x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

عبد الحميد الكاتب

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الأدب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:474-476

15-8-2021

3416

عبد الحميد (1) الكاتب

اسم أبيه يحيي بن سعيد، من موالي بني عامر بن لؤي، وهو فارسي الأصل. ويقول أكثر من ترجموا له إنه من أهل الأنبار بالعراق (2) وسكن الرقة. وكان في أول أمره يتنقل في القري معلما في كتاتيبها، وعرف في نفسه فصاحة ومهارة بيانية، فالتحق بديوان هشام بن عبد الملك، وأعجب به سالم فأصهر إليه، وما زال به حتي خرجه كاتبا لا يباري. وعرفه مروان ابن محمد، وكان عاملا لهشام، كما مر بنا، على أرمينية، فاتخذه كاتبا له. ولعلنا لا نخطئ في الحكم إذا قلنا إن ما أثبته الطبري من رسائل لمروان في ولايته الى هشام ومن تلاه من الخلفاء وإلي أبناء عمومته إنما كان بقلم عبد الحميد. ويتولي مروان الخلافة (127 - 132 هـ‍) فيصبح عبد الحميد رئيس ديوانه، وتتوالي رسائله الرائعة، وعبتا حاول أن يلم الشعث حين انقضت جيوش أبي مسلم من خراسان، حتي إذا هزم مروان في موقعة الزاب ولي وجهه معه الى مصر حيث قتلا معا في معركة بوصير.

وهكذا كان وفيا لمروان حتي الأنفاس الأخيرة من حياته. وزعم بعض الرواة أنه فر بعد موقعة الزاب على وجهه، واختفي مدة، ثم وقف عليه السفاح فأحضره وعذبه، حتي مات. وزعم آخرون أنه اختقي عند ابن المقفع قبل عثور السفاح عليه. وهي مزاعم لا تؤيدها الروايات الوثيقة، ولعل مما يدل

 

 

علي أنه قتل في مصر أننا نجد بها أبناءه وأحفاده، وقد استخدمهم بعض الولاة في دواوينهم (3)

وعبد الحميد بدون ريب أبلغ كتاب هذا العصر وأبرعهم، وقد سماه الجاحظ في بيانه عبد الحميد الأكبر، ونصح الكتاب أن يتخذوا كتابته نموذجا لهم (4)، وظلت شهرته مدوية على القرون حتي قيل: «فتحت الرسائل بعبد الحميد وختمت بابن العميد» وفيه يقول ابن النديم: «عنه أخذ المترسلون ولطريقته لزموا، وهو الذي سهل سبيل البلاغة في الترسل». وقد أجمع كثيرون على أنه أول من استخدم التحميدات في فصول الكتب، وكأنه تأثر في ذلك بتحميدات واصل وغيره من الوعاظ، وقد احتفظ كتاب المنظوم والمنثور لابن طيفور بطائفة منها لا تقل كما ولا كيفا عن تحميد واصل الذي مر بنا في أول خطبته المنزوعة الراء. ولا تلفتنا عند عبد الحميد براعته الأدبية في صنع رسائله فحسب، وإنما يلفتنا أيضا أنه تحول بطائفة منها الى رسائل أدبية بالمعني الدقيق لهذه الكلمة، محاكيا في ذلك ما كان يعرفه من رسائل الفرس الأدبية التي أثرت عن الساسانيين والتي يقال إنه كان أحد نقلتها الى العربية (5). وليس معني ذلك أنه وقف عند النقل والترجمة، فقد مضي يحاكي هذه الرسائل لا محاكاة طبق الأصل وإنما هذه المحاكاة التي تنتهي الى التمثل وصنع الأعمال الأدبية المبتكرة، من ذلك رسالته الى الكتاب (6) وهي رسالة عامة ليست موجهة الى شخص معين أو كاتب بعينه، إنما هي موجهة الى هذه الطائفة التي أصبح لها كيان واضح في حياة الدولة، وقد وصف فيها عبد الحميد صناعة الكتابة وأهمية الكتاب في تدبير الحكم وما ينبغي أن يتحلوا به من آداب ثقافية وأخري خلقية وسياسية تتصل بالخلفاء والولاة والرعية. ونحن لا نقرنها الى ما استهل به الجهشياري كتابه «الوزراء والكتاب» من وصايا كان يوصي بها ملوك الفرس ووزراؤهم الكتاب حتي نحس أن عبد الحميد تأثر هذه الوصايا في رسالته التي تعد دستورا دقيقا لوظيفة الكاتب وما عليه من حقوق للخلفاء والولاة وحقوق للرعية في سياستها

 

 

وضبط شئونها في الخراج وغير الخراج، ونراه يرسم فيها ما ينبغي أن يحسنه الكتاب من ضروب العلم والثقافة، يقول:

«فنافسوا، معشر الكتاب، في صنوف العلم والأدب، وتفقهوا في الدين، وابدءوا بعلم كتاب الله عز وجل، والفرائض، ثم العربية، فإنها ثقاف ألسنتكم، وأجيدوا الخط فإنه حلية كتبكم، وارووا الأشعار واعرفوا غريبها ومعانيها، وأيام العرب والعجم، وأحاديثها وسيرها، فإن ذلك معين لكم على ما تسمون إليه بهممكم. ولا يضعفن نظركم في الحساب، فإنه قوام كتاب الخراج منكم».

فهو يطلب إليهم أن يتجملوا بحلي العلم والأدب، ويصرح بأن عليهم أن يوسعوا ثقافتهم في الدين والفرائض حتي يقفوا على أحكام الشريعة فيما يتصل بمعاملة أهل الذمة ومعاملة المسلمين أنفسهم في شئون الخراج. وقد طلب أن يضيفوا الى ذلك إتقانا لعلم الحساب، وعين لهم الينابيع التي تعينهم على إحسان التعبير عما في أنفسهم وعلي رأسها القرآن الكريم ثم الأشعار ليعرفوا غريبها ومعانيها. ومضي فطلب إليهم أن يتثقفوا بتاريخ العرب، وتاريخ العجم وأحاديث ملوكها وسيرها، لينتفعوا بذلك في كتاباتهم السياسية. ونراه في تضاعيف رسالته يطلب الى الكتاب أن يؤلفوا بينهم ما يشبه النقابة في عصرنا، فقد حضهم على الأخذ بيد من ينبو به الزمان منهم ومساعدته، حتي يعود الى ما كان عليه من الرفه في العيش.

ولعبد الحميد بجانب هذه الرسالة رسالة في وصف الإخاء رواها ابن طيفور (7) وهي في رأينا تكملها، فقد عرض في رسالة الكتاب لأخوتهم وما ينبغي أن يجمعهم من إلف الوداد والصداقة، ومضي في هذه الرسالة يفصل الحديث في معني الإخاء وحاجة الأفراد إليه مبينا دعائمه التي تكفل له البقاء وتجعل حياة الناس صفاء مستحبا وعشرة عذبة، بما يبر به الأخ أخاه حين تنزل به عوارض الأقدار وحوادث الزمان. وبذلك تدخل الرسالة في هذا الضرب من الأدب الأخلاقي الذي شاع في بلاط الساسانيين، وصدر عنه ابن المقفع في كتابيه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ​

(1) انظر في عبد الحميد الوزراء والكتاب للجهشياري ص 72 وما بعدها ووفيات الأعيان لابن خلكان؟ ؟ ؟ الميمنية) 1/ 307 والفهرست ص؟ ؟ ؟ والمسالك والممالك للإصطخري؟ ؟ ؟ ص 145 والبيان والتبيين 1/ 8؟ ؟ ؟ ، 251، 3/ 29 وعيون الأخبار 1/ 26 والصناعتين للمسكري (طبعة الحلبي) ص 69 وصبح الأعشي 1/ 85، 10/ 195 واليتيمة للثعالبي (طبعة الصاوي) 3/ 137 والجزء الثاني من جمهرة رسائل العرب لأحمد زكي صفوت ومن حديث الشعر والنثر لطه حسين ص 40 وما بعدها.

(2) انظر الفهرست ص 170 حيث يقول إنه من أهل الشام.

(3) الجهشياري ص 82.

(4) رسائل الجاحظ نشر فنكل ص 42.

(5) الصناعتين ص 69 والبيان والتبيين 3/ 29.

(6) الجهشياري ص 73 وصبح الأعشي 1/ 85.

(7) انظر جمهرة رسائل العرب 2/ 434.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+