قد تمتلك الفكرة ولا تجد أتباعا وجماهير يشاركونك الإيمان بها، وكثيرا ما يواجه المرء صعوبة في اجتياز قناعات الناس واستمالتهم لجهته وكسبهم لرؤيته.
وحتى يكسب المرء الناس إلى أفكاره وآرائه ووجهات نظره المحقة، ينبغي عليه أن يتوسل بطرق وأساليب ينطلق منها في الحوار مع الآخر؛ لأن الفكرة أو الرأي، أو وجهة النظر المحقة والخيرة لكي يقنع المرء الناس بها، ويكسبهم إليها، يجب أن يعتمد على أساليب وقواعد لذلك، منها:
أولا: تجنب الجدال مع الطرف الآخر، فإن أفضل السبل لحسم الجدل هو تجنب أسبابه، لأن الانتصار في الجدل يكون غالبا نصر أجوف، لأنك ستخسر حسن علاقتك بمحدثك، وقد تصير العلاقة معه غير طيبة.
ثانيا: احترام آراء الشخص الآخر، والابتعاد عن التقليل من قيمة وجهة نظره، والأسلوب الأفضل أن يكون حواره حياديا حتى وإن بدا له بأن المتحدث قد أخطأ، أو جزم بخطئه، فالأفضل أن يقول له: مع احترامي لرأيك، فأنا أرى رأيا آخر، وقد أكون مخطئا، فإذا كنت قد أخطأت، فلتصحح لي خطئي، فدعنا نمحص ونراجع الآراء.
ثالثا: التسليم بالخطأ، فإذا أدرك المرء بأنه على خطأ، فينبغي أن يسبق الشخص الآخر الى التسليم بخطئه، إذ إن التسليم بالأخطاء دليل على سمو النفس ونكران الذات أمام الحقيقة.
رابعا: اعتماد الرفق واللين وترك الغضب، إذ لا يمكن إقناع أي شخص عبر أساليب الإرغام والعنف، ومن هنا فاستعمال الرفق واللين مع الآخرين أمر يساعد على إقناعهم بالآراء ووجهات النظر.
خامسا: ابتعد عن نقاط الاختلاف، فلا تبدأ مع الآخر بذكر نقاط الاختلاف، بل بذكر نقاط الاتفاق.
سادسا: الأفضل في إقناع شخص آخر بآراء معينة هو إتاحة الفرصة له لكي يتوصل إلى تلك الآراء بنفسه تدريجيا؛ حتى يشعر بأن الرأي الذي توصل إليه هو رأيه وأن الفكرة فكرته.
سابعا: إذا شاء المرء أن يغير طباع الناس، ويقنعهم بأفكاره ووجهات نظره الصحيحة لزم أن يخاطب كوامن النبل والخير فيهم.