الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مقتطفات من رسالة ابن شاهين
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: ص: 103-105
8-3-2022
2503
مقتطفات من رسالة ابن شاهين
وكان من فصول الكتاب الوارد، من المولى الشاهيني الذي اقتنص بفضله كل رشاد، ما نصه: ((ومما استخلص قلبي من يدي ترحي، وجدد سروري ونبه فرحي، حديث الكتاب وما حديث الكتاب، حديث نسخ بحلاوته مرارة العتاب، وأنساني حرارة المصاب، في الأنسال والأعقاب، وقضى به من حق لسان الدين، دينه الذي تبرع به غريم مليء من البلاغة وهو غير مدين، حتى كأني يا سيدي بهذه البشرى، أحرزت سواري كسرى، وكان في مسمعي كل حرف إليها منسوب، قميص يوسف في أجفان يعقوب، وحتى كدت أهجر أهلي وبيتي، واسرج لا ستقبال هذه البشرى أشهى وكميتي، وحتى إنني حاربت نومي وقومي، وعزمت على أن أرحل ناقتي في وقتي ويومي، وإن ذلك التغليس والتهجير، في جنب ما بثرت به لحقير، وإن موقعها لدى هذا العبد الحقير لخطير. وقد كنت سألت شيخي حين ورد دمشق الشام، واشتم منها العرار والبشام، وشرفني فعرفني، وشاهدني فعاهدني، على أن يجري ما دار بيننا لدى المجاورة، من المسامرة والمحاورة، في ديباجة ذلك الكتاب، الذي فتن العقول خبره وسحر الألباب، وما قصدت إلا أن يجري أسمى على قلمه، ويرقم رسمي في مطاوي تحريره ورقمه، ويكون ذكري مختلطا بذكره، كما أن سري مرتبط في المحبة بسره، فرأيت شيخي لم يتصد في اثناء هذه البشرى، لما يفهمني بالذكرى، لأنتظر النجاح في الأخرى، ولم يساعدني على ذلك الملتمس، وحبس عنان القلم فاحتبس، فانكسرت سورة سروري بفتوري، وتبين لنفسي عن بلوغ ذلك الأمل تخلفي وقصوري)) انتهى.
ثم قال بعد كلام لم نذكره لعدم تعلقه بهذا الغرض، ما صورته:
(103)
وحسبت أن سيدي وحاشاه، نسي من ليس ينساه، وظننت به الظنون، لأمور تكون أو لا تكون، وهل يكره شيخي أن يهدي الدنيا في طبق؟ ثم الأخرى على ذلك النسق، ولا شك أن خطه هو الروضة الغنا، لا بل جنة المأوى، فطوبى لنفسي إن جنت ثمرته طوبى، ولعمر شيخي إني بذلك لجدير، وإني كنت أملك به الخورنق والسدير)) انتهى ما يتعلق بالمطلوب من ذلك الرقيم، الذي شكل منطقهغير عقيم، سلك الله تعالى بي وبمن وجهه الصراط المستقيم.
وأتى في المكتوب بأنواع من البلاغة، مما تركت ذكره هنا لعدم تعلقه بهذا الأمر الخاص الذي ييسر لكارع الأدب مساغه، وختمه بقصيدة نفيسة من نظمه فيها ذلك الوعد، وأشهد أنه قد حاز فيها قصب السبق والمجد، وما قلت إلا بالذي علمت سعد، وهذه صورتها:
يا سيدا أفديه بالأكثر من أصغر العالم والأكبر
ويا وحيدا قل قولي له عطارد أنت مع المشتري
ويا مجيدا ليس عندي له إلا مقال المادح المكثر
أقسمت بالبيت العتيق الذي حجت إليه الناس والمشعر
ما للعلا والعلم إلا أبو ال؟ عباس شيخي أحمد المقري
ذاك الذي آثرني منه بال؟ علم الذي للغير لم يؤثر
وخصني منه بأشياء لم يفز بها غيري ولم يعثر
فرحت عبدا ذا وفاء له معترفا بالرق لا أمتري
(104)
فيا أبا العباس يا من غدا أعظم في نفسي من معثري
ومن إذا ما غاب عن ناظري كان سمير القلب للمحضر
هات أفدني سيدي عن علا ال؟ مولى لسان الدين ذاك السري
ذاك الوحيد الفذ في عصره بل أوحد الأدهر والأعصر
ذاك الذي أخبرني سيدي عنه مزايا بعد لم تحصر
ذاك الذي العيوق لا يعتلي إلى معاليه ولا يجتري
ما قد وعدت العبد في جمعه من خبر عن فضله مسفر
بخطك الوضاح وهو الذي مخبره يربي على المنظر
والشيء لا يرجى إذا ما غدا منظره يربي على المخبر
نقش على طرس بياض كما لاحت عيون الرشإ الأحور
وأسطر قد سلسلت مثلما لاح عذار الشادن المقمر
ونزهة الأنفس معنى غدا ما بينها ينساب كالكوثر
عذب رقيق مثل ظبي غدا يلوح طاوي الكشح أو جؤذر
آثار أقلامك وهي التي أغنت عن الأبيض والأسمر
يراعك الجامع راو غدا يروي اللغى عن لفظك الجوهري
ينثر مسكا تارة ناظما وينظم الجوهر بالعنبر
هذا ابن شاهين الفتى أحمد عن ذكرك المأنوس لم يفتر
فاجعل له ذكرا كريما به يزدان مغبوطا إلى المحشر
واذكر بويتاتي وكل الذي كتبته نحوك في دفتري
أنت جدير بمديحي فكن ذاكر عبد بالوفا أجدر
وهاكها سيارة أعنقت على جواد كان للبحتري
(105)
طرف كريم سابق صافن مطهم ذي أدب أوفر
ورثته منه ولكنما من شاعر وافى إلى أشعر
ما للفتى الطائي شوط امريء يصطاد نسر الجو بالمنسر
واسلم لعبد لا يرى سيدا سوى الذي في ثوبك الأطهر
في كرم العنصر فردا غدا طبعك فاشكر كرم العنصر
ما حن مشتاق أخو صبوة إلى خليل في الهوى مفكر
انتهت.