الهمّ المُؤنس
وإني لأعجب، بل أعجب أشدّ العجب، ممن يبيت ليله مهموماً بأمور دنياه الحقيرة الزائلة الزائلة، خائفاً على اهون الأمور، حذِراً على الزائل، متوجّساً على أشياء لا ترفع ولا تخفض، فإذا ذُكرت له عقيدته، أو سُئل عن دينه وعن الحقّ، أو نُبّه إلى الخلل في فهمه أو انحرافه عن طريق الهدى، تراه صامتاً، متغافلًا، و متهاوناً، كأن الأمر لا يعنيه، أو كأن الآخرة مؤجلة إلى إشعار آخر.
أيعقل أن يخاف الإنسان على وظيفةٍ أو مالٍ، ولا يخاف على عقيدته أيُحسن أن يحرص على أثاث بيته، وأوراقه الثبوتية، ومظهره الخارجي، ثم يُعرِض عن أمر دينه، يا لها من حسرة، يغفل دينه الذي فيه شرفه في الدنيا ونجاته في الآخرة الدنيا زائلة، كما قال تعالى:
العقيدة: هي عمود الاستقامة، وهي الميزان بين الهداية والضلال، والنجاة طريق تُعبّد بالمعرفة واليقين، والتبصّر والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، فهم كما قال تعالى: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة: 24]، وهم مصداقية قوله تعالى: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ [الأنبياء: 73]
فالواجب على العاقل أن يُراجِع ما يعتقد به ويكثّف ما يوجب فهمه لها، وأن يُمحّص ما ما يدور حوله، وأن يسأل الله الهداية ويلح كثيراً بذلك، ويبحث عن الحقّ ولا يدعه اذا وصل إليه، ويدعوا ان يثبت عليه، فإنّ أعظم الخسارات أن يلقى العبد ربّه وهو على باطلٍ يظنه حقاً لا يكون ممن قيل فيه:
يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء: 42].
السيد رياض الفاضلي







وائل الوائلي
منذ 6 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN