اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
برامج التحليل الكيفي بين الآمال والتخوفات (رؤية نقدية)
المؤلف: د. طه عبد العاطي نجم
المصدر: مناهج البحث الإعلامي
الجزء والصفحة: ص 416-418
9-4-2022
2088
تظهر الأدبيات المرتبطة ببرامج الكمبيوتر كأداة مساعدة في تحليل البيانات الكيفية أننا كلنا آمال وخوف، وتتمثل الآمال في أن هذه البرامج سوف تستخدم في عمليات الترميز الآلية والسريعة، وتزودنا بطريقة أكثر تركيباً في النظر إلى العلاقات في البيانات، وتساعد أكثر على التفكير النظري والإدراكي. وبالرغم من هذه الإيجابيات توجد العديد من الانتقادات والقلق بشأن استخدام هذه البرامج في تحليل البيانات الكيفية، وقد أطلق عليها "سيدل" Seidel الجانب المظلم للتقدم التقني. ويرجع القلق لأسباب رئيسية منها أن الكمبيوتر قد يتحكم في الباحث، وربما يجعله عبداً له، وقد ينتج عن استخدام البرامج زيادة التشابه في طرق التحليل.
وإذا حاولنا التعرف على إيجابيات استخدام برامج الكمبيوتر نجد أنها عديدة، فقد ذكر "تيسن" Tesch سنة 1992 أن برامج الكمبيوتر لم تساعد على اختزال كمية البيانات فقط، بل على تقليل العمل الآلي، أيضا الذي أصبح ضرورة، فبدلاً من معالجة قصاصات كثيرة من النص موزعة على شكل أكوام من البطاقات المفهرسة، ساعدت تحليلات الكمبيوتر على استخدام رموز فقرات هذا النص بعد إجراء عملية الاختزال ووضع المعلومات في شكل فئات. وإذا كانت هناك حاجة إلى فحص أصل فقرة في النص مرة ثانية، فالكمبيوتر سوف يسترجعها فورا.
وقد ذكر “ستيف ميزراش" Steve Mizrach أنه باستخدام الكمبيوتر يمكن الإجابة على كثير من الأسئلة المنهجية في البحث الكيفي. فالكمبيوتر بالتأكيد آلة موثوقة Validity لأنه سوف يقدم نفس النتائج إذا أعطيناه نفس المدخلات. وتعتمد الثقة في النتائج على البرمجة. فالباحثون الكيفيون يرون الكمبيوتر عنصراً أساسياً يضيف بعض الموضوعية على البحث، فلا يمكن أن يشوبه عنصر التحيز، وبإمكانه معالجة كل شيء من خلال الدقة والمنطقية والعمليات الرقمية، ومعروف أن التفكير الإنساني وأحكامه تعتمد على المنطق. وبالإضافة إلى ذلك تستطيع برامج معالجات النصوص إحصاء الكلمات باستخدام "مختصرات Macros لتحديد فقرات نص مرتبطة بفقرات أخرى واسترجاعها وقصها ولصقها. ويمكن استخدام برامج المجدولة في تصنيف الألفاظ ومعرفة دلالتها.
وبالرغم من هذه الإيجابيات وغيرها لاستخدام برامج الكمبيوتر كاداة مساعدة في تحليل البيانات الكيفية، لكن حذر الباحثون أنفسهم الذين امتدحوا استخدام هذه البرامج من الاعتملا عليها، فقد ذكرت الآراء العارضة أنه من غير الممكن تحليل الباحث بياناته بدون قراءتها وألفتها أولاً. ويعتمد الاستمرار في التحليل على ضرورة إعادة قراءة البيانات المنسوخة كاملاً وكذلك الملاحظات الميدانية، وقراءة القطع المصنفة مراراً وتكراراً لتطوير التحليل والتعمق فيه.
وأضاف "راندال باركر Randall Parker" في تناوله لمخاطر استخدام برامج الكمبيوتر أنها لن تقدم التنظيم الأولي للبيانات أو تحدد تفسيرات أو تخلق معني ظاهرياً، وكذلك ربما لا يوضح استرجاع البيانات المرمزة سياق الكلمة أو الجملة. وهناك مخاطر أيضاً من استخدام البيانات المفهومة أو التي فهمت بشكل غير ملائم. فالباحث يجب أن يحتفظ دائماً في ذهنه بأن استخدام التكنولوجيا ليس بديلا عن قدراته، ويذكر " باركر" أيضاً أن ملائمة التكنولوجيا والسرعة التي تتميز بها ربما تقود الباحث الكيفي إلى القيام بمهام غير ملائمة. وفي برنامج مثل TAP تستطيع أن تحصل على كلمات دليلة ورموز مستحدثة بشكل سهل، وربما يعد ذلك تطوراً هاماً في تقنية البرنامج، لكن الرموز والفئات قد تكون غير ضرورية، وبالإضافة إلى ذلك، ربما يخاطر الباحث بتصميم تحليلات غير مناسبة تعتمد على جهاز كمبيوتر معين. وهناك خطورة أيضاً تلازم استخدام أي برنامج معين يستخدمه الباحث في معالجة بياناته أو تفسيرها بطريقة محددة أو طرق مختلفة وربما يتطلب التحليل الفعال استخدام نوعين مختلفين من البرامج بهدف تعزيز التحليل وتفسير البيانات.
وبعد عرض الاراء المؤيدة والمتحفظة على استخدام برامج الكمبيوتر أداة مساعدة في تحليل البيانات الكيفية، بقي سؤال هام: هل يمكن الاستغناء عن الطرق التقليدية المتبعة في تحليل البيانات الكيفية والاعتماد بدلاً منها على برامج الكمبيوتر؟ أم يجب عدم المخاطرة باستخدام هذه البرامج .
والرجوع إلى الطرق التقليدية التي كانت سائدة في التحليل الكيفي؟ والواقع أن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب من الباحثين الكيفيين جهداً في المعاملة مع هذه البرامج؛ إذ يجب أن ندرك أن التكنولوجيا هي الكلام وليست الخبير. فبرامج الكمبيوتر لا تستطيع أن تقوم بكل شيء، فلا يمكن أن تكون بديلاً عن إمكانيات الإنسان وقدراته في إعداد المادة ومراجعتها وتفسيرها واستخلاص النتائج. ومن المهم أيضاً أن نتذكر أنه على كل باحث يستخدم هذه البرامج أن يكون على دراية تامة ببناء البرامج، وضبط التأثيرات التي يتركها على عملية التحليل بدلا من السماح لطبيعة البرامج أن تتجاوز السياق لتطبيقها.
وفي هذا السياق ذكر "ألن ريد" أنه لا يوجد برنامج بدون عيوب فبرنامج Nudist أكثر البرامج انتشاراً يعاب عليه أنه ليس سهل التشغيل ومرنة، وغالباً ما يجهله الباحثون. وقد ذكر أن تطور البرنامج تبعه تأثير على شكل التحليل. وما زالت مهمته تنحصر في الترميز والاسترجاع، ولا يؤدي التحليل للباحث. ويجب أن نتذكر هنا مقولة "تيش Tesch أن التحليل المتين (المتماسك) يتطلب إدراكاً ماهراً ونقلاً ماكراً.
وأخيراً يعتقد "كرسيني باري" Christine A. Barry أن التخوفات من استخدام برامج الكمبيوتر في التحليل الكيفي يكمن مصدرها في أولئك الذين لا يستخدمون الكمبيوتر على الإطلاق، وبعض الأفراد الذين ينظرون إلى استخدام التكنولوجيا بطريقة سلبية بدلاً من تبني منظور إيجابي. ويؤكد "كرسيني" " أنه يستخدم برنامج Nudist في أبحاثه أداة وحيدة باعتباره سلاحاً تحليلياً، إذ يساعد على إنجاز جزء من التحليل. ومن أجل تحليل موضوعي يجد نفسه أمام استخدام برامج الكمبيوتر في معالجة البيانات وفي النهاية يمكن القول إننا لا يمكننا الاستغناء عن برامج الكمبيوتر في تحليل البيانات، وفي الوقت نفسه لا يمكن الاعتماد عليها كلية. فالبرامج مثل أي تكنولوجيات أخرى يمكن أن تكون في أحسن الأحوال وسيلة تساعد في عملية التحليل وكذلك المحلل.