x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الردف
المؤلف: أبو يعلى التنوخي
المصدر: القوافي
الجزء والصفحة: ص8-9
24-03-2015
2350
وهو مأخوذ من ردف الراكب لأن الروي أصل فهو الراكب، وهذا كردفه. وهو يكون من أحد ثلاثة أحرف: الواو، والألف، والياء.
وقد تكون الواو ردفا مع ضم ما قبلها وفتحه، وكذلك الياء مع كسر ما قبلها وفتحه.
والياء التي قبلها كسرة تسمى الحزم المرسل، والتي قبلها فتحة تسمى الحزم المنبسط. وكذلك هو في الواو، إذا انضم ما قبلها أو انفتح. ويقال أيضاً لما انفتح ما قبله من الياءات والواوات الثواني.
فأما الألف فلا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ولا تكون إلا ردفاَ محضاً. والردف ما كان الروي بعده بغير حاجز في المطلق والمقيد. فالذي ردفه واو قبلها ضمة قول الشاعر:
فَلَسْتُ لإِنْسِيٍّ وَلكِنْ لِمَلْأكٍ ... تَحَدَّرَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ
والذي ردفه واو قبلها فتحة قول الراجز:
وَمَشْيُهُنَّ بِالخَبيبِ مَؤرُ ... كَمَا تَهَادى الفَتَيَاتُ الزَّوْر
وكقول الشاعر:
يا أيها الرَّاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتُه ... سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هَذِهِ الصَّوْتُ
وكقول:
لَئِن كُنْتَ لا تَدْرِي مَتى أنْتَ مَيِّتٌ ... فإِنَّكَ تَدْرِي أَنَّ غايَتَكَ المَوتُ
وكقول بعض المحدثين وينسب إلى بعض ملوك الهند:
ثِنْتَانِ مِنْ هِمَّتي لا يَنْقَضي أَسَفِي ... عَلَيْهمَا أَبّداً مِنْ خِشْيَةِ الفَوْتِ
لَمْ أَحبْ منتجع الدُّنْيا بِجُمْلَتِها ... وَلا حَمَيْتُ الوَرَى مِنْ صَوْلَةِ المَوْتِ
والذي ردفه ألف كقول امرئ القيس:
وَهَلْ يَنْعَمَنْ إلاَّ سَعيدٌ مُخَلَّدٌ ... قَلِيلُ الهُمُومِ مَا يَبِيْتُ بِأوْجَالِ
سئل بعضهم عن معنى هذا البيت فقال: هو كما يقال: عاش من لا عقل له.
والذي ردفه ياء مكسور ما قبلها قول الشاعر:
وَكَأَينَ رَأَيْنَا مِنْ غَنيٍّ مُذَمَّمٍ ... وَصُعْلُوكِ قَوْمٍ ماتَ وَهْوَ حَمِيدُ
وما كان ردفه ياء مفتوح ما قبلها فقوله:
بَنَاتُ وَطَّاءِ عَلَى خَدِّ اللَّيل ... لا يُشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ
وأصحاب الشافعي ينشدون أبياتاً على هذا المنهاج يستدلون بها على أن الطلاق في غير الأزواج من طريق اللغة. ولا شك أنها لبعض المحدثين وهي:
خُذْهَا إِلَيكَ فَإِنَّ وُدَّكَ طَالِقٌ ... مِنِّي وَلَيْسَ طَلاَقَ ذَاتِ البَيْنِ
فَإِنِ ارْعَوَيْتَ فإِنَّهَا تَطْلِيقَةٌ ... وَيَدُومُ وُدُّكَ لِي عَلَى ثِنْتَيْنِ
وَإنِ التَوَيْتَ شَفَعْتُهَا بِمِثَالِهَا ... فَيكُونُ تَطْلِقَيْنِ في ظَهْرَيْنِ
وَإذا الثَّلاثُ أَتَتْكَ مَنِّي بُتَّةً ... لَمْ تُغْنِ عَنْكَ وِلايةُ السِّرَّيْنِ
وذكر سيبويه أن فتح ما قبل الواو والياء لا يجوز. وقد استعملت الشعراء ذلك.
ومما ورد بالفتح أيضاً قول الشاعر:
لَعَمْرُكَ ما أَخْزَى إذا ما سَبَيْتَنِيَ ... إذا لَمْ نَقُلْ بَطْلاً عَلَيَّ وَمَيْنَا
وَلَكِنَّما يَخْزَى امْرُؤ تَكْلِمُ اسْتَهُ ... قَنَا قَوْمِهِ إذا الرِّمَاحُ هَوَيْنَا
وقد ذكر ما ذهب إليه سيبويه أبو بكر الخزاز العروضي.
فأما الواو والياء فتتعاقبان إذا كانتا ردفين في القصيدة الواحدة، فتكون الواو ردفاً في بيت والياء في آخر. فيأتي الواو المضموم ما قبلها مع الياء المكسور ما قبلها؛ الواو المفتوح ما قبلها مع الياء المفتوح ما قبلها.
ولو سلمت القصيدة على شيء واحد، لكان أحسن، لا سيما إن كانت القافية منفذة.