x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الحركات اللازمة
المؤلف: أبو يعلى التنوخي
المصدر: القوافي
الجزء والصفحة: ص11-12
24-03-2015
2624
وهي ست: الرس، والإشباع، والمجرى، والحذو؛ والتوجيه، والنفاذ.
1-الرس
فالرس حركة ما قبل ألف التأسيس، مثل حركة الصاد في قوله:
لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالحَصَىوَلاَ زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ ما اللهُ صَانِعُ
فحركة الصاد رس، والألف تأسيس، والنون دخيل، والعين روي، والواو وصل، وكأن الرس: القلة والخفاء، ومنه رسيس الهوى أي بقيته. فكأن حركة ما قبل الألف حس خفي. ومنه قول علقمة ابن عبدة:
رَسٌّ كَرَسِّ أَخِي الحُميَّ إذا غَبَرَتْ ... يَوْماً تَأَوَّبَهُ مِنْهَا عَقَابِلُ
وكان أبو عمر الجرمي لا يعتد بهذه الحركة في اللوازم، لأن ما قبل الألف لا بد أن يكون مفتوحاً.
والأمر على ما ذكر، إلا أنه يلزمه في الدخيل ألا يعتد بالحركة، لأنه لا يكون إلا متحركاً بإحدى ثلاث الحركات، فإن قيل: الحركات تختلف، قيل فنلزم أن نفرد لكل حركة من حركات الدخيل اسماً إذا انفردت بالقصيدة.
ويلزمه أيضاً ألا يعتد بالجهل فيما ردفه بالألف، لأنه لا يكون قبلها إلا فتحة.
2-الإشباع
الإشباع حركة الدخيل أية حركة كانت، مثل كسرة الهاء في قول زهير:
وَإذْ أَنْتَ لَمْ تُقْصِرْ عَنِ الجَهْلِ وَالخَنَا أَصَبْتَ حَلِيْماً أَوْ أَصَابَكَ جَاهِلُ
وكضمة الياء في قول النابغة:
سُجُوداً لَهُ غَسَّانُ يَرْجُونَ فَضْلَهُ ... وَتُرْكٌ وَرَهْطٌ الأعْجَمِينَ وَكابُلُ
وكفتحة اللام في قول الشاعر:
إذَا كُنْتَ ذَا ثَرْوَةٍ مِنْ غِنَى ... فَأنْتَ المُسَوَّدُ فِي العَالَمِ
وهذه الحركات تتعاقب، إلا أن الكسرة مع الضمة أخف كراهة من الفتحة مع إحداهما وإذا اختلف حركات الإشباع سمي ذلك سناداً. ويأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
وقيل: هذه الحركات إشباع من قولك: أشبعت الثوب. إذا أحكمته وقويته، ولا يمتنع أن يكون مأخوذاً من أن هذه الحركة لا يمكن فيها من الحذف ما يمكن في حركة الروي، وهاء الوصل اللتين بعدها، لأنهما قد تحذفان تارة وتثبتان أخرى، ولا يمكن في حركة الدخيل الحذف، بل يأتي أبداً مشبعاً بالحركة.
3-المجرى
والمجرى حركة الروي مثل حركة الميم في قول زهير:
رَأيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
فالميم روي، وحركتها بالكسر مجرى، والياء وصل. وكذلك حاله في الرفع والنصب. وقيل لها مجرى لأن الروي يجري فيها.
4-الحذو
والحذو حركة ما قبل الردف واوا كان أو ألفاً أو ياءً. فإن كان الردف واواً، فالحذو ضمة وإن كان الردف ألفاً، فالحذو فتحة. وإن كان ياء فالحذو كسرة وقد يجئ قبل الواو والياء فتحة.
فالذي حذوه فتحة وردفه ألف مثل قوله:
أَلا أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالي وَهَلْ يَنْعَمَنْ مَنْ كَانَ في العُصُرِ الخَالِي
فتحة الخاء حذو، والألف ردف، واللام روي، وحركتها مجرى، والياء وصل وما كان حذوة ضمة فقول زهير:
مَتى تَكُ في صَدِيْقٍ أَوْ عَدُوٍّ ... تُخَبِّرْكَ الوُجُوهُ عَنِ القُلُوبِ
وما كان حذوه كسرة فقوله:
فَإْنْ تَسْأَلُوني بِالنّسَاءِ فإنَّني ... خَبيْرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبيْبُ
وأما ما كان ردفه واوا مفتوحاً ما قبلها فكقوله:
يا أيُّها الرَّاكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ ... سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هَذِهِ الصَّوْتُ
وما كان ردفه ياء مفتوحاً ما قبلها فكقوله:
ذَكَرْتُ أَهْلَ دُجَيْلٍ ... وَأَيْنَ مِنِّي دُجَيْلُ
وكقول الراجز:
مَالِي إِذ أَجْذِبْها صَأَبْتُ ... أَكِبَرُ قَدْ غَالَنِي أَمْ بَيْتُ
وسمي الحذو حذواً من قولك: حذوت فلاناً، إذا جلست بحذائه: فكأنه محاذٍ للردف.
5-التوجيه
والتوجيه له موضعان: المقيد والمطلق وهو حركة ما قبل الروي. فهو في المقيد مثل حركة الفاء في قوله:
لاَ وَأَبيْكِ ابنَةَ العَامِرِيِّ ... لاَ يَدَّعِي القَوْمُ أَنِّي أفِرْ
فكسرة الفاء توجيه، وكفتحة الطاء في قول سويد بن أبي كاهل:
رُبّ مَنْ أنْضَجْتُ غَيظاً كَبِدَهُ ... قَدْ تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لَمْ يُطَعْ
وقد تجتمع ثلاث الحركات في التوجيه سواء كان الشعر مطلقاً أو مقيداً وتسلميه أحسن، لا سيما في المقيد. قال امرؤ القيس:
لا وَأبِيكِ ابنَةَ العَامِرِيِّ ... لا يَدَّعِي القَوْمُ أنِّي أَفِرْ
تَمِيْمُ بْنُ مُرٍّ وَأشْيَاعُهَا ... وَكِنْدّةُ حَوْلي جَمِيْعاً صُبُرْ
إذا رَكِبُوا الخَيْلَ وَاسْتَلئَمُوا ... تَحَرَّقَتِ الأرضُ واليَومُ قُرْ
والتوجيه في المطلق كحركة اللام في قول الشاعر، وهو زهير:
بَانَ الخَليطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا ... وَزَوَّدُوكَ اشتِياقاً أيَّةً سَلَكُوا
ففتحة اللام في سلكوا توجيه. وقد تجيء معها الضمة والكسرة.
قال زهير في هذه القصيدة:
مُقْوَرَّةٌ تَتَبَارى لا شِوَارَ لَها ... إلاَّ القطُوعُ عَلَى الأكْوَارِ والوُرُكُ
وقال فيها أيضاً:
يَا حَارِ لاَ أرْمَينَ مِنْكُمْ بِدَاهِيَةٍ ... لَمْ يَلْقَهَا سُوقَةٌ قَبْلي وَلا مَلِكُ
ولا يتأتى التوجيه في المترادف.
ولم يذكر أصحاب القوافي المتقدمون من أي شيء أخذ التوجيه. وذكر بعض المتأخرين أنه مأخوذ من توجيه الفرس. وهو دون الصدف الذي هو تباعد ما بين الفخذين في تدان من العرقوبين في ميل من الرسغين، فيكون أصل ذلك الاختلاف.
6-النفاذ
والنفاذ حركة هاء الوصل بالضم والفتح أو الكسر، لأن الهاء كانت في الأصل ساكنة فنفذت فيها الحركة.
فالنفاذ بالضم كقوله:
وَبَلَدٍ عَامِيَةٍ أعْماؤُهُ
وقوله:
فَتىً جَمِيلٌ حَسَنٌ شَبابُهُ
والنفاذ بالفتح كقول بشر بن أبي خازم:
وَغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا ... فَبَاتَتْ وَحَاجَاتُ الفُؤَادِ تُصِيْبُهَا
والنفاذ بالكسر كقوله:
إِنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ من أَدِيمِهِ
الميم ورى وحركة الدال حذو والياء ردف وحركة الميم مجرى والهاء وصل وحركتها نفاذ.