Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
درع الإنسان في الفراغ: تاريخ وهندسة بدلات الفضاء من ميركوري إلى XEMU

منذ 3 شهور
في 2025/08/10م
عدد المشاهدات :1247
بيت القصيد
يهدف هذا المقال إلى تقديم عرض شامل ومتوازن لتطور بدلات الفضاء عبر التاريخ، مع التركيز على الجوانب الفيزيائية والهندسية والتقنية التي مكنت الإنسان من مواجهة بيئة الفراغ القاسية، من دون التعمق في أسماء أفراد غير مؤكدة، بل مع التركيز على المؤسسات والتقنيات والنتائج العلمية، بأسلوب إنساني أكاديمي يُبرز الجهد الجمعي للبشرية في هذا المجال.
منذ أن حلم الإنسان بالسفر خارج الأرض، كانت فكرة حماية الجسد من ظروف الفضاء القاسية تحديًا علميًا وهندسيًا كبيرًا. بدلة الفضاء ليست مجرد لباس، بل هي مركبة صغيرة توفر بيئة حياة متكاملة، تحمي من الفراغ، وتمنع فقدان الضغط، وتحمي من درجات الحرارة الشديدة والإشعاعات الضارة، إضافة إلى توفير الأكسجين والتنفس، والتنقل ضمن بيئة عدائية لا هواء فيها ولا جاذبية تقليدية.
بدأت التجارب الأولى مع بدلات الطيران العالي التي استخدمت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، حيث كانت مصممة لحماية الطيارين من انخفاض الضغط ودرجات الحرارة عند الارتفاعات الشاهقة. مع بداية عصر الفضاء، خاصة في برنامج ميركوري في أواخر الخمسينيات، ظهرت أولى البدلات الفضائية التي وفرت ضغطًا داخليًا جزئيًا ونظام تنفس بسيط، لكنها كانت محدودة في المرونة والاستخدام خارج المركبة.
شهدت الستينيات والسبعينيات طفرة في تصميم البدلات، مع برامج جيميني وأبولو التي تطلبت نظامًا لدعم الحياة داخل البدلة أثناء النشاطات خارج المركبة. تطورت المواد المستخدمة من النايلون والبلاستيك إلى ألياف قوية متقدمة مثل Kevlar وVectran، التي توفر حماية من الأشعة الكونية وحطام الفضاء الدقيق بسرعة عالية، حيث يمكن لجسيم صغير أن يصطدم بسرعة تفوق 10 كيلومترات في الثانية، مسببا أضرارًا جسيمة.
عملت بدلات الفضاء على توفير نظام تبريد داخلي، يعرف بـ LCVG (Liquid Cooling and Ventilation Garment)، وهو عبارة عن ملابس داخلية مملوءة بأنابيب رفيعة تحمل ماءً بارداً لتخفيض حرارة الجسم ومنع ارتفاع درجة حرارته في ظل الحرارة الشديدة والبرودة المفرطة في الفضاء. كما تحتوي البدلة على نظام دعم حياة محمول (PLSS) يشمل خزانات للأكسجين، مرشحات لثاني أكسيد الكربون، وأجهزة اتصال ورصد صحي دقيقة.
بدلات الفضاء معقدة للغاية ومصممة لتعمل كوحدة متكاملة تضمن بقاء رواد الفضاء في بيئة فضائية معادية. تتكون البدلة من عدة أجزاء رئيسية:
الطبقة الخارجية (الغطاء الواقي) تصنع من ألياف متينة مثل Kevlar وVectran، وتعمل كدرع يحمي البدلة من الحطام الميكروي، الأشعة الكونية، ودرجات الحرارة القصوى. كما تمنع تسرب الهواء وتقاوم التمزق الناتج عن الاحتكاك بالغبار القمري أو الكوكبي.
الطبقة الداخلية تشمل الملابس التبريدية (LCVG)، وهي عبارة عن شبكة أنابيب دقيقة تحمل ماءً باردًا يمتص حرارة الجسم الزائدة، ما يحافظ على درجة حرارة مناسبة للرواد أثناء نشاطاتهم، إذ أن تقلبات الحرارة في الفضاء قد تتراوح بين -150 إلى +120 درجة مئوية.
نظام دعم الحياة المحمول (PLSS) هو قلب البدلة، ويشمل خزانات الأكسجين، نظام إزالة ثاني أكسيد الكربون، مضخات التهوية، أجهزة الاتصالات، وشاشات المراقبة الصحية. كل هذه الأنظمة مدمجة في وحدة تحمل على الظهر، لتوفر استقلالية حركية كاملة خلال النشاطات خارج المركبة، عادةً لمدة 6 إلى 8 ساعات.
القفازات مصممة بمرونة تسمح بحركة الأصابع بدقة مع حماية من الفراغ ودرجات الحرارة، حيث تتضمن عدة طبقات عازلة وطبقة خارجية مقاومة للاحتكاك.
خوذة البدلة مزودة بزجاج واقٍ شفاف مقاوم للصدمات، مع نظام تزويد بالأوكسجين ونظام تهوية يمنع الضباب ويضمن رؤية واضحة. كما تحتوي على مصابيح وأجهزة اتصال، وتُعد الطبقة الأخيرة من الحماية ضد الإشعاعات الضارة.
الملحقات الإضافية تشمل وصلات للهواء، وصلات للطاقة، وأجهزة استشعار مدمجة لمراقبة الوظائف الحيوية مثل معدل ضربات القلب، ضغط الدم، ومستويات الأكسجين، وترسل البيانات إلى فريق الدعم الأرضي بشكل مستمر.
كل جزء من هذه البدلة صُمم بعناية فائقة لتحقيق التوازن بين الحماية القصوى والمرونة الكافية للحركة، مما يمكّن رواد الفضاء من أداء مهامهم بفعالية وأمان في بيئة فضائية لا ترحم.
في المحطات الفضائية الحديثة، مثل محطة الفضاء الدولية، ما زالت بدلات EMU تُستخدم بعد تحديثات مستمرة، إذ تم تحسين قدرتها على توفير حرية الحركة، وزيادة مدة النشاطات الخارجية، وتحسين الحماية ضد الغبار القمري والكواكب الأخرى، حيث يُجرى تطوير بدلات جديدة مثل XEMU التي تعد بتقنيات حديثة تعزز من قدرة رائد الفضاء على التنقل والعمل لفترات أطول.
تعد بدلات الفضاء مثالًا حيًا على التعاون العالمي بين وكالات الفضاء المختلفة، مثل ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية ESA، روسكوزموس، ووكالة الفضاء الصينية، حيث تستفيد هذه الوكالات من أبحاث ودراسات مستمرة لتحسين المواد والتقنيات، مع إجراء تجارب ميدانية في بيئات مشابهة للفضاء على الأرض مثل الصحارى ومناطق الحمم البركانية.
إن بدلات الفضاء ليست مجرد أقمشة ومواد، بل هي نتاج فهم معمق لقوانين الفيزياء والبيئة الفضائية، ومزيج معقد من الهندسة، الكيمياء، والبيولوجيا، يحقق توازنًا دقيقًا بين حماية الإنسان وتمكينه من أداء مهماته في بيئة قاسية. وهي تمثل إنجازًا بشريًا يتجاوز حدود الفرد، معتمدًا على العمل الجماعي للعلماء والمهندسين عبر أجيال.
في الختام، يمكن القول إن بدلة الفضاء هي تجسيد حي لمعركة الإنسان مع أقسى ظروف الكون، ليست فقط درعًا يحمي الجسد، بل مركبة حياة متكاملة تتيح للبشر الاستكشاف والتقدم خارج حدود الأرض، وتحمل بين طبقاتها قصة التحدي العلمي والتقني المستمر.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ يومين
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ يومين
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ يومين
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )