا الاعتقاد الفاسد الذي لا ينبغي لأحد أن يصحبك به ؟ فقال : هذا قول لا فعل ، وقد قال الله تعالى
٥٠٩
{ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون }
( الشعراء : ٢٢٤ ) .
ثم قال ابن سعيد : ولولا أن حاكي الكفر ليس بكافر ما ذكرتها ، وهذا منزع من قال من المجوس:
خذ من الدنيا بحظ قبل أن ترحل عنها
فهي دار لا ترى من بعدها أحسن منها
وهذا كفر صراح ، وقائله قد تقمص كفراً ، اللهم غفرا.
وطلب منه بعض الأرذال أن يكتب له شفاعة عند أحد العمال فكتب له رسالة فيها هذه الأبيات:
كتبته مولاي في طالع ما طار فيه طائر اليمن
وفكرة حائلة والحشا ينهب بالهم وبالحزن
كلفنيه ساقط أخرق مشتهر بالطحن والقرن
أكلب خلق الله أرداهم أخوفهم في الخوف والأمن
يكفر ما يسدى إليه ولا يعذر خلقاً سيء الظن
فإن صنعت الخير ألفيته شراً وأضحى المجد ذا غبن
وانتقد الناس عليك الذي تسدي له في أي ما فن
فافعل به ما هو أهل له واسمعه تفسيراً ولا أكني(2)
أمنه واصفعه ولا تترك الـ بواب يكرمه لدى الإذن
واقطع بفيه القول واحرمه من رد جواب انسه يدني
وكلما استنبط رأيا فسفهه ودعه مسخن الجفن
فهو إذا أكرمته فاسد وصالح بالهون واللعن
٥١٠
شفاعتي في مثله هذه فلا سقاه هاطل المزن
ودفع إليه الكتاب مختوماً ، فسر به ، وحمله إلى العامل ، وسافر إليه أياما ، فلما دفعه إليه قرأه وضحك ، ودفعه إلى من يشاركه في ذلك من أصحابه ، فوعده بخير وأخرجه إلى شغل لم يرضه ، فلما عاد منه قال له أخرجتني لأرذل شغل وأخسه فما فائدة الشفاعة إذن ؟ فقال له : أو تريد أن أفعل معك ما تقتضيه شفاعة صاحبك ؟ قال : لا أقل من ذلك فأمر من يأتيه بالأبيات فقرئت عليه فانصرف في أسوا حال ، فلما دخل غرناطة - وكان عبد المولى تزوج فيها امرأة اغتبط بها - تزيا هذا الرجل بزي أهل البادية وزور كتاباً على لسان زوجة لعبد المولى في بلدة أخرى ، وقال في الكتاب وقد بلغني أنك تزوجت غيري ، وأردت أن أكتب إليك في أن تطلقني ، فوصلني كتابك تعرفني فيه أن الزوجة الجديدة لم توافق اختيارك ، وأنك ناظر في طلاقها ، فردني ذلك عما عزمت عليه ، فانظر في تعجيل ما وعدت به من طلاقها فإنك إن لم تفعل لم أبق" معك أبداً ؛ فلما مر بدار عبد المولى رأى جارية زوجته فقال لها : أنا رجل بدوي أتيت من عند فلانة زوجة أبي محمد عبد المولى ، فعندما سمعت ذلك أعلمت سنها ، وأخذت الكتاب ، فوقفت على ما فيه غير شاكة في صحته ، فلما دخل عبد المولى وجدها على خلاف ما فارقها عليه ، فسألها عن حالها ، فقالت : أريد الطلاق ، فقال : ما سبب هذا وأنا أرغب الناس فيك ؟ فألقت إليه الكتاب ، فلما وقف عليه حلف لها أن هذا ليس بصحيح ، وأن عدوا له اختلقه عليه ، فلم يفد ذلك عندها شيئا ، ولم يطب له بعد ذلك معها عيش ، فطلقها ، وعلم أن ذلك الرجل هو الذي فعل ذلك ، فقال له لا جزاك الله خيراً ، ولا أصلح لك حالا" ! فقال : وأنت كذلك ، فهذه بتلك والبادي أظلم ، فما كان ذنبي عندك حين كتبت في حقي ما كتبت ؟ فقال له : مثلك لا يقول : ما ذنبي، أنت كلك ذنوب :
٥١١
ألست بألأم الثقلين طراً وأثقلهم وأفحشهم لسانا
فمهما تبغ برأ عند شخص تزد منه بما تبغي هوانا
فانصرف عنه عالي اللسان بلعنته
وكان أحد بني عبد المؤمن قد ألزمه أن ينسخ له كتاباً بموضع منفرد ، فخطر له يوما جلد عميرة ، واتفق أن مر السيد يوما بذلك الموضع ، فنظر إليه في تلك الحال ، فقال له السيد(3): ما تصنع ؟ فقال : الدواة جفت ، ولم أجد ما أسقيها(4) به إلا ماء ظهري ، فضحك السيد ، وأمر له بجارية ، فقال :
قل للعميرة طلق ت بعد طول زواج
قد كان مائي ضياعا يمر في غير حاج
حتى حباني بحسنا ء قابل للنتاج
فكان ناقل خمر من حتم لزجاج
كانت تمر ضياعا فأصبحت كالسراج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ذكره ابن سعيد في المغرب باسم محمد بن عبد المولى (1: 158) وفيه البيتان الأولان .
2- ب : ولا تكن.
3- ق ب: الخادم ؛ وسقطت اللفظة من م.
4- دوزي : ماء أسقيها.