الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
شهرة سرقسطة وبرجة ومالقة وأشبونة
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج1، ص: 150-152
26-3-2022
2278
شهرة سرقسطة وبرجة ومالقة وأشبونة
وذكر غير واحد (1) أن في كورة سرقسطة الملح الأندارني الأبيض الصافي الأملس الخالص، وليس في الأندلس موضع فيه مثل هذا الملح.
قال: وسرقسطة بناها قيصر ملك رومة الذي تؤرخ من مدته مدة الصفر قبل مولد المسيح على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء (2) الصلاة والسلام، وتفسير اسمها قصر السيد، لأنه اختار ذلك المكان بالأندلس.
وقيل: إن موسى بن نصير شرب من ماء نهر جلق بسرقسطة فاستعذبه، وحكم أنه لم يشرب بالأندلس أعذب منه، وسأل عن اسمه، فقيل: جلق، ونظر إلى ما عليه من البساتين فشبهها بغوطة جلق الشام، وقيل: إنها من بناء الاسكندر، والله أعلم.
وبمدينة برجة (3) - وهي من أعمال المرية - معدن الرصاص، وهي على واد مبهج ويعرف بوادي عذراء، وهو محدق بالأزهار والأشجار، وتسمى
(150)
برجة: " بهجة " لبهجة منظرها، وفيها يقول أبو الفضل بن شرف القيرواني، رحمه الله تعالى (4) :
رياض تعشقها سندس ... توشت معاطفها بالزهر
مدامعها فوق خدي ربى ... لها نضرة فتنت من نظر
وكل مكان بها جنة ... وكل طريق إليها سقر وفيها أيضا قوله:
حط الرحال ببرجه ... وارتد لنفسك بهجه
في قلعة كسلاح ... ودوحة مثل لجه
فحصنها لك أمن ... وروضها لك فرجه
كل البلاد سواها ... كعمرة وهي حجه وبمالقة التين الذي يضرب المثل بحسنه، ويجلب حتى للهند والصين، وقيل: إنه ليس في الدنيا مثله، وفيه يقول أبو الحجاج يوسف ابن الشيخ البلوي المالقي حسبما أنشده غير واحد منهم ابن سعيد (5) :
مالقة حييت يا تينها ... الفلك من أجلك ياتينها
نهى طبيبي عنه في علتي ... ما لطبيبي عن حياتي نهى وذيل عليه الإمام الخطيب أبو محمد عبد الوهاب المنشي بقوله:
وحمص لا تنس لها تينها ... واذكر مع التين زياتينها
(151)
وفي بعض النسخ:
لا تنس لاشبيلية تينها (6) ... واذكر مع التين زياتينها وهو نحو الأول، لأن حمص هي إشبيلية، لنزول أهل حمص من المشرق بها، حسبما سنذكره.
ونسب ابن جزي في ترتيبه لرحلة ابن بطوطة البيتين الأولين للخطيب أبي محمد عبد الوهاب المالقي، والتذييل لقاضي الجماعة أبي عبد الله بن عبد الملك، فالله أعلم.
وقال ابن بطوطة (7) : وبمالقة يصنع الفخار المذهب العجيب، ويجلب منها إلى أقاصي البلاد، ومسجدها كبير الساحة، شهير البركة (8) ، وصحنه لا نظير له في الحسن، وفيه أشجار النارنج البديعة، انتهى.
وقال قبله (9) : إن مالقة إحدى قواعد الأندلس، وبلادها الحسان، جامعة بين مرافق البر والبحر، كثيرة الخيرات والفواكه، رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير، ورمانها المرسي الياقوتي لا نظير له في الدنيا، وأما التين واللوز فيجلبان منها ومن أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب، انتهى.
وبكورة أشبونة المتصلة بشنترين معدن التبر، وفيها عسل يجعل في كيس كتان فلا يكون له رطوبة كأنه سكر، ويوجد في ريفها العنبر الذي لا يشبهه إلا الشحري.
(152)
__________
(1) انظر مثلا المنتقى من فرحة الأنفس: 288، والروض: 97.
(2) وعلى... الأنبياء: سقطت من ق ط ج.
(3) برجة: (Berja) تقع غربي المرية على مقربة من ساحل البحر.
(4) أبو الفضل جعفر بن شرف هو ابن الشاعر القيرواني أبي عبد الله ابن شرف المهاجر إلى الأندلس، وقد ولد في برجة وقيل بل دخل به أبوه الأندلس صغيرا، (ترجمته في الذخيرة 3: 276 والقلائد: 252 والصلة: 131 والمغرب 2: 230).
(5) في الروض: 179 أن الطلبة خرجوا للقاء أبي محمد عد الله بن سليمان بن حوط الله الأنصاري لما ولي القضاء بمالقة، فأنشدهم هذين البيتين، وانظر رحلة ابن بطوطة: 669 حيث نسبهما للخطيب أبي محمد عبد الوهاب بن علي المالقي، أما ابن عبد الملك فهو مؤلف الذيل والتكملة.
(6) ق ج ط: ولا تنس تين إشبيلية.
(7) الرحلة: 670.
(8) ك: كثير البركة شهيرها.
(9) الرحلة: 669.