عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ" الرحمن 5 إنّ أصل وجود الشمس من أكبر النعم الإلهيّة للإنسان، لأنّ العيش في المنظومة الشمسية بدون نور وحرارة الشمس أمر غير ممكن، وكما بيّنا سابقاً فإنّ كلّ حركة في الكرة الأرضية مصدره حرارة الشمس، حيث أنّ نمو ونضج النبات والمواد الغذائية أجمع، بالإضافة إلى سقوط الأمطار وهبوب الرياح، كلّها ببركة هذه الهبة الإلهيّة. كما أنّ للقمر دوراً هامّاً في حياة الإنسان، فبالإضافة إلى أنّه يضيء الليالي المعتمة، فإنّ جاذبيته هي علّة المدّ والجزر في البحار والمحيطات، وهي عامل لبقاء الحياة في البحار، كما أنّها تقوم بدورها في إرواء كثير من المناطق القريبة للسواحل والتي تصبّ الأنهار بالقرب منها. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ ثبات الإنتظام لهاتين الحركتين (حركة القمر حول الأرض، وحركة الأرض حول الشمس) هو السبب في الظهور المنتظم لليل والنهار والسنين والشهور والفصول المختلفة، وبالتالي فإنّه سبب أساسي لإنتظام الحياة الإنسانية وبرمجة الاُمور التجارية والصناعية والزراعية، وإن فقد الإنتظام فيها فسوف تضطرب الحياة البشرية وتختلّ الكثير من مرتكزاتها. وليس لحركة هذين الكوكبين نظام دقيق جدّاً فحسب، بل إنّ مقدار كثافة وجاذبية ومسافة كلّ منهما عن الأرض هي الاُخرى محسوبة بدقّة وحساب (وحسبان). ومن المؤكّد أنّ إختلال كلّ واحدة من هذه الاُمور سيولّد إختلالات عظيمة في المنظومة الشمسية، ومن ثمّ في النظام الحياتي للبشر. والعجيب هنا أنّ هذه الأجزاء عندما إنفصلت من الشمس كانت في حالة من الإضطراب والفوضى، إلاّ أنّها ثبتت وإستقرّت أخيراً بالشكل الحالي، حيث يقول في هذا المجال أحد علماء العلوم الطبيعيّة: (وجدت منظومتنا الشمسية ـ في الظاهر ـ من مخلوط من مواد متنوّعة وعناصر مختلفة إنفصلت عن الشمس بدرجة حرارية عالية تبلغ (000/12) درجة وبسرعة فائقة تناثرت في الفضاء الواسع. وبالرغم من هذا الإضطراب الظاهري فقد لوحظ الإنتظام الدقيق والترتيب المنسّق بحيث أنّنا نستطيع أن نتنبّأ بالحوادث المستقبلة حتّى بالدقائق واللحظات، ونتيجة لهذا النظام والترتيب نلاحظ أنّ الأوضاع الفلكية هذه باقية على هذا الحال مدّة ألف مليون سنة). (حسبان) على وزن (غفران) وهي مصدر بمعنى الحساب والنظم والترتيب، وللآية محذوف تقديره (والشمس والقمر تجريان بحسبان). والجدير بالذكر أنّ الشمس بالرغم من أنّها في وسط المنظومة الشمسية وتبدو ساكنة وثابتة، إلاّ أنّها مع جميع كواكبها وأقمارها تسير في وسط المجرّة المتعلّقة بها إلى نقطة معيّنة (تسمّى هذه النقطة بنجمة فيكا) وهذه الحركة لها أيضاً نظام وسرعة معينان.
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه "وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ" الرحمن 10 لما ذكر السماء ذكر الأرض في مقابلتها أي وبسط الأرض ووطأها للناس وقيل الأنام كل شيء فيه روح عن ابن عباس وقيل الأنام الجن والإنس عن الحسن وقيل جميع الخلق من كل ذي روح عن مجاهد وعبر عن الأرض بالوضع لما عبر عن السماء بالرفع وفي ذلك بيان النعمة على الخلق وبيان وحدانية الله تعالى كما في رفع السماء. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه "وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ" الرحمن 10 فراشا ومعاشا، والمراد بالأنام كل ما فيه روح من إنسان وحيوان.
وعن تفسير الميسر: قوله جل جلاله "يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ" (الرحمن 41) بِالنَّوَاصِي: بِ حرف جر، ال اداة تعريف، نَّوَاصِي اسم. فيؤخذ بالنّواصي: بشعور مقدّم الرّءوس. بسيماهم: بسواد الوجوه، و زرقة العيون. المُجْرِمُونَ: المشركون والكافرون، يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ: يعرفون بسواد الوجوه وزرقة العيون، تَعرِف الملائكة المجرمين بعلاماتهم، فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم، فترميهم في النار. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله جل جلاله "يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ" (الرحمن 41) "يعرف المجرمون بسيماهم" سواد الوجوه وزرقة العيون (فيؤخذ بالنواصي الأقدام).
وردت كلمة ناصية ومشتقاتها في القرآن الكريم: بِنَاصِيَتِهَا، بِالنَّوَاصِي، بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ. عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (نصا)"ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها" (هود 56) أي إلا هو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها والأخذ بالنواصي تمثيل لذلك، وعن الضحاك في قوله"فيؤخذ بالنواصي والأقدام" (الرحمن 41) يجمع بين ناصيته وقدمه بسلسلة من وراء ظهره وقيل: يسحبون تارة بأخذ النواصي وتارة بالأقدام. قوله تعالى "لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَة " (العلق 15) أي نأخذن بناصيته إلى النار، يقال: سفعت بالشئ: إذا أخذته وجذبته جذبا شديدا، والناصية: شعر مقدم الرأس، و"فيؤخذ بالنواصي والأقدام" (الرحمن 41) يقال: يجمع بين ناصيته وقدمه ثم يلقى في النار. (كلا) كلا: كلمة ردع وزجر، ومعناها: إنته لا تفعل قال تعالى "أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا" (المعارج 38) أي لا يطمع في ذلك، وتكون بمعنى حقا قال تعالى "كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية " (العلق 15).
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جلت قدرته "يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ" الرحمن 44 والحميم الماء الحار، والآني الذي انتهت حرارته والباقي ظاهر. وجاء في تفسير الميسر: قوله جلت قدرته "يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ" الرحمن 44 يَطُوفُونَ: يَطُوفُ فعل، ونَ ضمير. آن اسم، حميم آن: ماء حارّ تناهى حرّه، أي بلغ إناه. وهي بلغة البربر. حَمِيمٍ آنٍ: الماء المغلي الحار الذي انتهت حرارته. يقال لهؤلاء المجرمين -توبيخًا وتحقيرًا لهم-: هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون في الدنيا: تارة يُعذَّبون في الجحيم، وتارة يُسقون من الحميم، وهو شراب بلغ منتهى الحرارة، يقطِّع الأمعاء والأحشاء.







وائل الوائلي
منذ 6 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN