الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الخبر
المؤلف: أحمد الهاشمي
المصدر: جواهر البلاغة
الجزء والصفحة: ص53-56
26-03-2015
2674
الخبر: كلامٌ يحتملُ الصدق والكذب لذاته (1)
(أ) إما إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة، إذا كان جاهلا له، ويسمى هذا النوع «فائدة الخبر» نحو «الدين المعاملة» .
(ب) وإما إفادة المخاطب أن المتكلم عالم أيضا بأنه يعلم الخبر كما تقولُ: لتلميذ أخفى عليك نجاحه في الامتحان - وعلمته من طريق آخر: أنت نجحت في الامتحان، ويسمى هذا النوع.
«لازمَ الفائدة» لأن يلزم في كل خبر أن يكون المخبر به عنده علمٌ أو ظَن به.
وقد يخرج الخبر عن الغرضين السابقين إلى أغراض أخرى تستفاد بالقرائن، ومن سياق الكلام: أهمها:
(1) الاسترحام والاستعطاف، نحو إني فقير إلى عفو ربي (3)
(2) وتحريكُ الهمة إلى ما يلزم تحصيله، نحو: ليس سواء عالم وجهول.
(3) وإظهار الضعف والخشوع، نحو (ربّْ إني وَهنَ العظم منيّْ) .
(4) وإظهار التحسر على شيء محبوب نحو (رب إني وضعتها أنثى) .
(5) وإظهار الفرح بمقبل - والشماتة بمدبر، نحو (جاء الحق وزهق الباطل) .
(6) والتوبيخ كقولِ: للعاثر: (الشمس طالعةٌ)
(7) التَّذكير بما بين المراتب من التَّفاوت - نحو: (لا يستوي كسلان ونشيط) .
(8) التحذير - نحو (أبغضُ الحلال إلى الله الطلاق) .
(9) الفخر نحو: إن الله اصطفاني من قريش
(10) المدح كقوله:
فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبدُ منهنَّ كوكب
وقد يجيء لأغراض أخرى - والمرجع في معرفة ذلك إلى الذوق والعقل السليم.
_________
(1) أي بقطع النظر عن خصوص المخبر، أو خصوص الخبر - وإنما ينظر في احتمال الصدق والكذب إلى الكلام نفسه لا إلى قائل: وذلك لتدخل الاخبار الواجبة الصدق كأخبار الله تعالى، وأخبار رسله، والبديهيات المألوفة - نحو السماء فوقنا - والنظريات المتعين صدقها، لا تحتمل شكا كاثبات العلم والقدرة للمولى سبحانه وتعالى - ولتدخل الأخبار لواجبة الكذب كأخبار المنبئين في دعوى النبوة.
(2) فمطابقة النسبة الكلامية للنسبة الخارجية ثبوتا ونفيا صدق - وعدم المطابقة كذب - فالنسبة التي دل عليها الخبر وفهمت منه تسمى كلامية، والنسبة التي تعرف من الخارج بقطع النظر عن الخبر تسمى خارجية- فحينئذ هناك نسبتان نسبة تفهم من الخبر، ويدل عليها الكلام وتسمى النسبة الكلامية - ونسبة أخرى تعرف من الخارج بقطع النظر عن الخبر وتسمى النسبة الخارجية.
(3) فليس الغرض هنا إفادة الحكم، ولالازم الفائدة، لأن الله تعالى عليم ولكنه طلب عفو ربه، ولهذا ترى في الكلام العربي أخبارا كثيرة لا يقصد بها افادة المخاطب الحكم، ولا أن المتكلم عالم به، فتكون قد خرجت عن معناها الأصلي السالف ذكره إلى أغراض أخرى.