x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

علوم اللغة العربية : المدارس النحوية : أوائل النحويين :

تلاميذ ابو الاسود الدؤلي

المؤلف:  د. محمد المختار ولد اباه

المصدر:  تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب

الجزء والصفحة:  ص49- 55

27-03-2015

7552

 تلاميذ أبي الأسود يتبعون خطاه

تابع تلاميذ أبي الأسود نهجه في تأسيس علم النحو، و كان من أبرزهم، نصر بن عاصم الليثي، و يحيى بن يعمر العدواني و عنيسة الفيل و ميمون الأقرن و عبد الرحمن بن هرمز.

أ- نصر بن عاصم الليثي (ت 89ه‍)

لقد قال عنه ياقوت إنه كان فقيها عالما يسند إلى أبي الأسود في القرآن و النحو، و إن له كتابا في العربية، و قد قيل إنه قد أخذ النحو عن يحيى بن يعمر العدواني و أخذ عنه أبو عمر ابن العلاء، و أنه كان يرى رأي الخوارج و تركه، و قال في ذلك:

فارقت نجدة و الذين تزرقواو                      ابن الزبير و شيعة الكرابي 
وهوى النجاريين قد فارقتهو                      عطية المتجبر المرتاب (1)
و الكتاب المشار إليه لا يعرف عنه شيء.

و يذكر الدكتور عبد العال إسهام نصر بن عاصم في وضع المصطلحات و في تنقيط المصحف، و بعض ما أثر عنه في القراءات القرآنية (2).

كما أورد الزبيدي قراءته لسورة الإخلاص دون تنوين «أحد» ، سمع عنه فيها مصطلح «التنوين» الذي اعتمده النحاة فيما بعد. و لقد ارتضى ابن أبي إسحاق الحضرمي هذه القراءة، و فضلها على ما روى عن عروة بن الزبير الذي كان يقرأ بالتنوين (3).

أما إسهامه في تنقيط المصحف، فقد شاركه فيه يحيى بن يعمر و الحسن البصري و ذلك بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي، و يأتي هذا العمل إكمالا لما قام به أبو الأسود، الذي وضع التنقيط الإعرابي، لبيان الشكل، في الحركات، أما نصر بن عاصم، فقد عهد إليه بتنقيط إعجام الحروف، لئلا يلتبس بعضها ببعض. و بعمله تتميز الباء عن التاء و الثاء و الجيم عن أخواتها، و كذلك الدال. و سائر الحروف المتماثلة و التي لا يفرق بينها إلا هذا التنقيط (4).

هذا و قد نسبت إليه قراءات شاذة انفرد بها منها: (بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ) (الأعراف -الآية 165) و يقول أبو الفتح إنها تخفيف لبئيس كقولك في سئم سأم (5)،

ص49

و الثانية في قوله تعالى:  (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ ) (التوبة-الآية 109) فقرأها نصر «أسس بنيانه» على أنها جمع أساس، و بهذا وجهها أبو الفتح في المحتسب (6).

ب- يحيى بن يعمر:

أما يحيى بن يعمر (ت 129 ه‍) الذي عاش نحوا من خمسين سنة بعد أبي الأسود فقد عرف اتصاله بعد اللّه بن عمر بن الخطاب، و سؤاله عن القدرية، فيروي عنه حديثا في الإيمان. و قد صاحبه في رحلته إلى الحجاز حميد بن عبد الرحمن الحميري، غير أن هذا الأخير كلف يحيى بن يعمر بمحاورة ابن عمر لما عرف عنه من مهارة في اللغة و الفصاحة في اللسان، كما اشتهر أيضا بما جرى بينه و بين الحجاج بن يوسف الذي نفاه إلى خراسان. و في بغية الوعاة للسيوطي أن سبب نفيه قوله للحجاج بعد بناء مدينة واسط إذ سأله عن عيبها فقال: «بنيتها من غير مالك و يسكنها غير ولدك» و يروي ابن سلام أن الحجاج سأله «أتسمعني ألحن؟» فبين له لحنه في قراءة قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كٰانَ آبٰاؤُكُمْ وَ أَبْنٰاؤُكُمْ وَ إِخْوٰانُكُمْ وَ أَزْوٰاجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوٰالٌ اِقْتَرَفْتُمُوهٰا وَ تِجٰارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسٰادَهٰا وَ مَسٰاكِنُ تَرْضَوْنَهٰا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اَللّٰهِ) (التوبة-الآية 24) بضم الباء في «أَحَبَّ» فقال له الحجاج «لن تسمعه بعد اليوم» ، فألحقه بخراسان (7).

و يذكر الدكتور عبد العال، أن آثاره في الدراسات النحوية تمثلت في حديثه عن المصطلحات النحوية مثل قوله للحجاج أن «أحب» في الآية السالفة الذكر، خبر ل‍ «كان» . و هذا قد يدل على أنه أول من روي عنه هذا المصطلح (8)، و قد نسبت إليه قراءات شاذة اقتضت من النحاة أن يتناولوها بالبحث وفقا لقواعدهم العامة. فمنها أنه قرأ، (نعبد إلهك و إلاه أبيك) (البقرة-الآية 133) و أعربت «إبراهيم» بدلا من (أبيك) (9)،

كما روي عنه (يرثني و أرث من آل يعقوب) (مريم-الآية 6) و قال ابن جني إنه ضرب غريب من العربية معناه التجريد، و أن مثله قوله تعالى: (لَهُمْ فِيهٰا دٰارُ اَلْخُلْدِ ) (فصلت- الآية 28) . و هي نفسها دار الخلد، فكأنه جرد من الدار دارا (10) كما

ص50

دافع ابن جني كذلك عن قراءته، (قميصه قد من دبر) (يوسف- الآية 27) ، و من قبل (يوسف-الآية 26) ، قياسا على قوله تعالى من قبل و من بعد، و مدعيا أن قبل و دبر هنا ظرفان، مستدلا بنصب «أَدْبٰارَ» على الظرفية في قوله تعالى: وَ مِنَ اَللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبٰارَ اَلسُّجُودِ ((ق – الآية 40) (11).

و بنفس الأسلوب، وجه ابن جني قراءته «فمرت» بالتخفيف في قوله تعالى: (حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ) (الأعراف-الآية 189) و قاسها على وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ((الأحزاب-الآية 33) ، و على قوله تعالى : (ظَلْتَ عَلَيْهِ عٰاكِفاً) (طه -الآية 97) و مثلها قول الشاعر:

خلا إنّ العتاق من المطايا                         أحسن به فهنّ إليه شوس (12) 
و إذا كان أبو الفتح حاول الدفاع عن القراءات المنسوبة إلى يحيى بن يعمر فإنه مع ذلك استضعف إعراب قراءته: تَمٰاماً عَلَى اَلَّذِي أَحْسَنَ (الأنعام-الآية 155) بالرفع على تقدير «على الذي هو أحسن» و يقول ابن جني إن حذف المبتدأ العائد على «الذي» ضعيف بخلاف حذف الصلة إذا كانت منصوبة، نحو مررت بالذي ضربت. و لكنه قد جاء نحوه، إذ حكى سيبويه عن الخليل «ما أنا بالذي قائل شيئا» ، أي بالذي هو قائل.

و في نطاق دفاع أبي الفتح عن قراءات ابن يعمر، تصويبه لقراءته: (و إن خفتم ألا تقسطوا) (النساء-الآية 3) بفتح تاء المضارعة، مع أن ابن مجاهد قال إن هذه القراءة لا أصل لها، و وجّهها أبو الفتح بزيادة «لا» فيكون و إن خفتم أن تجوروا. و مثّل لزيادة «لا» بقوله تعالى: لِئَلاّٰ يَعْلَمَ أَهْلُ اَلْكِتٰابِ (الحديد، الآية 29) ، و قوله تعالى: وَ مٰا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لاٰ يُؤْمِنُونَ  ((الأنعام – الآية 110) (13).

و نسبت إلى يحيى بن يعمر قراءات أخرى تعود إلى اختلاف لغات العرب في صيغ النطق، مثل «ما سألتم» بكسر السين.«وردّت» إلينا بكسر الراء. و هذا الحرف الأخير ينسب إلى بني ضبة، و يقول ابن جني إنها وردت في رواية بيت ذي الرمة حيث يقول:

دنا البين من ميّ فردّت جمالها                 و هاج الهوى تقويضها و احتمالها(14)

ص51

ج- عنبسة و ميمون

أما ميمون الأقرن و عنبسة الفيل بن معدان، فيقول القفطي إن الناس اختلفت في تقديم كل واحد منهما على الآخر في الفضل وسعة العلم (15)، و اشتهر عنبسة بأن أباه معدان كان راعيا لفيلة زياد في عهده، و أنه كان يروي أشعار جرير في الفرزدق، فقال فيه هذا الأخير:

لقد كان في معدان و الفيل زاجر          لعنبسة الراوي عليّ القصائدا(16) 
و يذكر صاحب الأغاني أنه زاد في النحو بعد أبي الأسود (17)، كما يروي أبو الطيب اللغوي عن الخليل، أنه كان أبرع أصحاب أبي الأسود، و أن ميمونا الأقرن أخذ عنه بعد أبي الأسود، و أن ميمونا رأس الناس بعد عنبسة و زاد في الشرح (18).

د- أين مكان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج؟

إن من بين الذين نسب إليهم وضع العربية عبد الرحمن بن هرمز المشهور بالأعرج، و يقول الزبيدي إنه كان من أعلم الناس بالنحو و أنساب قريش (19). غير أن المصادر لم تعط مزيدا من التفاصيل في إسهامه في وضع العربية، أو في تأصيل علم النحو، فلم يؤثر أنه من تلاميذ أبي الأسود، و لم يرد أن أحدا أخذ عنه من النحو شيئا. و تقول بعض الروايات أن الإمام مالكا اختلف إليه عدة سنين في علم لم يبثه للناس، و قيل إنه من علم أصول الدين و ما يرد به مقالة أهل الزيغ و الضلالة(20). و المعروف أن الإمام مالكا تكلم في أهل القدر و الأهواء. و لكنه لم يعز شيئا من ذلك إلى الأعرج في موطنه المعروف، و رواية مالك عن الأعرج في الموطإ، كلها كانت بواسطة أبي الزناد، عبد اللّه بن ذكوان. و ليس فيها شيء من مسائل أصول الدين (21).

كما أن أحاديثها لم تلفت انتباه النحويين ما عدا القليل، مثل حديث «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل» . و به احتج ابن مالك في صحة لغة (أكلوني البراغيث) (22).

ص52

و شح المصادر بإسهام الأعرج في وضع النحو، جعل بعض الشك يحوم حول دوره في بناء صرح هذا العلم حتى أن الأصمعي يقول إن الأعرج لم يكن عالما بالنحو (23).

و لقد حاول عبد العال سالم مكرم، في كتاب الحلقة المفقودة، تتبع آثار الأعرج النحوية، معتمدا في ذلك على تعليل القراءات التي نسبت إليه.

و أورد أولا إنكار ابن مجاهد لقراءة من قرأ: (أفحكم الجاهلية يبغون) (المائدة-الآية 50) قول الأعرج «لا أعرف في العربية«أفحكم» و يعتمد الدكتور عبد العال أن في هذا النص دليلا على تمكن الأعرج من اللغة و استيعابه لأساليبها (24).

و إذا كان من المسلم به أن الأعرج من القراء المشهورين و من المحدثين الثقات فإننا لا نستطيع أن نتصور مدى إسهامه في علم النحو من خلال ما روي عنه في الحديث و القراءة.

و السبب في ذلك أن نصوص الكتاب و الحديث يتم نقلها رواية عن النبي عليه الصلاة و السّلام، و ليس لعالم أن يتصرف من قبل علمه في هذه الرواية.

فالنحويون متفقون على أن الرواية سنة متبعة و ليس لأحد أن يقرأ غير ما روي. و بما أن القرآن تعددت قراءاته لأنه أنزل على سبعة أحرف فإن كل قراءة ثبتت بالإسناد إلى الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم تعتبر صحيحة، مثل القراءات السبع المتواترة في إجماع الأمة، و الثلاث المتواترة عند القراء. و قد اعترف جمهور النحاة بأن كل قراءة سنة.

و إذا كان تعليل الرواية و بيان وجهها في مقاييس اللغة العربية يعد إسهاما في إثراء النحو فإن مجرد الأخذ بالقراءة دون تعليل أو تأويل يعد خارجا عن الوضع الواعي لعلم النحو.

غير أن هذا لا يقلل من شأن المجهود الذي قام به الدكتور عبد العال في تتبع القراءات المنسوبة إلى ابن هرمز. و الملاحظ أن منها ما يندرج في السبع، و ليس فيها ما يستدعي بحثا نحويا سوى قراءة الرفع في المضارع بعد حتى في قوله تعالى: (حَتّٰى يَقُولَ اَلرَّسُولُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) (البقرة-الآية 214) . و قد بيّن مكي في «الكشف عن وجوه القراءات» أن الفعل المضارع ينتصب بعد حتى، إذا كانت بمعنى «كي» أو بمعنى «إلى أن» و أنه يرتفع في حالتين، إحداهما أن يكون السبب الذي أدى الفعل الذي قبل «حتى» قد مضى، و الفعل المسبب لم يمض مثل: «مرض زيد حتى لا يرجونه» و الثانية، أن

ص53

يكون الفعلان جميعا قد مضيا نحو قولك سرت حتى أدخلها أي سرت و قد دخلت و هي حكاية للحال. و على هذا الوجه يرتفع الفعل في هذه القراءة (25).

أما القراءات التي لم ترد في السبع، و نميت إلى ابن هرمز، فمنها ما ذكر في مشكل الإعراب، مثل قراءة النصب. في(فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشٰاءُ) (البقرة-الآية 284) (26) و قراءة الرفع في قوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّٰ تَعْدِلُوا فَوٰاحِدَةً)  (النساء-الآية 3) (27)  .و النصب في قوله تعالى:  (يٰا جِبٰالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ اَلطَّيْرَ ) (سبأ-الآية 10 )(28) (وَ قِيلِهِ يٰا رَبِّ إِنَّ هٰؤُلاٰءِ قَوْمٌ لاٰ يُؤْمِنُونَ) (الزخرف- الآية 88) (29).

و لقد أوضح العلماء أوجه هذا الإعراب، و بالخصوص في كتاب مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب.

أما القراءات الشاذة المنسوبة إلى ابن هرمز، فإن منها ما يثير الانتباه، و التساؤل عن مدى صحة إسنادها إليه، و عمن أخذها هو، لأنه لن يتصرف فيها برأيه. و منها على سبيل المثال، سكون الهاء في قوله تعالى: (يٰا حَسْرَةً عَلَى اَلْعِبٰادِ) (يس-الآية 29) . و يقول ابن جني فيها نظر لأنه لا يحسن الوقف عليها دون المتعلق بها. و إذ صحت عنه، فإن لها نظيرا في قراءة نافع، بتسكين «محياي» في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ) (الأنعام – الآية 146) (30) و منها أيضا ما نسب إليه، في قراءة: (اَللاّٰتِي أَرْضَعْنَكُمْ) (النساء-الآية 123) بلفظ الواحد. و يقول ابن جني إنه ينبغي أن تكون «التي» هنا جنسا فيعود الضمير إلى معناه دون لفظه مثل قوله تعالى: وَ اَلَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُتَّقُونَ) (الزمر – الآية 32) (31). و نسبت إليه أيضا قراءة: (وَ إِذْ أَخَذَ اَللّٰهُ مِيثٰاقَ اَلنَّبِيِّينَ لَمٰا آتَيْتُكُمْ) (آل عمران-الآية 81) . و قد عللها أبو الفتح بزيادة من «فتكون لمن ما» ثم صارت لممّا فالتقت ثلاث ميمات، فثقلن فحذفت الأولى و بقي لمّا) (32).

ص54

و التكليف في هذا التوجيه واضح، و الأصوب هو التثبت قبل كل شيء من صحة الرواية قبل محاولة التوجيه.

و الخلاصة أن إسهام ابن هرمز في وضع النحو ليس بواضح كل الوضوح فيما عدا إثارة انتباه العلماء و محاولة توجيه القراءات الشاذة المنسوبة إليه.

ص55

_____________________

(1) ياقوت: معجم الأدباج، ج 6 ص 2749.

(2) الحلقة المفقودة، ص 79.

(3) الزبيدي: طبقات النحويين، ص 27.

(4) الحلقة المفقودة، ص 79 نقلا عن الزركشي في البرهان.

(5) ابن جني: المحتسب، ج 2 ص 266.

(6) ابن جني: المحتسب، ج 1 ص 303.

(7) صحيح مسلم باب الإيمان.

(8) السيوطي: بغية الوعاة، ج 2 ص 345.

(9) الزبيدي: طبقات النحويين، ص 28.

(10) الحلقة المفقودة، ص 89.

(11) المصدر نفسه، ص 91.

(12) ابن جني: المحتسب، ج 2 ص 32-نقله عبد العال، الحلقة المفقودة، ص 92.

(13) ابن جني: المحتسب، ج 1 ص 338، نقله عبد العال، الحلقة المفقودة، ص 93.

(14) المصدر نفسه، ج 1 ص 269 نقله عبد العال، الحلقة المفقودة ص 94.

(15) المصدر نفسه، ج 1 ص 235 نقله عبد العال ص 95.

(16) المصدر نفسه، ج 1 ص 180 نقله عبد العال ص 97.

(17) المصدر نفسه، ج 1 ص 98 نقله عبد العال ص 96.

(18) القفطي: إنباه الرواة، ج 2 ص 981.

(19) نفس المصدر و الصفحة نفسها.

(20) الأغاني، ج 11 ص 311.

(21) أبو الطيب اللغوي: مراتب النحويين، ص 30-31.

(22) الزبيدي: طبقات النحويين، ص 26.

(23) نفس المصدر و الصفحة نفسها.

(24) راجع التقصي لابن عبد البر.

(25) ابن مالك: التوضيح و التصحيح، ص 192.

(26) الحلقة المفقودة، ص 57 نقلا عن الوقف و الابتداء لابن الأنباري.

(27) ابن جني: المحتسب، ج 1 ص 289، الحلقة المفقودة ص 88.

(28) مكي: الكشف، ج 1 ص 289، الحلقة المفقودة، ص 65-66.

(29) الحلقة المفقودة، ص 78.

(30) مكي: مشكل إعراب القرآن، ج 1 ص 181، الحلقة المفقودة ص 72.

(31) المصدر نفسه، ج 2 ص 204، الحلقة المفقودة، ص 73.

(32) المصدر نفسه، ج 2 ص 285، الحلقة المفقودة، ص 83.