لا تَصحَبِ المائقَ فإنّهُ يُزيِّنُ لكَ فِعلَهُ، ويَودُّ أنْ تكونَ مِثلَهُ

جاء في كتابِ (أخلاقِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام)

للسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان

127- قالَ أميرُ المؤمنينَ -عليهِ السَّلام-:

(لا تَصحَبِ المائقَ فإنّهُ يُزيِّنُ لكَ فِعلَهُ، ويَودُّ أنْ تكونَ مِثلَهُ)

الدّعوةُ إلى انتقاءِ الصّاحبِ، والصّديقِ، والمُعاشَرِ، واختيارِهِ وإخضاعِهِ لاختبارٍ أخلاقيٍّ، أُسريٍّ، عَقائديٍّ، بما يجعلُ الإنسانَ في أمانٍ مِن شرِّ الانعكاسِ، والأخذِ السّلبيِّ، وانتقالِ الصّفاتِ السّيئةِ، فيخسرُ الفردُ نفسَهُ عندئذٍ جرّاءَ الصّاحبِ المُعاشَرِ.

وقدْ حَذّرَ (عليهِ السّلام) مِن صُحبةِ الأحمقِ؛ لأنّهُ يعاني مِن نسبةِ خَللٍ عقليٍّ، بَلْ قَدْ وردَ تعريفُ الحُمقِ في بعضِ المصادرِ اللغويةِ بأنّهُ فسادُ العقلِ فتكونُ النتيجةُ أشدَّ. فهو وإنْ يبدو للناظرِ وكأنّهُ متوازنَ التّصرفاتِ إلا أنّهُ سُرعانَ ما يُفصِحُ عَن هويّتِهِ مِن خلالِ تصرفاتِهِ ونَزعاتِهِ وتوجّهاتِهِ ورغباتِهِ مِمّا يترُكُ الخيارَ للفردِ في قطعِ الصِّلةِ او الاقتصارِ على المجاملاتِ الخاليةِ مِنَ المُصاحبةِ الأكيدةِ ، او المُواجهةِ معَ تَحمُّلِ النّتائجِ النّاجمةِ مِن طولِ المُصاحبةِ وكثرةِ المُعاشَرةِ والتّوطُّنِ لذلكَ، ولا يظنَّنَ أحدٌ أنَّ مِنَ المُمكنِ تفادي الوقوعِ في ذلكَ بأخذِ الجَيّدِ واكتسابِهِ وتركِ الرديء؛ لأنّ الكُرةَ لا تكونُ في ملعبِهِ دائماً –كما يقولونَ– بلْ قَدْ يتأثّرُ تلقائياً، وعلى مَرِّ الزّمانِ يتعوّدُ، خصوصاً إذا لم يكنِ الفردُ ذا تجربةٍ وخِبرةٍ يؤهّلانِهِ للانتقاءِ والاختيارِ فيقعُ في مَطبّاتِ تُفقِدُهُ السّيطرةَ على وضعِهِ.

ومِنَ المعلومِ أنّ الصّاحبَ والصّديقَ يكونُ قويَّ التأثيرِ على صاحبِهِ الآخرَ لذا يَفوقُ أحياناً تأثيرَ الوالدينِ أو الاقرباءِ، فإذا عرَفْنا ذلكَ وآمَنّا بهِ أدرَكْنا سِرَّ تحذيرِ الإمامِ (عليهِ السّلام) ودعوتِهُ إلى أنْ لا نصحبَ الأحمقَ الّذي قَدْ عَلّلَ نهيَهُ (عليهِ السّلام) عَن ذلكَ بأنّهُ يُحسِّنُ ويُحبِّذُ لصاحبِهِ مُشاكَلَتَهُ ومُتابعتَهُ وتقليدَهُ على أساسٍ مِن وحدةِ الحالِ، ومِنَ الانفتاحِ، وسائرِ الضّغوطِ التي يَعتادُ ممارستَها في مثلِ ذلكَ. مُضافاً إلى أنّهُ يَتمنّى ويُحبُّ أنْ لا يَنفردَ بالعَملِ لِوحدِهِ بَلْ يكونَ مَعَهُ غيرُهُ فإنْ كانَتْ لائمةً وسَلبيةً في الموقفِ فَلتكُنْ على غيرِهِ أيضاً.

فلابُدَّ للشّبابِ والشّاباتِ خصوصاً مَن هُم في سنٍّ لا تُؤهِّلُهُم – مرحلياً – لاستبطانِ الأمورِ واستخبارِ الحقائقِ أنْ لا يُعمِّقوا أواصرَ العَلاقاتِ المدرسيةِ او المهنيةِ أو في سائرِ المجالاتِ الأخرى التي تكونُ مَجمَعاً للالتقاءِ بَلْ يكتفِي بمجرّدِ التّعارُفِ مِن دونِ مَنحِ المزيدِ مِنَ الثّقةِ؛ لئلّا يصدمُهُ الواقعُ المريرُ والحقيقةُ القاسيةُ المؤلمةُ فتكونُ عداوةً بعدَ صداقةٍ ، وقطعاً بعدَ مُواصلةٍ، وهي خسارةٌ، وقدْ تُشكّلُ متاعبَ نفسيةً أحياناً كثيرةً، فيتعقّدُ مِنَ الانفتاحِ على الآخرينَ فيكونُ مُنطوياً، معَ أنّ الحياةَ تُريدُ مِنهُ الانفتاحَ المعقولَ، المدروسَ، المُسيطرَ عليهِ لا الانفلات.

لا تَصحَبِ المائقَ فإنّهُ يُزيِّنُ . .
أَقَلُّ مَا يَلْزَمُكُمْ لله أَلاَّ . .
القديس أنسلم (1033م ـ 1109م) ..قراء . .
عقيدَتُنا في المَعادِ الجِسمانيِّ . .
أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّه . .
مظاهر التطرف الاجتماعي . .
جدلية تأثُرْ النحو العربي بالمنطق و . .
لا تَجعَلُوا عِلمَكُم جهلاً، ويَقين . .
صندوق المستقبل . .
عقيدَتُنا في المَعادِ الجِسمانيِّ . .
عقيدَتُنا في حَقِّ المُسلِمِ على ال . .
عقيدَتُنا في البَعثِ والمَعاد . .
كَمْ مِن مُستدرَجٍ بالإحسانِ إليهِ، . .
عقيدَتُنا في الدَّعوةِ إلى الوَحدَة . .
الْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَ . .
المَبعَثُ النّبويُّ الشّريفُ . .
المزيد

ENGLISH

بحث في العناوين     بحث في المحتوى     بحث في اسماء الكتب     بحث في اسماء المؤلفين

القرأن الكريم وعلومه
العقائد الأسلامية
الفقه الأسلامي
علم الرجال
السيرة النبوية
الاخلاق والادعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الأدارة والاقتصاد
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الزراعة
الجغرافية
القانون
الإعلام