تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
تفسير الآية (221-227) من سورة الشعراء
المؤلف: إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
المصدر: تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة: .....
25-8-2020
11140
قال تعالى : {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء : 221 - 227] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :
لما أخبر الله سبحانه أن القرآن ليس مما تتنزل به الشياطين وأنه وحي من الله عقبه بذكر من تنزل عليه الشياطين فقال {هل أنبئكم} أي هل أخبركم {على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} أي إنما يتنزل الشياطين على كل كذاب فاجر عامل بالمعاصي وهم الكهنة وقيل طليحة ومسيلمة عن مقاتل ولست بكذاب ولا أثيم فلا يتنزل عليك الشياطين وإنما يتنزل عليك الملائكة {يلقون السمع} معناه أن الشياطين يلقون ما يسمعونه إلى الكهنة والكذابين ويخلطون به كثيرا من الأكاذيب ويوحونه إليهم {وأكثرهم} أي وأكثر الشياطين {كاذبون} وقيل أكثر الكهنة كاذبون قال الحسن هم الذين يسترقون السمع من الملائكة فيلقون إلى الكهنة وهذا كان قبل أن أوحي إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وبعد ذلك {فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} .
{والشعراء يتبعهم الغاوون} قال ابن عباس يريد شعراء المشركين وذكر مقاتل أسماءهم فقال منهم عبد الله بن الزبعري السهمي وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ومسافع بن عبد مناف الجمحي وأبو عزة عمرو بن عبد الله كلهم من قريش وأمية بن أبي الصلت الثقفي تكلموا بالكذب والباطل وقالوا نحن نقول مثل ما قال محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وقالوا الشعر واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم ويروون عنهم حين يهجون النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه فذلك قوله {يتبعهم الغاوون} وقيل الغاوون الشياطين عن قتادة ومجاهد وقيل أراد بالشعراء الذين غلبت عليهم الأشعار حتى اشتغلوا بها عن القرآن والسنة وقيل هم الشعراء الذين إذا غضبوا سبوا وإذا قالوا كذبوا وإنما صار الأغلب عليهم الغي لأن الغالب عليهم الفسق فإن الشاعر يصدر كلامه بالتشبيب ثم يمدح للصلة ويهجو على حمية الجاهلية فيدعوه ذلك إلى الكذب ووصف الإنسان بما ليس فيه من الفضائل والرذائل وقيل إنهم القصاص الذين يكذبون في قصصهم ويقولون ما يخطر ببالهم وفي تفسير علي بن إبراهيم أنهم الذين يغيرون دين الله تعالى ويخالفون أمره قال وهل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد إنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا ب آرائهم فتبعهم الناس على ذلك وروى العياشي بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا .
{أ لم تر أنهم في كل واد يهيمون} أي في كل فن من الكذب يتكلمون وفي كل لغو يخوضون يمدحون ويذمون بالباطل عن ابن عباس وقتادة والمعنى أنهم لما يغلب عليهم من الهوى كالهائم على وجهه في كل واد يعني فيخوضون في كل فن من الكلام والمعاني التي تعن لهم ويريدونها فالوادي مثل لفنون الكلام وهيمانهم فيه قولهم على الجهل بما يقولون من لغوو باطل وغلو في مدح وذم {وأنهم يقولون ما لا يفعلون} أي يحثون على أشياء لا يفعلونها وينهون عن أشياء يرتكبونها .
ثم استثنى من جملتهم فقال {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} وهم شعراء المؤمنين مثل عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وسائر شعراء المؤمنين الذين مدحوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وردوا هجاء من هجاه وفي الحديث عن الزهري قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال يا رسول الله ما ذا تقول في الشعر فقال إن المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل وقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لحسان بن ثابت اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك رواه البخاري ومسلم في الصحيحين وقال الشعبي كان أبوبكر يقول الشعر وكان عمر يقول الشعر وكان (عليه السلام) أشعر من الثلاثة .
{وذكروا الله كثيرا} لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله ولم يجعلوا الشعر همهم {وانتصروا} من المشركين للرسول والمؤمنين {من بعد ما ظلموا} قال الحسن انتصروا بما يحبون الانتصار به في الشريعة وهو نظير قوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم أي ردوا على المشركين ما كانوا يهجون به المؤمنين ثم هدد الظالمين فقال {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} أي سوف يعلم أي مرجع يرجعون وأي منصرف ينصرفون لأن منصرفهم إلى النار نعوذ بالله منها .
____________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج7 ، ص358-360 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :
القرآن حرب على المبطلين ، ولكنه يحاربهم أولا وقبل كل شيء بمنطق العقل السليم ، ويجادلهم بالتي هي أحسن ، ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الايمان بالحق ، ويوضحه لهم بكل أسلوب ، ويسألهم برفق ولين أن يدلوا بما لديهم من حجة وسلطان : {لَولا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ} [الكهف - 15] . وإذا تذرعوا بحجة واهية أبطلها القرآن وبيّن ما فيها من ضعف وخلل . . وقال المشركون وأصحاب المصالح الكثير عن رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) والقرآن . . من ذلك زعمهم بأن القرآن من وحي الشيطان ، وزعمهم أيضا بأن محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) شاعر . . ورد سبحانه ذلك بما يلي :
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} . هذا رد لقولهم : ان القرآن من وحي الشياطين ، ووجه الرد ان الشياطين توسوس وتوحي بالأباطيل إلى الكذاب الأثيم من أمثالهم : {شَياطِينَ الإِنْسِ والْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ} [الانعام - 112] . ولا سبيل للشياطين على أهل الأمانة والصدق كالأنبياء والصلحاء . . هذا إلى أن القرآن حق وخير ، ووحي الشياطين شر وزور ، فكيف يكون من وحيهم ؟ {يُلْقُونَ السَّمْعَ وأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ} .
المراد بإلقاء السمع هنا الإصغاء والاستماع ، وضمير يلقون يعود إلى الكافرين ، والمعنى ان الذين يستمعون إلى الشياطين ، ويتلقون منهم الأكاذيب والأباطيل هم الكافرون ، وأكثر الكافرين يكذبون في أحاديثهم وأقوالهم . . ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم) صادق في جميع أقواله وأفعاله ، فكيف يقال : استمع وتلقى من الشياطين ؟
{والشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ} . هذا رد لقول المشركين : ان محمدا شاعر . . وبيان الرد ان بين محمد والشعراء فرقا كبيرا من وجوه :
أولا : ان الذين اتبعوا محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) انما اتبعوه ثقة به وبعظمته ، وايمانا باللَّه ونبوة نبيه يرجون تجارة لن تبور في مودته ، ولذا فدوه بالأرواح وقاتلوا من من أجله الآباء والأبناء ، أما الشعراء ، وبالخصوص القدامى منهم فإنهم كانوا يعيشون في الأحلام والأوهام . . وقديما قيل : (أحلام شاعر) . وقيل : أعذبه أكذبه أي الشعر ، ولا يتبع هؤلاء الشعراء إلا من كان على شاكلتهم .
ثانيا : ان أكثر الشعراء كانوا في القديم يناصرون الطغاة ، ويدعمون ظلمهم وطغيانهم ، فكان الشاعر يعصر عبقريته ومواهبه لينظم قصيدة أو أبياتا يتغنى فيها بعظمة الجبابرة والقياصرة ، وأين هذا من رسالة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) التي هي ثورة على الظلم والفساد ؟ .
ثالثا : ان الشعراء يقولون كثيرا ، ويفعلون قليلا ، ولا يستخفهم شيء إلا الأهواء والأغراض ، يندفعون وراءها انّى توجهت ، أما محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فإنه ما ينطق عن الهوى ، ولا يتبع الا ما يوحى اليه من ربه ، فكيف يقال : هو شاعر ؟ . : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُو إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} [يس : 69] .
وتسأل : ألا يدل ذم القران للشعراء على ان الاسلام يحارب الشعر والفن ؟ .
الجواب : كلا . . . لان القران ما ذم الشعر من حيث هو ، ولا للشعراء من حيث هم ، وانما ذم الشعر الذي هو زور وباطل ، وذم الشعراء الذين يعرضون عن الحق ويسلكون الطرق الملتوية ، اما الشعراء الذين يعبرون عن اماني المستضعفين ويقفون مع المظلومين ، ويناصرون العدالة وحرية الانسان ، ويثورون على الطغاة والعتاة ، وعلى الجهل والتخلف ، اما هؤلاء فانهم في طليعة المجاهدين في سبيل الله . قيل لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ما تقول في الشعر ؟ فقال : ((المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل)) . وهذا النوع من الشعر الذي هو نبل في قلوب الظالمين هو مما عناه الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله : ان الشعر لحكمة . وقال تعالى : {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } [الرحمن : 3 ، 4] وليس من شك ان الشعر من أعلى فنون البيان وأبلغها ، كما انه ثورة اللغة وكنزها الثمين .
لذا استثنى سبحانه الشعراء الطيبين المجاهدين ، استثناهم بقول : {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الشعراء : 227] . اي انتصر الشعراء للحق وأهله ممن اعتدى عليه وعليهم ، ونافحوا عن الانسان وحريته وكرامته . . وهذا نص صريح من الله سبحانه على ان شعر الثورة ضد الظلم والطغيان هومن صميم الدين والايمان وصالح الاعمال ، وفي معنى هذه الآية قول تعالى : {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء : 148] . {ا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } . هذا تهديد ووعيد بسوء العاقبة لكل من طغى وبغى .
------------------------------
1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج5 ، ص 523-525 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :
قوله تعالى : {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين - إلى قوله – كاذبون} ، تعريف لمن تتنزل عليه الشياطين بما يخصه من الصفة ليعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس منهم ولا أن القرآن من إلقاء الشياطين ، والخطاب متوجه إلى المشركين .
فقوله : {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين} في معنى هل أعرفكم الذين تتنزل عليهم شياطين الجن بالأخبار ؟ وقوله : {تنزل على كل أفاك أثيم} قال في مجمع البيان : ، الأفاك الكذاب وأصل الإفك القلب والأفاك الكثير القلب للخبر عن جهة الصدق إلى جهة الكذب ، والأثيم الفاعل للقبيح يقال : أثم يأثم إثما إذا ارتكب القبيح وتأثم إذا ترك الإثم انتهى .
وذلك أن الشياطين لا شأن لهم إلا إظهار الباطل في صورة الحق وتزيين القبيح في زي الحسن فلا يتنزلون إلا على أفاك أثيم .
وقوله : {يلقون السمع وأكثرهم كاذبون} الظاهر أن ضميري الجمع في {يلقون} و {أكثرهم} معا للشياطين ، والسمع مصدر بمعنى المسموع والمراد به ما سمعه الشياطين من أخبار السماء ولو ناقصا فإنهم ممنوعون من الاستماع مرميون بالشهب فما استرقوه لا يكون إلا ناقصا غير تام ولا كامل ولذا يتسرب إليه الكذب كثيرا .
وقوله : {وأكثرهم كاذبون} أي أكثر الشياطين كاذبون لا يخبرون بصدق أصلا وهذا هو الكثرة بحسب الأفراد ويمكن أن يكون المراد الكثرة من حيث التنزل أي أكثر المتنزلين منهم كاذبون أي أكثر أخبارهم كاذبة .
ومحصل حجة الآيات الثلاث أن الشياطين لابتناء جبلتهم على الشر لا يتنزلون إلا على كل كذاب فاجر وأكثرهم كاذبون في أخبارهم ، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بأفاك أثيم ولا ما يوحى إليه من الكلام كذبا مختلقا فليس ممن تتنزل عليه الشياطين ولا الذي يتنزل عليه شيطانا ، ولا القرآن النازل عليه من إلقاء الشياطين .
قوله تعالى : {والشعراء يتبعهم الغاون - إلى قوله - لا يفعلون} جواب عن رمي المشركين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه شاعر ، نبه عليه بعد الجواب عن قولهم إن له شيطانا يوحي إليه القرآن .
وهذان أعني قولهم إن من الجن من يأتيه ، وقولهم إنه شاعر ، مما كانوا يكررونه في ألسنتهم بمكة قبل الهجرة يدفعون به الدعوة الحقة ، وهذا مما يؤيد نزول هذه الآيات بمكة خلافا لما قيل إنها نزلت بالمدينة .
على أن الآيات مشتملة على ختام السورة أعني قوله : {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} ولا معنى لبقاء سورة هي من أقدم السور المكية سنين على نعت النقص ثم تمامها بالمدينة ، ولا دلالة في الاستثناء على أن المستثنين هم شعراء المؤمنين بعد الهجرة .
وكيف كان فالغي خلاف الرشد الذي هو إصابة الواقع فالرشيد هو الذي لا يهتم إلا بما هو حق واقع والغوي هو السالك سبيل الباطل والمخطىء طريق الحق ، والغواية مما يختص به صناعة الشعر المبنية على التخييل وتصوير غير الواقع في صورة الواقع ولذلك لا يهتم به إلا الغوي المشعوف بالتزيينات الخيالية والتصويرات الوهمية الملهية عن الحق الصارفة عن الرشد ، ولا يتبع الشعراء الذين يبتنى صناعتهم على الغي والغواية إلا الغاوون وذلك قوله تعالى : {والشعراء يتبعهم الغاون} .
وقوله : {أ لم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون} يقال : هام يهيم هيمانا إذا ذهب على وجهه والمراد بهيمانهم في كل واد استرسالهم في القول من غير أن يقفوا على حد فربما مدحوا الباطل المذموم كما يمدح الحق المحمود وربما هجوا الجميل كما يهجى القبيح الدميم وربما دعوا إلى الباطل وصرفوا عن الحق وفي ذلك انحراف عن سبيل الفطرة الإنسانية المبنية على الرشد الداعية إلى الحق ، وكذا قولهم ما لا يفعلون من العدول عن صراط الفطرة .
وملخص حجة الآيات الثلاث أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بشاعر لأن الشعراء يتبعهم الغاوون لابتناء صناعتهم على الغواية وخلاف الرشد لكن الذين يتبعونه إنما يتبعونه ابتغاء للرشد وإصابة الواقع وطلبا للحق لابتناء ما عنده من الكلام المشتمل على الدعوة على الحق والرشد دون الباطل والغي .
قوله تعالى : {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا} إلخ ، استثناء من الشعراء المذمومين ، والمستثنون هم شعراء المؤمنين فإن الإيمان وصالحات الأعمال تردع الإنسان بالطبع عن ترك الحق واتباع الباطل ثم الذكر الكثير لله سبحانه يجعل الإنسان على ذكر منه تعالى مقبلا إلى الحق الذي يرتضيه مدبرا عن الباطل الذي لا يحب الاشتغال به فلا يعرض لهؤلاء ما كان يعرض لأولئك .
وبهذا البيان يظهر وجه تقييد المستثنى بالإيمان وعمل الصالحات ثم عطف قوله : {وذكروا الله كثيرا} على ذلك .
وقوله : {وانتصروا من بعد ما ظلموا} الانتصار الانتقام ، قيل : المراد به رد الشعراء من المؤمنين على المشركين أشعارهم التي هجوا بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو طعنوا فيها في الدين وقدحوا في الإسلام والمسلمين ، وهو حسن يؤيده المقام .
وقوله : {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} المنقلب اسم مكان أو مصدر ميمي ، والمعنى : وسيعلم الذين ظلموا - وهم المشركون على ما يعطيه السياق - إلى أي مرجع ومنصرف يرجعون وينصرفون وهو النار أو ينقلبون أي انقلاب .
وفيه تهديد للمشركين ورجوع مختتم السورة إلى مفتتحها وقد وقع في أولها قوله : {فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون} .
___________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج15 ، ص264-266 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :
النّبي ليس شاعراً :
هذه الآيات ـ محل البحث ـ هي آخر الآيات من سورة الشعراء ، تعود ثانية لتردّ على الإتهام السابق ـ من قبل الأعداء ـ بأن القرآن من إلقاء الشياطين ، تردهم ببيان أخاذ بليغ مفحم ، فتقول : {هل أنبئكم على من تنزّل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} أي الكاذب المذنب ، حيث يلقون اليهم مايسمعونه مع اضافة أكاذيب كثيرة عليه {يلقون السمع وأكثرهم كاذبون} . (2)
وملخص الكلام أن ما تلقيه الشياطين له علائم واضحة ، ويمكن معرفته بعلائمه أيضاً . فالشيطان موجود مؤذ ومخرب ، وما يلقيه يجري في مسير الفساد والتخريب ، وأتباعه هم الكذابون المجرمون ، وليس شيء من هذه الأُمور ينطبق على القرآن ، ولا على مبلّغه ، وليس فيها أي شبه بهما .
والناس في ذلك العصر ـ وذلك المحيط ـ كانوا يعرفون النّبي محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) واُسلوبه وطريقته ، في صدقه وأمانته وصلاحه في جميع المجالات . . . ومحتوى القرآن ليس فيه سوى العدل والحق والإصلاح ، فكيف يمكن أن تتهموه بأنّه من إلقاء الشياطين ؟!
والمراد من (الأفاك الأثيم) هو الكاهن المرتبط بالشياطين فتارةً يقوم الشياطين باستراق السمع لأحاديث الملائكة ، ثمّ بعد مزجه بأباطيل كثيرة ينقلونه الى الكهنة . وهم بدورهم يضيفون عليه عشرات الأكاذيب وينقلونها إلى الناس . . .
وبعد نزول الوحي خاصّة ، ومنع الشياطين من الصعود إلى السماء واستراق السمع . كان ما يلقيه الشياطين إلى الكهنة خفنَةً من الأكاذيب والأراجيف . . .
فمع هذه الحال كيف يمكن أن يقاس محتوى القرآن بما تلقيه الشياطين . . . وأن يقاس النّبي الصادق الأمين بحفنة من الكهنة الأفاكين الكاذبين ! . . .
وهناك تفاسير مختلفة لجملة (يلقون السمع) :
فمنها : أن الضمير في (يلقون) عائد على الشياطين و«السمع» المراد منه المسموعات ، أي أن الشياطين يلقون مسموعاتهم إلى أوليائهم وأكثرهم كاذبون «ويضيفون على ما يلقيه الشياطين أكاذيب كثيرة !» . . .
ومنها : إن الضمير في الفعل يعود على الأفاكين ، إذ أنّهم كانوا يلقون ـ ما يسمعون من الشياطين ـ إلى عامّة الناس ، إلاّ أن التّفسير الأوّل أصح ظاهراً (3) !
وفي الآية الرّابعة ـ من الآيات محل البحث ـ يردّ القرآن على اتهام آخر كان الكفار يرمون به النّبي فيدعونه شاعراً ، كما في الآية (5) من سورة الأنبياء { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبياء : 5] وربما دعوه بالشاعر المجنون ، كما جاء في الآية (36) من سورة الصافات {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} [الصافات : 36] .
فالقرآن يردهم هنا ببيان بليغ منطقي ، بأن منهج النّبي يختلف عن منهج الشعراء . فالشعراء يتحركون في عالم من الخيال ، وهو يتحرك على أرض الواقع والواقعيات ، لتنظيم العالم الإنساني . . .
والشعراء يبحثون عن العيش واللذة والغزل (كما هي الحال بالنسبة لشعراء ذلك العصر في الحجاز خاصّة حيث يظهر ذلك من أشعارهم بوضوح) .
ولذا فإن أتباعهم هم الضالون : {والشعراء يتبعهم الغاوون} .
ثمّ يضيف القرآن على الجملة آنفة الذكر معقّباً (ألم تر أنّهم في كل واد يهيمون) . (4)
فهم غارقون في أخيلتهم وتشبيهاتهم الشعرية ، حتى أن القوافي تجرهم إلى هذا الإتجاه أو ذاك ، ويهيمون معها في كل واد . . .
وهم غالباً ليسوا أصحاب منطق واستدلال ، وأشعارهم تنبع ممّا تهيج به عواطفهم وقرائحهم . . . وهذه العواطف تسوقهم في كل آن من واد لآخر ! . . .
فحين يرضون عن أحد يمدحونه ويرفعونه إلى أوج السماء ، وإن كان حقه أن يكون في اسفل السافلين ، ويُلبسونه ثوب الملاك الجميل وإن كان شيطاناً لعيناً . . .
ومتى سخطوا على أحد هجوه هجواً مراً وأنزلوه في شعرهم الى أسفل السافلين ، وإن كان موجوداً سماوّياً .
تُرى هل يُشبه محتوى القرآن الدقيق المنطلقات الشعرية أو الفكرية للشعراء وخاصّة شعراء ذلك العصر ، الذين لم تكن منطلقاتهم إلاّ وصف الخمر والجمال والعشق والمدح لقبائلهم وهجو أعدائهم . . .
ثمّ إن الشعراء عادةً هم رجال خطابة وجماهير لا أبطال قتال ، وكذلك أصحاب أقوال لا أعمال ، لذلك فإنّ الآية التالية تضيف فتقول عنهم : {وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} .
غير أن النّبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) رجل عمل من قرنه إلى قدمه ، وقد اعترف بعزمه الراسخ واستقامته العجيبة حتى أعداؤه ، فأين الشاعر من النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!
وممّا تقدم من الأوصاف التي ذكرها القرآن عن الشعراء ، يمكن أن يقال بأن القرآن وصفهم بثلاث علامات :
الأُولى : أنّهم يتبعهم الغاوون الضالون ، ويفرّون من الواقع ، ويلجاؤون إلى الخيال .
والثّانية : أنّهم رجال لا هدف لهم ، ومتقلّبون فكريّاً ، وواقعون تحت تأثير العواطف !
والثّالثة : أنّهم يقولون مالا يفعلون . . . وحتى في المجال الواقعي لا يطبقون كلامهم على أنفسهم . . .
إلاّ أنه لا شيء من هذه الأوصاف يصدق على النّبي ، فهو في الطرف المقابل لها تماماً !
ولمّا كان بين الشعراء أناس مخلصون هادفون وأهل أعمال لا أقوال ، ودعاة نحو الحق والصدق «وإن كان مثل هؤلاء الشعراء قليلا يومئذ» . فالقرآن من أجل ألاّ يضيع حق هؤلاء الشعراء المؤمنين المخلصين الصادقين ، استثناهم عن بقية الشعراء ، فقال عنهم : (إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات) .
هؤلاء المستثنون من الشعراء لم يكن هدفهم الشعر فحسب ، بل يهدفون في شعرهم أهدافاً الهية وانسانية ، ولا يغرقون في الأشعار فيغفلون عن ذكر الله ، بل كما يقول القرآن : {وذكروا الله كثيراً} .
وأشعارهم تذكر الناس بالله أيضاً . . . وإذا ما ظُلموا كان شعرهم انتصاراً للحق {وانتصروا من بعدما ظلموا} .
فإذا هجوا جماعة هجوهم من أجل الحق ودفاعاً عن الحق الذي يهجوه اُولئك فيذبون عنه . . .
وهكذا فقد بيّن القرآن أربع صفات للشعراء الهادفين ، وهي الإيمان ، والعمل الصالح ، وذكر الله كثيراً ، والإنتصار للحق من بعدما ظلموا ، مستعينين بشعرهم في الذب عنه . . .
وحيث أن معظم آيات هذه السورة هو للتسلية عن قلب النّبي ، والتسرية عنه ، وعن المؤمنين القلّة في ذلك اليوم في قبال كثرة الأعداء ، وحيث أن كثيراً من آيات هذه السورة في مقام الدفاع عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ضد التهم الموجهة إليه من قبل أعدائه ، وغير اللائقة به ـ فإن السورة تُختتم بجملة ذات معنى غزير ، وفيها تهديد لأولئك الأعداء الألدّاء ، إذ تقول : {وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون} .
وبالرغم من أن بعض المفسّرين أرادوا أن يحصروا هذا الإنقلاب والعاقبة المرة للظالمين بنار جهنمَّ . . . إلاّ أنه لا دليل على تقييد ذلك وتحديده بها . . . بل لعله إشارة إلى هزائمهم المتتابعة والمتلاحقة في المعارك الإسلامية ، كمعركة بدر وغيرها ، وما أصابهم من ضعف وذلة في دنياهم ، فمفهوم هذه الآية عام ، بالإضافة إلى ذلك عذابهم وانقلابهم إلى النار في آخر المطاف .
____________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج9 ، ص385-388 .
2 ـ «أفّاك» من : «الإفك» . والإفك هوالكذب الكبير . فمعنى الأفلاك من يكذب كثيراً أكاذيب كبيرة . . . و«أثيم» من مادة «إثم» على وزن (إسم) ومعناه في الأصل : العمل الذي يؤخر صاحبه عن الثواب ، ويطلق عادة على الذنب ، فالأثيم هو المذنب . . .
3 ـ لأن (يلقون) في مثل هذه الموارد معناها نقل الأخبار والمطالب ، كما جاء في الآية (53) من سورة الحج (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض) وجملة (أكثرهم كاذبون) تتناسب مع الشياطين ، لأن الأفّاكين كلهم كاذبون لا أكثرهم (فلاحظوا بدقة) .
4 ـ «يهيمون» فعل مضارع من «الهيام» ، ومعناه المشي بلا هدف . . .