فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

لماذا يهتمُّ الإعلامُ العِلمانيُّ المُتَطرِّفُ بقضايا حسّاسةٍ كالمشاجراتِ الزوجيّةِ الطافِيةِ عِبرَ الـ (سوشيال ميديا) ويُبرِّزُها على أنَّها واقعٌ رائجٌ ؟!

والمؤسِفُ حقّاً هوَ التفاعُلُ العاطفيُّ للمُتلقّي - مَهما كانَ نوعُهُ : رقميّاً افتراضيّاً ، أو حقيقياً واقعيّاً - فالاندفاعُ معَ تيارِ الإعلامِ بدونِ تفعيلٍ لفلترِ الوَعيِّ هوَ دعمٌ و إنجازٌ للجهاتِ التي تقِفُ وراءَ طبيعةِ ذلكَ الإعلامِ المُتصيِّدِ للمشاكلِ الأُسريّةِ؛ فممّا لا يجهلُهُ أحدٌ أنَّ المشاكلَ في الحياةِ الزوجيّةِ هيَ قضيّةٌ ليستْ غريبةً ولا بجديدةٍ في المجتمعاتِ الإنسانيةِ، وإنَّ المشاجراتِ أمرٌ لا تخلو منهُ أيُّ أُسرةٍ مَهما كانتْ مثاليّةً؛ فحتى الأنبياءِ والذينَ نعتقِدُ باستقامةِ ذواتِهم لم تكُنْ حياةُ بعضِهم معَ زوجاتِهم ورديّةً ، فما بالُكم بمَن هُم دونَهم !

على الفردِ المُتلقّي - بكُلِّ أجناسِهِ وجنسياتهِ - أنْ يستعملَ ضوابطَ تلقي الأخبارِ في الإعلامِ – ويتثبَّتَ ويُمحِّصَ كُلَّ ماتَبُثّهُ المواقعُ والفضائياتُ وخصوصاً المشهورةُ منها بأنّها مصدرٌ للتصعيّدِ وتصيّدِ القضايا الحسّاسةِ التي تُجذِّرُ المشاكلَ الأسريّةَ والاجتماعيةَ ولا تُساهِمُ بحلِّها  - فمَهما كانَ انتماؤكَ - فإنْ كُنتَ مُسلِماً-  فإنَّ كتابَكَ يقولُ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } وقالَ في آيةٍ أخرى حاثّاً فيها المؤمنينَ على ضرورةِ أنْ لا يُذيعوا أيَّ أمرٍ يُهدِّدُ أمنَ المجتمعِ إلا بعدَ عرضهِ على المختصينَ الموثوقينَ :  {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }

وإذا كُنتَ مِن أتباعِ الكتابِ المُقدّسِ بعهديهِ؛ فقد وردَ في سِفرِ الأمثالِ مِنَ العهدِ القديمِ / الإصحاحِ الثاني: فالعقلُ يحفظُكَ والفَهمُ ينصُرُكَ: "لإنقاذِكَ مِن طريقِ الشرِّيرِ ومِنَ الإنسانِ المُتكلّمِ بالأكاذيبِ: التاركينَ سُبلَ الاستقامةِ للسلوكِ في مسالكِ الظُّلمةِ: الفَرِحينَ بفعلِ السّوءِ المبتهجينَ بأكاذيبِ الشّرِ".

فكُلُّ الأديانِ والمِلَلِ تأمُرُ بضرورةِ عدمِ الانجرارِ وراءَ المصادرِ المثيرةِ للتفرّقِ والتمزّقِ الأسريِّ والاجتماعيِّ؛ فكُنْ حريصاً على التحقُّقِ مِنَ الأخبارِ ثُمَّ قَيِّمْ ذلكَ بميزانِ العَقلِ والدّينِ القَيِّمِ فهُما طريقا السّلامِ والمَحبّةِ .