1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

ترجمة ابن شهيد من المطمح

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:621-622

28-5-2022

2071

ترجمة ابن شهيد من المطمح

وأبو عامر ابن شهيد المذكور قال في حقه ما صورته (1) :

الوزير أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد الأشجعي، عالم بأقسام البلاغة ومعانيها، حائز قصب السبق فيها، لا يشبهه أحد من أهل زمانه، ولا ينسق ما نسق من در البيان وجمانه، توغل في شعاب البلاغة وطرقها، وأخذ على متعاطيها ما بين مغربها ومشرقها، لا يقاومه عمرو بن بحر، ولا تراه يغترف إلا من بحر، مع انطباع، مشى في طريقه بأمد باع، وله الحسب المشهور، والمكان الذي لم يعده للظهور (2) ، وهو من ولد الوضاح، المتقلد تلك المفاخر والأوضاح، صاحب الضحاك (3) يوم المرج، وراكب ذلك الهرج، وأبو عامر حفيده هذا من ذلك النسب، ونبع لا يراش إلا من ذلك الغرب (4) ، وقد أثبت له ما هو بالسحر لاحق، ولنور المحاسن ما حق، فمن ذلك قوله (5) :

(621)

إن الكريم إذا نابته مخمصة ... أبدى إلى الناس ريا وهو ظمآن

يحني الضلوع على مثل اللظى حرقا ... والوجه غمر بماء البشر ريان (6) وهو مأخوذ من قول الرضى (7) :

ما إن رأيت كمعشر صبروا ... عزا على الأزلات والأزم

بسطوا الوجوه وبين أضلعهم ... حر الجوى ومآلم الكلم وله أيضا (8) :

كلفت بالحب حتى لو دنا أجلي ... لما وجدت لطعم الموت من ألم

كلا الندى والهوى قدما ولعت به ... ويلي من الحب أو ويلي من الكرم وأخبرني الوزير أبو الحسين (9) بن سراج - وهو بمنزل ابن شهيد - وكان من البلاغة في مدى غاية البيان، ومن الفصاحة في أعلى مراتب التبيان، وكنا نحضر مجلس شرابه، ولا نغيب عن بابه (10) ، وكان له بباب الصومعة من الجامع موضع لا يفارقه أكثر نهاره، ولا يخليه من نثر درره وأزهاره، فقعد في ليلة 27 من رمضان في لمة من إخوانه، وأئمة سلوانه، وقد حفوا به ليقطفوا نخب أدبه، وهو يخلط لهم الجد بهزل، ولا يفرط في انبساط مشتهر ولا انقباض جزل، وإذا بجارية من أعيان أهل قرطبة معها من جواريها، من يسترها ويواريها، وهي ترتاد موضعا لمناجاة ربها، وتبتغي منزلا لاستغفار

 (622)

ذنبها، وهي متنقبة، خائفة ممن يرقبها مترقبة، وأمامها طفل لها كأنه غصن آس، أو ظبي يمرح في كناس، فلما وقعت عينها على أبي عامر ولت سريعة، وتولت مروعة، خيفة أن يشبب بها، أو يشهرها باسمها، فلما نظرها، قال قولا فضحها به وشهرها (11) :

وناظرة تحت طي القناع ... دعاها إلى الله بالخير داعي

سعت خفية تبتغي منزلا ... لوصل التبتل والانقطاع

فجاءت تهادى كمثل الرؤوم ... تراعي (12) غزالا بروض اليفاع (13)

وجالت بوضعنا (14) جولة ... فحل الربيع بتلك البقاع

أتتنا تبختر في مشيها ... فحلت بواد كثير السباع

وريعت حذارا على طفلها ... فناديت يا هذه (15) لا تراعي

غزالك تفرق منه الليوث ... وتفزع منه كماة (16) المصاع

فولت وللمسك في ذيلها ... على الأرض خط كظهر الشجاع انتهى المقصود منه.

 

__________

 (1) المطمح: 19.

(2) ك: الظهور.

(3) ق ك ط ج: والضحاك صاحب.

(4) ق ط ج: مع ذلك الغرب؛ ك: من ذلك الزغب.

(5) ديوانه: 164.

(6) ق ط ج: ملآن.

(7) ديوان الرضى 2: 422 مع اختلاف في بعض الرواية.

(8) ديوان ابن شهيد: 148.

(9) ق ك ج ط: أبو الحسن.

(10) في طبعة ليدن أن في أصول المطمح هنا: " أن منزل أبي عامر بن شهيد كان منتدى الأعيان ومسرى البيان، وكان كل شاعر أو كاتب منه بين صلة أو راتب، وكانوا يحضرون مجلس شرابه ولا ينفصلون ساعة عن بابه " وهذه العبارة غير موجودة في المطمح المطوع.

(11) انظر الديوان: 94 وبدائع البدائه 2: 108.

(12) دوزي: تناغي.

(13) ق ط ج: البقاع.

(14) البدائع: بأكنافه.

(15) البدائع: فقلت أيا هذه.

(16) البدائع: وتهرب منه أسود.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي