فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

يشعرُ الوالدانِ بخَيبةٍ وإحباطٍ كبيرينِ حينَما يظهَرُ على عِدَّةٍ مِن أبنائِهم بعضُ التَغَيُّراتِ الملحوظَةِ في السُّلوكِ والآدابِ التي حَرَصا على أنْ يُرَبِيَّانِهِ عَليها.

لقد كانَ صغيراً فيحرُصُ على أنْ يهتَمَّ بتنظيفِ أسنانِهِ قبلَ النّومِ مثلاً، لكنّهُ لم يَعُدْ يكترثْ بهذا السّلوكِ ... كما أنَّهُ اعتادَ على أنْ يقولَ (شُكراً) و (رَجاءً) و (مِن فَضلِك) و (آسِف) لكنَّهُ غَيَّرَ مِن أُسلوبِهِ إلّا في مواقِفَ محدودةٍ، كما وأنَّهُ قد يُصبِحُ عَصَبيّاً حادَ المِزاج ِلا يُمسِكُ لسانَهُ ويَدَهُ!

إنَّ حُزنَكُما قد يكونُ لهُ وجهٌ مقبولٌ، فإنَّ سقيَكُما لزهرةِ حياتِكُما وقُرَّةِ عينِكُما -ابنِكُم -يدفَعُكما الى الرّغبةِ بمشاهدةِ ثمارِهِ وتذوُّقِ حَلاوَةِ جُهدِكُما في تربيَتِهِ!

إنَّ هناكَ عِدَّةَ أسبابٍ تدفعُ الى أنْ يُغَيِّرَ المراهقُ -أو ابنُكُم البالِغُ-سلوكَهُ الحَسَنَ الى سيءٍ، أو يتركُ بعضَ الآدابِ التي اعتادَ عليها، أو أنَّهُ قد يكتَسِبُ بعضَ العاداتِ الخَطِرَةِ كتناوُلِ الكحولِ او المُخَدِّراتِ أو التدخينِ مِنها:

أولاً: شعورُهُ بالوَحدةِ والاغترابِ، وأنَّهُ يعيشُ في عُزلةٍ نابعةٍ عَن قِلَّةِ الاهتمامِ أو الإقصَاء.

ثانياً: كَثرَةُ تعنيفِهِ، فيشعُرُ بأنَّهُ غيرُ مَقبولٍ بينَ أقرانِهِ وأنَّهُ لا يرغَبُ بهِ أحدٌ في البَيتِ.

ثالثاً: الدلالُ الزائدُ، وفسحُ المجالِ أمامَهُ ليصْرِفَ ويُسافِرَ دونَما رَقابةٍ أو مُحاسَبةٍ تربويّةٍ.

رابعاً: التحفيزُ السَّلبيُّ، كأَنْ يُقالُ لهُ قد أصبَحتَ بالغاً فأنتَ حُرٌّ في سُلوكِكَ، فيُكَوِّنُ قناعاتٍ مغلوطةً عن الحُريّةِ ويتصرَّفُ في إطارِها المُنفَلِتِ.

خامساً: إكتِسابُ تَصوُّراتٍ خاطئةٍ مِنَ الأصدقاءِ والمُحيطِ، عَن كَونِ الاحترامِ واستخدامِ العِباراتِ المُؤدَّبةِ تدُلُّ على الضَّعفِ والمُيوعَةِ، وأنَّ الشابَّ عليهِ أنْ يكونَ لا أُباليّاً وعنيفاً ليُثبِتَ وجودَهُ! أو حتى يكونَ رَجُلاً عليهِ أنْ يتناوَلَ الدُّخانَ والمُخدِّراتِ وغيرَها ...

سادساً: مرورُهُ بأزمةٍ نفسيّةٍ، كالرُّسوبِ أو الفَشَلِ في عَلاقاتِهِ الاجتماعيّةِ، لعلَّ هذهِ بعضُ الأسبابِ الواقعيّةِ التي تدفَعُ بالأبناءِ الى أنْ يُغيِّروا مِن سُلوكِهِمُ الحَسَنِ الى سَلبيٍّ، فيَتَحَتَّمُ على الآباءِ والأُمَّهاتِ والمُرَبِّينَ أنْ يبذُلُوا جهودَهُم في مُواصَلَةِ وظيفتِهِم التربويّةِ؛ لأجلِ مُساعَدةِ أبنائِهِم، وتغييرِ قناعاتِهِم المغلوطَةِ، وتصحيحِ مساراتِهِم في الحياةِ.