الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الانشاء الطلبي_ التمني
المؤلف: علي الجارم ومصطفى أمين
المصدر: البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة: ص:206-210
13-9-2020
10923
التمني
(1) قال ابن الرومي في شهر رمضان :
فليت الليل فيه كان شهرا |
|
ومر نهاره مر السحاب |
(2) وقال تعالى : «فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا».
(3) وقال جرير :
ولى الشباب حميدة أيامه |
|
لو كان ذلك يشترى أو يرجع |
(4) وقال آخر :
أسرب القطا هل من يعير جناحه |
|
لعلي إلى من قد هويت أطير؟ (1) |
(5) وقال تعالى : «يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون».
البحث :
الأمثلة المتقدمة جميعها من باب الإنشاء الطلبي. وإذا تأملت المطلوب في كل مثال وجدته أمرا محبوبا لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا كما في الأمثلة الأربعة الأولى، وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله كما في المثال الأخير، ويسمى هذا الضرب من الإنشاء بالتمني.
والأدوات التي أفادت التمني في الأمثلة المتقدمة هي : ليت، وهل، ولو، ولعل : غير أن الأداة الأولى أفادته بأصل الوضع، أما الثلاث الأخرى فإنها استعملت فيه للطائف بلاغية.
هذا وإذا كان المطلوب المحبوب ممكنا مطموعا في حصوله كان طلبه ترجيا، ويعبر فيه بلعل وعسى، وقد تستعمل فيه ليت لسبب يقصده البليغ كما في قول أبي الطيب :
فيا ليت ما بيني وبين أحبتي |
|
من البعد ما بيني وبين المصائب |
القواعد :
(49) التمني طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا، وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله.
(50) واللفظ الموضوع للتمني ليت، وقد يتمنى بهل، ولو، ولعل، لغرض بلاغي (2).
(51) إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا، ويعبر فيه بلعل أو عسى، وقد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغي (3).
نموذج
لبيان ما في الأمثلة الآتية من تمن أو ترج، وتعيين الأداة في كل مثال :
(1) قال صريع الغواني :
واها لأيام الصبا وزمانه |
|
لو كان أسعف بالمقام قليلا (4) |
(2) وقال أبو الطيب :
فليت هوى الأحبة كان عدلا |
|
فحمل كل قلب ما أطاقا |
(3) وقال تعالى : (فهل إلى خروج من سبيل؟)
الإجابة
الرقم |
المعني المراد |
الأداة |
البيان |
1 |
التمني |
لو |
لأن المطلوب هنا ممكن غير مطموع في حصوله |
2 |
الترجي |
ليت |
لأن المطلوب هنا ممكن مطموع في حصوله |
3 |
التمني |
هل |
لأن المطلوب هنا ممكن غير مطموع في حصوله |
تمرينات
(1)
بين ما في الأمثلة الآتية من تمن أو ترج، وبين السر في استعمال ما جاء من الأدوات على غير وضعه الأصلي :
(1) قال مروان بن أبي حفصة في رثاء معن بن زائدة :
فليت الشامتين به فدوه |
|
وليت العمر مد له فطالا (5) |
(2) وقال أبو الطيب في رثاء أخت سيف الدولة :
فليت طالعة الشمسين غائبة |
|
وليت غائبة الشمسين لم تغب (6) |
(3) وقال آخر :
عل الليالي التي أضنت بفرقتنا |
|
جسمي ستجمعني يوما وتجمعه (7) |
(4) قال الله تعالى : «يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات».
(5) وقال تعالى : (فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين)(8)
(6) وقال الشاعر :
أيا منزلي سلمى سلام عليكما |
|
هل الأزمن اللائي مضين رواجع |
(7) وقال :
ليت الملوك على الأقدار معطية |
|
فلم يكن لدنيء عندها طمع (9) |
(8) وقال في المديح :
ليت المدائح تستوفى مناقبه |
|
فما كليب وأهل الأعصر الأول؟ |
(2)
(1) هات مثالين لكل أداة تفيد التمني.
(2) هات مثالين للترجي، واستعمل في الأول لعل وفي الثاني عسى.
(3) هات مثالين للترجي، واستعمل في كل منهما «ليت» وبين السبب البلاغي في اختيار هذه الأداة.
(3)
انثر البيتين الآتيين نثرا وهما للمتنبي في مدح كافور :
لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب |
|
فكل بعيد الهم فيها معذب (10) |
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة |
|
فلا أشتكي فيها ولا أتعتب (11) |
__________________
(1) السرب : الجماعة، والقطا : نوع من الطير يشبه الحمام، وهويت : أحببت.
(2) الغرض في هل ولعل، هو إبراز المتمني في صورة الممكن القريب الحصول ؛ لكمال العناية به والتشوق إليه، والغرض في لو الإشعار بعزة المتمني وندرته ؛ لأن المتكلم يبرزه في صورة الممنوع، إذ أن لو تدل بأصل وضعها على امتناع الجواب لامتناع الشرط.
(3) الغرض هو إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله.
(4) واها : كلمة تعجب تقولها إذا تعجبت من طيب الشيء، فمعنى واها لأيام الصبا ما أطيبها!
(5) الشامتين به : الفرحين بموته، وفدوه : جعلوا فداء له.
(6) جعل المرثية وشمس النهار شمسين، يقول : ليت الطالعة من هاتين الشمسين وهى شمس النهار غائبة، وليت الغائبة منهما وهى المرثية لم تغب. يريد أنها كانت أعم نفعا من الشمس فليتها بقيت وفقدنا الشمس.
(7) أضنت جسمي : أمرضته.
(8) كرة : أي رجوعا إلى الدنيا.
(9) أي ليتهم يعطون الشعراء على قدر فضلهم ونبل أنفسهم فلا يطمع في عطائهم خسيس.
(10) لحى الله ذي الدنيا : أي قبحها ولعنها، والمناخ : المنزل وهو تمييز، يذم الدنيا ويقول :
إنها دار شقاء وإن كل عظيم الهمة فيها معذب.
(11) ليت شعري : أي ليتني أعلم.