x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
شيء عن غرناطة وأعمالها
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج1،ص: 147-150
27-3-2022
2463
شيء عن غرناطة وأعمالها
ومن أشهر بلاد الأندلس غرناطة، وقيل: إن الصواب أغرناطة - بالهمز - ومعناه بلغتهم الرمانة، وكفاها شرفا ولادة لسان الدين بها.
وقال الشقندي (1) : أما غرناطة فإنها دمشق بلاد الأندلس، ومسرح
(147)
الأبصار، ومطمح الأنفس، ولم تخل من أشراف أماثل، وعلماء أكابر، وشعراء أفاضل، انتهى؛ ولو لم يكن لها إلى ما خصها الله تعالى به من المرج الطويل العريض ونهر شنيل لكفاها.
وفي بعض كلام لسان الدين ما صورته: وما لمصر تفخر بنيلها وألف منه في شنيلها (2) ؟ يعني أن الشين عند أهل المغرب عددها ألف، فقولنا شنيل إذا اعتبرنا عدد شينه أن كان ألف نيل، انتهى؛ وفيها قيل:
غرناطة ما لها نظير ... ما مصر ما الشام ما العراق؟
ما هي إلى العروس تجلى ... وتلك من جملة الصداق وتسمى كورة إلبيرة التي منها غرناطة، دمشق، لأن جند دمشق نزولها عند الفتح، وقيل: وإنما سميت بذلك لشبهها بدمشق في غزارة الأنهار، وكثرة الأشجار، حكاه صاحب مناهج الفكر (3) ، قال: ولما استولى الفرنج على معظم بلاد الأندلس انتقل أهلها إليها فصارت المصر المقصود، والمعقل الذي تنضوي إليه العساكر والجنود. ويشقها نهر عليه قناطر يجاز عليها، وفي قبليها جبل شلير (4) ، وهو جبل لا يفارقه الثلج صيفا وشتاء، وفيه سائر النبات الهندي، لكن ليس فيه خصائصه، انتهى.
ومن أعمال غرناطة قطر لوشة (5) ، وبها معدن للفضة جيد، ومنها، أعني لوشة، أصل لسان الدين بن الخطيب. وهذا القطر ضخم ينضاف إليه من الحصون
(148)
والقرى كثير، وقاعدته لوشة، بينها وبين غرناطة مرحلة، وهي ذات أنهار (6) وأشجار، وهي على نهر غرناطة الشهير بشنيل.
ومن أعمال غرناطة الكبار عمل باغه (7) ، والعامة يقولون بيغه، وإذا نسبوا إليه قالوا بيغي، وقاعدته باغه طيبة الزرع، كثيرة الثمار، غزيرة المياه، ويجود فيها الزعفران.
ومن أعمال غرناطة وادي آش (8) ، ويقال: وادي الأشات. وهي مدينة جليلة قد أحدقت بها البساتين والأنهار، وقد خص الله أهلها بالأدب وحب الشعر، وفيها يقول أبو الحسن بن نزار (9) :
وادي الأشات يهيج وجدي كلما ... أذكرت ما قضت (10) بك النعماء
لله ظلك والهجير مسلط ... قد بردت لفحاته الأنداء
والشمس ترغب أن تفوز بلحظة ... منه فتطرف طرفها الأفياء
والنهر يبسم بالحباب كأنه ... سلخ نضته حية رقشاء
فلذاك تحذره الغصون فميلها ... أبدا على جنباته إيماء ومن أعمال وادي آش حصن جليانة، وهو كبير يضاهي المدن، وبه التفاح الجلياني الذي خص الله به ذلك الموضع (11) ، يجمع عظم الحجم وكرم الجوهر وحلاوة الطعم وذكاء الرائحة والنقاء، وبين الحصن المذكور ووادي
(149)
آش اثنا عشر ميلا.
ومن غرائب الأندلس أن به شجرتين من شجر القسطل، وهما عظيمتان جدا إحداهما بسند وادي آش (12) والأخرى ببشرة غرناطة، في جوف كل واحدة منهما حائك ينسج الثياب، وهذا أمر مشهور قاله أبو عبد الله بن جزي وغيره.
وكانت إلبيرة هي المدينة قبل غرناطة، فلما بنى الصنهاجي (13) مدينة غرناطة وقصبتها وأسوارها انتقل الناس إليها، ثم زاد في عمارتها ابنه باديس بعده.
__________
(1) الشقندي أبو الوليد إسماعيل بن محمد ( - 629) صاحب كتاب اطرف ورسالة مشهورة في تفضيل الأندلس على بر العدوة، عارض بها أبا يحيى صهر ناصر بني عبد المؤمن، وقد احتفظ بها المقري في النفح في الباب السابع من القسم الأول، وهذا النص منها مأخوذ على سبيل الاختصار. (انظر ترجمة الشقندي في المغرب 1: 213).
(2) شنيل (أو سنجيل) هو نهر غرناطة، كما سيأتي بعد سطور، وهو يصب في نهر الوادي الكبير.
(3) سنعرف به فيما يلي ص: 159.
(4) شلير أو جبل الثلج هو ما يسمى سير انفادا، وشلير من اللاتينية (Solarius) أي المشمس، لانعكاس أشعة الشمس على ثلوجه، أما سير انفادا فتعني الجبال الثلجية.
(5) لوشة (Loja) على بعد خمسة وخمسين كيلومترا إلى الغرب من غرناطة.
(6) أنهار: سقطت من ج.
(7) باغة (Priego) بلدة تقع إلى الشمال من لوشة في ولاية جيان.
(8) وادي آش (أو وادي الأشات Guadix) تقع على نهر ينحدر من جبل شلير عند السفح الشمالي لجبل الثلج (سير انفادا)، قريبا من غرناطة على بعد 53 كيلومترا إلى الشمال الشرقي منها.
(9) سيترجم له المقري، وله موشحة في المغرب 2: 147، ويقول فيه ابن سعيد: حسيب وادي آش (2: 264).
(10) ك: أفضت.
(11) المغرب 2: 148 خصه (أي حصن جليانة Juliana) الله بالتفاح الذي يضرب به المثل في الأندلس؛ ويذكر ابن سعيد أن بني البراق كانوا أعيان هذا الحصن.
(12) هذا السند يسمى اليوم (Marquezado del Zenete).
(13) يعني حبوس بن ماكسن الصنهاجي، عندما استقل بالأمر بعيد سقوط الدولة الأموية.