الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأندلسيون والأمم المجاورة
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: ص144-145
19-3-2022
2021
الأندلسيون والأمم المجاورة
وذكر الكاتب إبراهيم بن القاسم القروي المعروف بالرقيق (1) بلد الأندلس، فقال: أهله أصحاب جهاد متصل يحاربون من أهل الشرك المحيطين بهم أمة يدعون الجلالقة يتاخمون حوزهم ما بين غرب إلى شرق، قوم لهم شدة ولهم جمال وحسن وجوه، فأكثر رقيقهم الموصوفين بالجمال والفراهة منهم ليس بينهم وبينهم درب، فالحرب متصلة بينهم، ما لم تقع هدنة؛ ويحاربون بالأفق الشرقي أمة يقال يهم الفرنجة هم أشد عليهم من جميع من يحاربونه من عدوهم، إذ كانوا خلقا عظيما في بلاد كثيرة واسعة جليلة متصلة العمارة آهلة تدعى الأرض الكبيرة، هم أكثر عددا من الجليقيين وأشد بأسا وأحد شوكة وأعظم أمدادا (2) ، وهذه الأمة يحاربون أمة الصقالبة المتصلين بأرضهم لمخالفتهم إياهم في الديانة فيسبونهم ويبيعون رقيقهم بأرض الأندلس، فلهم هنالك (3) كثرة، وتخصيهم للفرنجة يهود ذمتهم الذين بأرضهم، وفي ثغر المسلمين المتصل بهم، فيحمل خصيانهم من هنالك إلى سائر البلاد، وقد تعلم الخصاء قوم من المسلمين هناك، فصاروا يخصون ويستحلون المثلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرقيق، إبراهيم بن القاسم القروي: نسبة إلى القيروان؛ مؤرخ أديب تولى الكتابة في الدولة الصنهاجية، ثم رحل إلى مصر 388 بهدية من زيري بن باديس إلى الحاكم، وقد أثنى عليه ابن خلدون في مقدمته بقوله: " مؤرخ أفريقية والدول التي كانت بالقيروان ولم يأت من بعده إلا مقلد " (انظر الأعلام للزركلي 1: 51 والمصادر في الحاشية).
(2) قارن هذا بقول ابن حوقل في الفرنجة: " غير أن الذي يلي المسلمين منهم ضعيفة شوكتهم، قليلة عدتهم وعدتهم... والجلالقة أحسن وأصدق محاسن وأقل طاعة وأشد بأسا وقوة وبسالة " . (صورة الأرض: 106).
(3) ط: بذلك؛ ج: لذلك.