قد يبرز سوء الظن بصورة طفيفة، وقد يبرز بصورة حادة ومتأصلة بشكل مرض نفسي، وعلى أية حال فيمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة للموضوع، منها:
أولا: كثيرا ما تكون دوافع سوء الظن، الانتقام والحقد والحسد، فلو عجز الإنسان عن الانتقام من خصومه بصورة علنية أو فضحهم باللسان لهجم من منطقة الفكر والقلب عن طريق اتهامهم بالقبائح ولومهم وتوبيخهم عليها ليشفي غليله بهذه الطريقة.
ثانيا: أحيانا يكون سبب سوء الظن هو عدم صفاء نفسية الإنسان، كما أن حسن الظن الكثير بالآخرين، قد ينبع من صفاء وطهارة روح المرء، ويظهر هذا لدى البسطاء وقليلي الاطلاع بصورة أوضح.
ثالثا: تبرئة الذات أو تبرير فعلها أمام محكمة الوجدان (الضمير): يعتبر هذا عاملا آخر من عوامل سوء الظن أيضا؛ لأن الإنسان يحاول أن يجد له شركاء في ذنبه عن هذا الطريق، فيظن بالآخرين سوءا ليبرر قبائحه أو يقلل من أثرها أو يظهرها بمظهر طبيعي.
رابعا: قد ينشأ سوء الظن أحيانا من التكبر وحب النفس؛ لأن أمثال هؤلاء يرغبون بالتقدم على الأقران بأية وسيلة، لذا يحاولون التفكير بإيجاد عيوب لهم كي يصغروهم ويعظموا أنفسهم.
خامسا: مصاحبة الأشرار: فغالبا ما تكون ملاكات آراء الإنسان الكلية استقراءات ناقصة للأفراد الذين يتعامل معهم، كما أن آراء الناس، حول مدينة أو قرية أو شعب من الشعوب، نابعة من خلطائهم، فلو كانوا أشرارا لساء ظنهم بالجميع طبعا.