الفطرة، هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها، وجعلهم مفطورين عليها، وعلى محبة الخير وإيثاره وكراهة الشر ودفعه، وفطرهم على حب المعرفة والكمال.
إننا نؤمن ونعتقد أن الطفل يحمل في تكوينه فطرة صافية ذات قابليات مختلفة ومتضادة، فهي مؤهلة لاختزان كل ما يلقى إليها من مبادئ الخير أو عناصر الشر، تماما كالأرض الخصبة في قابليتها لتقبل كل ما يبذر فيها من ورد أو شوك، أو كالعجينة اللينة القابلة للتشكل بصور عديدة ومختلفة، قال تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما روي عنه: (كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
فنزعة الشر لدى الإنسان نزعة مكتسبة وليست فطرية متأصلة، وما نص عليه الكتاب والسنة أكدته مسيرة التجربة التربوية، فإنها قد أثبتت أنه ليس هناك أطفال يستعصون على الترويض والتهذيب، وما يحكى عن حالات ونماذج فشلت معها كل المحاولات التربوية في ترويض بعض الأطفال هي حالات نادرة جدا، وربما كان الخطأ في أسلوب التربية المعتمدة مع هذه الحالات.