الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الانشاء الطلبي _النهي
المؤلف: علي الجارم ومصطفى أمين
المصدر: البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة: ص:184-191
12-9-2020
18371
الانشاء الطلبي _النهي
الأمثلة :
(1) قال تعالى في النهي عن أخذ مال اليتيم بغير حق :
«ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن».
(2) وقال في النهي عن قطع الإنسان رحمه :
«ولا يأتل (1) أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى».
(3) وقال في النهي عن اتخاذ بطانة السوء :
* * *
(4) وقال مسلم بن الوليد في الرشيد :
لا يعدمنك حمى الإسلام من ملك |
|
أقمت قلته من بعد تأويد (3) |
(5) وقال أبو الطيب في سيف الدولة :
فلا تبلغاه ما أقول فإنه |
|
شجاع متى يذكر له الطعن يشتق |
(6) وقال أبو نواس في مدح الأمين :
يا ناق لا تسأمي أو تبلغي ملكا |
|
تقبيل راحته والركن سيان (4) |
متى تحطي إليه الرحل سالمة |
|
تستجمعي الخلق في تمثال إنسان |
(7) وقال أبو العلاء :
ولا تجلس إلى أهل الدنايا |
|
فإن خلائق السفهاء تعدى |
(8) وقال أبو الأسود الدؤلي (5).
لا تنه عن خلق وتأتى مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
(9) وقال آخر :
لا تعرضن لجعفر متشبها |
|
بندى يديه فلست من أنداده |
(10) لا تمتثل أمرى (تقول ذلك لمن هو دونك)
(11) قال أبو الطيب يهجو كاورا :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه |
|
إن العبيد لأنجاس مناكيد (6) |
البحث :
إذا تأملت أمثلة الطائفة الأولى رأيت كلا منها يشتمل على صيغة يطلب بها الكف عن الفعل : وإذا أنعمت النظر رأيت طالب الكف فيها أعظم وأعلى ممن طلب منه، فإن الطالب في أمثلة هذه الطائفة هو الله سبحانه وتعالى والمطلوب منهم هم عباده ؛ وهذا هو النهي الحقيقي، وإذا تأملت صيغته في كل مثال يرد عليك وجدتها واحدة لا تتغير، وهي المضارع المقرون بلا الناهية.
انظر إذا إلى الطائفة الثانية تجد أن النهي في جميعها لم يستعمل في معناه الحقيقي. وهو طلب الكف من أعلى لأدنى، وإنما يدل على معان أخرى يدركها السامع من السياق وقرائن الأحوال.
فمسلم بن الوليد في المثال الرابع لا يقصد من النهي إلا الدعاء للخليفة الرشيد بالبقاء لتأييد الإسلام وإعلاء كلمته.
وأبو الطيب في المثال الخامس إنما يلتمس من صاحبيه أن يكتما عن سيف الدولة ما سمعاه في وصف شجاعته وفتكه بالأعداء وحسن بلائه في الحروب ؛ لأنه شجاع والشجعان يشتاقون إلى الحروب متى ذكرت لهم، وهذا على ما جرت به عادة العرب في شعرهم إذ يتخيل الشاعر أن له رفيقين يصطحبانه ويستمعان لإنشاده، فيخاطبهما مخاطبة الأنداد، وصيغة النهي متى وجهت من ند إلى نده أفادت الالتماس.
وأبو نواس في المثال السادس إنما يتمنى أن تتحمل ناقته مشاق السفر وألا ينزل بها السأم حتى تبلغ ديار الأمين، فترى هناك كيف جمع الله العالم في صورة إنسان.
وأبو العلاء في بيته إنما ينصح مخاطبه ويرشده إلى الابتعاد عن السفهاء وأهل الدنايا.
وأبو الأسود إنما يقصد توبيخ من ينهى الناس عن السوء ولا ينته عنه، ويقصد الآخرون في الأمثلة الثلاثة الباقية إلى التيئيس، والتهديد، والتحقير على الترتيب.
القواعد :
(40) النهي طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء.
(41) للنهي صيغة واحدة هي المضارع مع لا الناهية.
(42) قد تخرج صيغة النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال، كالدعاء، والالتماس، والتمني، والإرشاد، والتوبيخ، والتيئيس، والتهديد، والتحقير.
نموذج
بين صيغة النهي والمراد منها في كل مثال من الأمثلة الآتية :
(1) قال تعالى : «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها».
(2) وقال أبو العلا :
لا تحلفن على صدق ولا كذب |
|
فما يفيدك إلا المأثم الحلف |
(3) وقال تعالى : «لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم».
(4) وقال : «لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم».
(5) وقال البحتري يخاطب المعتمد على الله (7) :
لا تخل من عيش يكر سروره |
|
أبدا ونوروز عليك معاد (8) |
(6) وقال الغزى :
ولا تثقلا جيدي بمنة جاهل |
|
أروح بها مثل الحمام مطوقا |
(7) وقال آخر :
لا تطلب المجد إن المجد سلمه |
|
صعب وعش مستريحا ناعم البال |
(8) وقالت الخنساء ترثي أخاها صخرا (9) :
أعيني جودا ولا تجمدا |
|
ألا تبكيان لصخر الندى (10) |
(9) قال خالد بن صفوان :
لا تطلبوا الحاجات في غير حينها، ولا تطلبوها من غير أهلها.
الإجابة
الرقم |
صيغه النهى |
المعني المراد |
الرقم |
صيغه النهى |
المعني المراد |
1 |
ولاتفسدوا |
معني الحقيق النهى |
6 |
لاتثقلا |
الالماس |
2 |
لاتحلفن |
الإشاد |
7 |
لاتطلب |
التحقير |
3 |
لايسخر |
التوبيخ |
8 |
لاتجمدا |
التمني |
4 |
لاتعتذروا |
التيئيس |
9 |
لاتطلبوا |
الإرشاد |
5 |
لاتخل |
الدعاء |
|
ولاتطلبوا |
الإشاد |
تمرينات
(1)
لم كان النهى فيما يأتي للإرشاد، والتمني، والتهديد، والتحقير، على الترتيب؟ :
(1) لا يخدعنك من عدو دمعه |
|
وارحم شبابك من عدو ترحم |
(2) لا تمطري أيتها السماء.
(3) لا تقلع عن عنادك (تقوله لمن هو دونك).
(4) لا تجهد نفسك فيما تعب فيه الكرام.
(2)
بين صيغ النهى والمراد من كل صيغة فيما يأتي :
(1) قال أبو الطيب في مدح سيف الدولة :
لا تطلبن كريما بعد رؤيته |
|
إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا |
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله |
|
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا |
(3) وقال الطغرائي (11) :
لا تطمحن إلى المراتب قبل أن |
|
تتكامل الأدوات والأسباب |
(4) وقال الشريف الرضي :
لا تأمنن عدوا لان جانبه |
|
خشونة الصل عقبى ذلك اللين (12) |
(5) وقال أبو الطيب :
فلا تنلك الليالي إن أيديها |
|
إذا ضربن كسرن النبع بالغرب (13) |
(6) لا تلهينك عن معادك لذة |
|
تفنى وتورث دائم الحسرات |
(7) لا تحسبوا من قتلتم كان ذا رمق |
|
فليس تأكل إلا الميتة الضبع |
(8) قال أبو العلاء :
لا تطويا السر عنى يوم نائبة |
|
فإن ذلك ذنب غير مغتفر |
والخل كالماء يبدى لي ضمائره |
|
مع الصفاء ويخفيها مع الكدر |
(9) وقال الله تعالى :
«ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل».
(10) وقال أبو الطيب :
ولا تشك إلى خلق فتشمته |
|
شكوى الجريح إلى الغربان والرخم (14) |
(11) لا تطلب المجد واقنع |
|
فمطلب المجد صعب |
(3)
(1) هات مثالين تفيد صيغة النهى في كل منهما المعنى الأصلي للنهي.
(2) هات ثلاثة أمثلة تكون صيغة النهي في المثال الأول منها مفيدة الدعاء، وفي الثاني الالتماس، وفي الثالث التمني.
(3) هات ثلاثة أمثلة تكون صيغة النهي في أولها للإرشاد. وفي الثاني للتيئيس، وفي الثالث للتهديد.
(4)
لا تفارق فراش نومك.
قد يكون النهى في الجملة السابقة للإرشاد، أو التهديد، أو التوبيخ ؛ فبين حال المخاطب في كل حال من الأحوال الثلاث.
(5)
حول الجمل الخبرية الآتية إلى جمل إنشائية من باب النهي، وعين المراد من صيغة النهي في كل جملة تأتي بها :
(1) أنت تعتمد على غيرك. |
(5) أنتم تعتذرون اليوم. |
(2) أن تطيع أمرى. |
(6) أنت تؤاخذني بكل هفوة. |
(3) أنت تكثر من عتاب الصديق. |
(7) يحضر على مجلسنا. |
(4) أنت تنهى عن الشر وتفعله. |
(8) يهمل القرويون تعليم أبنائهم. |
(6)
اشرح البيتين الآتيين وبين المراد من صيغتي النهي فيهما :
فلا تلزمن الناس غير طباعهم |
|
فتتعب من طول العتاب ويتعبوا |
ولا تغتر منهم بحسن بشاشة |
|
فأكثر إيماض البوارق خلب (15) |
|
|
|
__________________
(1) يأتل : يحلف، والسعة : الغنى.
(2) لا يألونكم خبالا : أي لا يقصرون في إفساد شئونكم.
(3) قلة كل شىء : أعلاه، والتأويد : التعويج.
(4) الراحة : الكف، والركن : يريد به ركن الحطيم بالكعبة.
(5) هو ظالم بن عمرو بن ظالم من قبيلة الدئل، كان شاعرا مجيدا وفقيها محدثا وفارسا شجاعا صحب عليا وشهد معه صفين، وهو أول من وضع النحو بإشارة على رضى الله عنه، وتوفى سنة 65 ه
(6) المناكيد : جمع منكود وهو قليل الخير : أي أن العبد لا يصلح إلا بالضرب والإهانة
(7) هو الخليفة العباسي الخامس عشر، بويع بالخلافة سنة 256 ه واشتهر بالحلم الواسع، وتوفى سنة 279 ه.
(8) النوروز : أول يوم في السنة الشمسية وهو من أعياد الفرس.
(9) هو الشهم الكريم أخو الخنساء لأبيها، وقد قتل قبل الإسلام بقليل فرثته أخته بقصائد غراء نالت من أجلها الصيت الذائع بين شعراء الجاهلية والمخضرمين.
(10) لا تجمدا : أي لا تبخلا بالدموع.
(11) هو مؤيد الدين الأصبهاني المعروف بالطغرائي، فاق أهل زمنه في صنعة النظم والنثر، وقد رمي بالإلحاد فقتل سنة 514 ه.
(12) الصل بالكسر : الحية التي لا تنفع منها الرقية.
(13) تنلك : تصبك. والنبع : شجر صلب. والغرب : نبت ضعيف، يقول : لا أصابتك الليالي بسوء فإنها تغلب القوى بالضعيف.
(14) تشك مضارع من التشكي، وشكوى مفعول مطلق، الرخم : طائر، يقول : لا تشك إلى أحد ما ينزل بك من ضر لئلا تشتمه بشكواك، فيكون حالك كحال الجريح يشكو جراحه إلى الطيور التي ترقب موته لتأكله.
(15) إيماض البرق : لمعانه، والبوارق جمع بارقة : وهي البرق، والخلب : الذي ليس بعده مطر.