المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.. الحقُّ لهُ طريقٌ واحدٌ وهدفٌ واحدٌ وهوَ اللهُ (عزَّ وجلَّ)، وأيُّ انحرافٍ بالمسارِ نتيجةَ هوى النَّفسِ يُؤدِّي إلى طريقٍ مُعاكِسٍ تمامًا. أنبياءُ اللهِ (عليهم السلام) جميعُهُم سلكُوا مسارًا واحدًا؛ نتيجةً لانطباقِ أجسادِهِم معَ أرواحِهِم فالسرُّ والعَلَنُ... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
شبهة العصمة "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ" (ح 3)
عدد المقالات : 583
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً" (الفتح 2) أن الفتح الظفر على الأعداء كلهم بالحجج والمعجزات الظاهرة وإعلاء كلمة الإسلام " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قد قيل فيه أقوال كلها غير موافق لما يذهب إليه أصحابنا أن الأنبياء معصومون من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها قبل النبوة وبعدها فمنها أنهم قالوا معناه ما تقدم من معاصيك قبل النبوة وما تأخر عنها ومنها قولهم ما تقدم الفتح وما تأخر عنه ومنها قولهم ما وقع وما لم يقع على الوعد بأنه يغفره له إذا وقع ومنها قولهم ما تقدم من ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك والكلام في ذنب آدم كالكلام في ذنب نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم ومن حمل ذلك على الصغائر التي تقع محبطة عندهم فالذي يبطل قولهم إن الصغائر إذا سقط عقابها وقعت مكفرة فكيف يجوز أن يمن الله سبحانه على نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم بأن يغفرها له وإنما يصح الامتنان والتفضل منه سبحانه بما يكون له المؤاخذة به لا بما لو عاقب به لكان ظالما عندهم فوضح فساد قولهم. ولأصحابنا فيه وجهان من التأويل أحدهما أن المراد ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر بشفاعتك وأراد بذكر التقدم والتأخر ما تقدم زمانه وما تأخر كما يقول القائل لغيره صفحت عن السالف والآنف من ذنوبك وحسنت إضافة ذنوب أمته إليه للاتصال والسبب بينه وبين أمته ويؤيد هذا الجواب ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال سأله رجل عن هذه الآية فقال والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وروى عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام عن قول الله سبحانه "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" قال ما كان له ذنب ولا هم بذنب ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له. والثاني ما ذكره المرتضى قدس الله روحه أن الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا فيكون هنا مضافا إلى المفعول والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك عن مكة وصدهم لك عن المسجد الحرام ويكون معنى المغفرة على هذا التأويل الإزالة والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه أي يزيل الله تعالى ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فستدخلها فيما بعد ولذلك جعله جزاء على جهاده وغرضا في الفتح ووجها له قال ولو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم يكن قوله " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله " معنى معقول لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح فلا يكون غرضا فيه وأما قوله " ما تقدم " و" ما تأخر " فلا يمتنع أن يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك. وقيل أيضا في ذلك وجوه أخر منها إن معناه لوكان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك ومنها أن المراد بالذنب هناك ترك المندوب وحسن ذلك لأن من المعلوم أنه ممن لا يخالف الأوامر الواجبة فجاز أن يسمى ذنبا منه ما لو وقع من غيره لم يسم ذنبا لعلو قدره ورفعة شأنه ومنها أن القول خرج مخرج التعظيم وحسن الخطاب كما قيل في قوله عفا الله عنك وهذا ضعيف لأن العادة جرت في مثل هذا أن يكون على لفظ الدعاء.

تكملة للحلقتين السابقتين عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً" (الفتح 2) ومن ذلك: أن المراد بالذنب في حقه صلى الله عليه وآله وسلم ترك الأولى وهو مخالفة الأوامر الإرشادية دون التمرد عن امتثال التكاليف المولوية، والأنبياء على ما هم عليه من درجات القرب يؤاخذون على ترك ما هو أولى كما يؤاخذ غيرهم على المعاصي المعروفة كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين. ومن ذلك: ما ارتضاه جمع من أصحابنا من أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما تقدم من ذنوب أمته وما تأخر منها بشفاعته صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ضير في إضافة ذنوب أمته صلى الله عليه وآله وسلم إليه للاتصال والسبب بينه وبين أمته. وهذا الوجه والوجه السابق عليه سليمان عن عامة الإشكالات لكن إشكال عدم الارتباط بين الفتح والمغفرة على حاله. ومن ذلك: ما عن علم الهدى رحمه الله إن الذنب مصدر، والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا فيكون هنا مضافا إلى المفعول، والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك من مكة وصدهم لك عن المسجد الحرام، ويكون معنى المغفرة على هذا الإزالة والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين أي يزيل الله تعالى ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فتدخلها فيما بعد. وهذا الوجه قريب المأخذ مما قدمنا من الوجه، ولا بأس به لولم يكن فيه بعض المخالفة لظاهر الآية. وفي قوله: "ليغفر لك الله" إلخ، بعد قوله: "إنا فتحنا لك" التفات من التكلم إلى الغيبة ولعل الوجه فيه أن محصل السورة امتنانه تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين بما رزق من الفتح وإنزال السكينة والنصر وسائر ما وعدهم فيها فناسب أن يكون السياق الجاري في السورة سياق الغيبة ويذكر تعالى فيها باسمه وينسب إليه النصر بما يعبده نبيه والمؤمنون وحده قبال ما لا يعبده المشركون وإنما يعبدون آلهة من دونه طمعا في نصرهم ولا ينصرونهم. وأما سياق التكلم مع الغير المشعر بالعظمة في الآية الأولى فلمناسبته ذكر الفتح فيها ويجري الكلام في قوله تعالى الآتي: "إنا أرسلناك شاهدا" الآية.

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع سيد محمد علوي: الآية الكريمة من سورة الفتح: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ∗ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ" (الفتح 1-2) وثالثاً: غفران الذنوب بمعنی مسح القوانين و المعاهدات الصادرة من الکفار بالنسبة إلی النبي صلي الله عليه و اله في مکة وبين القبائل المختلفة، و هذا ما يذهب إليه السيد المرتضی رحمه الله في کتابه تنزيه الأنبياء والأئمة وهذا کلامه: (هو أن يكون المراد بقوله "ما تقدم من ذنبك" الذنوب إليك، لأنّ الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا، ألا ترى أنهم يقولون: أعجبني ضرب زيد عمرا إذا أضافوه إلى الفاعل، وأعجبني ضرب زيد عمرا إذا أضافوه إلى المفعول. ومعنى المغفرة على هذا التأويل هي الازالة والفسخ والنسخ لاحكام أعدائه من المشركين عليه، وذنوبهم إليه في منعهم إياه عن مكة وصدهم له عن المسجد الحرام. وهذا التأويل يطابق ظاهر الكلام حتى تكون المغفرة غرضا في الفتح ووجها له. وإلا فإذا أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله: "إنا فتحنا لك فتحا مبينا ∗ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" (الفتح 1-2) معنى معقول، لان المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح، إذ ليست غرضا فيه. وأما قوله تعالى: "ما تقدم من ذنبك وما تأخر"، فلا يمتنع ان يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح لك ولقومك وما تأخر) (تنزيه الأنبياء / السيد الشريف المرتضي ج: 1 صفحة: 117). ورابعاً: أقول والله العالم، الکلام والفعل في الأية الأولی يکون بصيغة المتکلم والماضي "إنّا فتحنا" ولکن في الآية الثانية بصیغة الغايب والمستقبل "ليغفر لك الله" و لابدّ من وجود دليل لهذا الإختلاف بين الآيتين المتتاليتين في المقام، وهو: أنّ الفتح کان في زمن حياة النبيّ في الدنيا ولکنّ الغفران سيکون في المستقبل، وفي يوم القيامة، لأن الحساب و الکتاب سيکون في ذلک اليوم، والغفران الأتمّ و الأعظم سيکون في يوم القيامة، وفي يوم القيامة کلّ أمة ستحشر مع إمامها الا انه هو الوزن في ميزان العدل الالهي و تحاسب بحساب إمامها و الإمام سيقدّم أعمال أمته إلی حضرة الله، إذاً ستکون أعمال الأمة في يوم القيامة بين يدي إمامهم و الله سيغفر ذنوب أمّة الرسول، التي هي بين يدي رسول الله في يوم القيامه، بشفاعة النّبي لأمّته في حضرة الله، لجلالة قدره عند الله، ولهذا عبّر في الآية عن هذه الذنوب بذنب النبي، وهذا الإحتمال ممّا يؤيده مفهوم الروايات والأحاديث الشريفة. وخامساً: أقول والله العالم، حسنات الأبرار سيئات المقربين، و علی هذا المبنی، فمثلاً ترک المندوب أو فعل المکروه لمثل رسول الله، لمعرفته الخاصة والعالية بالله، يحسب کذنباً له عند الله و إن لم يکن في الواقع ولسائر الأفراد ذنب ومعصية وهذا لعوّ شأن الرسول في حضرة الله ولهذا نری أنّ النبي لمّا يری نفسه في مقابل عظمة الله، يعتقد بتقصيره أو قصوره و لهذا يستغفر الله و يتوب إليه کثيراً، ولکن لم يکن للرسول قصور و تقصير لأنّه من العالين والله في هذه الآية يخبر نبيه بعدم وجود قصور و تقصير في وجود النبي بالنسبة إلی خالقه ومع هذا الله يغفر حتّی تلک الذنوب التي يقولها النبي في مقام العبودية و هذا أيضاً ممّا تؤيده بعض الروايات إجمالاً. وهذه الإحتمالات کلّها لوجود أصل العصمة و القول و الايمان بها للرسول، الذي هو من الأصول المسلّمة بين الشيعة الإماميّة فانه صلي الله لاينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي وأمّا أبناء العامة، فعادة لا يعتقدون بعصمة النبي الا في تبليغ الرسالة و من ثمّ يفسرون الآية بحسب ظاهرها من الارتكاب النبي صلي الله للذنب.و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً" (الفتح 2) وتسأل: متى أذنب النبي حتى يصفح اللَّه عن ذنبه؟ وما هو ذنبه المتقدم والمتأخر؟ وأين عصمة الأنبياء الرادعة عن الذنب؟ وكيف يكون الفتح سببا للمغفرة؟ وما هي العلاقة بينهما؟. الجواب: ليس المراد بالذنب هنا ذنب الرسول حقيقة وواقعا، كيف وهو معصوم عن الخطيئة والخطأ ؟ وإنما المراد ان المشركين كانوا يعتقدون بأن النبي مذنب في دعوته إلى التوحيد ونبذ الشرك وفي محاربته الأوضاع السائدة والتقاليد الموروثة، أما المغفرة فالمراد بها ان هؤلاء المشركين اكتشفوا مؤخرا ومع الأيام والأحداث ان محمدا صلى الله عليه واله بريء من كل ذنب وانه رسول اللَّه حقا وصدقا، وانهم كانوا هم المذنبين في اتهامه والطعن برسالته.. وتوضيح ذلك ان الرسول الأعظم صلى الله عليه واله دعا إلى التوحيد وندد بالأصنام وأهلها، وحارب الظلم والاستغلال، وما إلى ذلك من مفاسد الجاهلية وتقاليدها. وأي شيء أعظم ذنبا وجرما عند الجاهلي وغيره من الطعن بمقدساته الدينية وعادات آبائه وأجداده التي هي جزء من طبيعته وكيانه، ولكن بعد أن أظهر اللَّه دينه ونصر نبيه بالدلائل والبينات ودخل الناس في دين اللَّه أفواجا، ومنهم المشركون الذين كانوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه واله نظرتهم إلى من تجرم عليهم وعلى آلهتهم وآبائهم، بعد هذا كله تبين لهم ان محمدا هو المحق، وانهم هم المخطئون. والخلاصة ان المراد بذنب الرسول ذنبه في زعم أعدائه المشركين لا ذنبه في الواقع، والمراد بالمغفرة مغفرتهم له هذا الذنب المزعوم أي توبتهم مما كانوا يظنون بنبي الرحمة، أما نسبة الذنب إلى الرسول في ظاهر الكلام، ونسبة المغفرة إلى اللَّه، أما هذه فأمرها سهل لأن المجاز يتسع لها ولأكثر منها. أما وجه الصلة بين الفتح وهذه المغفرة فواضح لأن الفتح هو السبب الموجب للكشف عن صدق الرسول وبراءته من الذنب المزعوم الذي رماه به المشركون من قبل الفتح.

تكملة للحلقتين السابقتين جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً" (الفتح 2) 2 ـ المراد من (ما تقدّم) و(ما تأخّر). قرأنا في الآية السابقة قوله تعالى: (ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر)فما المراد من هذا النص (ما تقدّم وما تأخّر) اختلف المفسّرون في بيان الآية: فقال بعضهم: المراد بما تقدّم هو عصيان آدم وحواء وترك الأولى من قبلهما، أمّا المراد بما تأخّر فهو ذنوب أُمّة محمّدصلى الله عليه وآله وسلم. وقال بعضهم: (ما تقدّم) إشارة إلى المسائل المتعلّقة بما قبل النبوة، و(ما تأخّر) إشارة إلى المسائل المتعلّقة بما بعدها. وقال بعضهم: المراد بما تقدّم هو ما تقدّم على صلح الحديبية، وما تأخّر أي ما تأخّر عنها من أمور وحوادث. ولكن مع ملاحظة التّفسير الذي أوضحناه في أصل معنى الآية وخاصةً العلاقة بين مغفرة الذنب مع مسألة فتح الحديبية، يبدو بجلاء أنّ المراد هو التهم الباطلة التي وصمها المشركون ـ بزعمهم ـ بالنّبي صلى الله عليه وآله وسلم في ما سبق وما لحق ولو لم يتحقّق هذا النصر العظيم لكانوا يتصوّرون أنّ جميع هذه الذنوب قطعية. غير أنّ هذا الانتصار الذي تحقّق للنبي طوى جميع الأباطيل والتهم (المتقدّمة) في حقّ النّبي وما سيُتّهم به في المستقبل في حال عدم انتصاره. والشاهد الآخر على هذا التّفسير هو الحديث المنقول عن الإمام الرضا علي بن موسى عليهما السلام إذ سأله المأمون عن تفسير هذه الآية فقال: (لم يكن أحد عند مشركي أهل مكّة أعظم ذنباً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنّهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وثلاثين صنماً فلمّا جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص (التوحيد) كبر ذلك عليهم وقالوا: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجابٌ إلى أن قالوا ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلاّ اختلاق. فلمّا فتح الله تعالى على نبيّه مكّة قال الله تعالى: "إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً ∗ ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر" (الفتح 1-2) عند مشركي أهل مكّة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدّم وما تأخّر لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكّة ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذ دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم مغفوراً بظهُوره عليهم) فلمّا سمع المأمون كلام الرضا قال له: (أحسنت، بارك الله فيك يا أبا الحسن).

جاء في شبكة رافد: كيف يغوي الشيطان المعصوم؟ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤال بخصوص مناجاة يوم السبت للإمام زين العابدين عليه السلام حيث قال في مناجاته: (وَشَيْطاناً يُغْويني، قَدْ مَلاََ بِالْوَسْواسِ صَدْري، وَاَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبي، يُعاضِدُ لِيَ الْهَوى، وَيُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنْيا وَيَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ الطّاعَةِ وَالزُّلْفى). مفاتيح الجنان: مُناجاة الشّاكين. وعلى قدر معرفتي بأنّ الأنبياء والأئمة عليهم السلام لا يوسوس لهم الشيطان، وهم معصومون عن ذلك، فماذا نفسّر دعاء زين العابدين عليه السلام حيث أنّ أعداء أهل البيت عليهم السلام يكثرون من هذه الشبهات ؟ وأشكركم على الردّ على سؤال السائل. الجواب: من سماحة السيّد جعفر علم الهدى: أوّلاً: ليس معنى العصمة أنّ الإمام أو النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مجبور على الطاعة، وترك المعصية، بل معناها أنّه يترك المعاصي باختياره وإرادته، ويقاوم جميع عوامل الشرّ والفساد، لعلمه الكامل بعظمة الله تعالى، وحقّه العظيم، وقبح مخالفته، ومفسدة الذنوب والمعاصي، كما يرى الإنسان بعينه النار المحرقة فلا يمدّ يده إليها، لعلمه القطعي الكامل بأنّه سوف تحترق. نعم، لابدّ أن يكون هناك تسديد وتوفيق من الله تعالى لكي يعمل بعلمه الكامل، ولذلك يطلب الإمام والمعصوم من الله تعالى أن لا يتركه طرفة عين، ولا يقطع عنه التوفيق والتسديد. هذا مضافاً إلى أنّ قلب الإمام عليه السلام كمرآة صافية، تمام الصفاء بحيث يؤثّر فيها البخار الخارج من النفَس، ومعنى ذلك أنّ هناك أشياء لا تعدّ معصية، ولا مخالفة لله تعالى، لكنّ تركها أولى، فلو صدر من المعصوم مثل ذلك يرى نفسه عاصياً لله تعالى، ومستحقاً للبعد من الله تعالى، ولذلك يتعوّذ بلله من أن يصيبه مثل ذلك، ويطلب من الله تعالى أن لا يصدر منه ترك الأولى، وإن لم يكن ذنباً ومعصية، والشيطان كما يدعوا الإنسان العادي إلى المعصية والمخالفة، كذلك يوسوس للمعصوم أن يترك الأولى ليبتلى بآثار ذلك كما وسوس لآدم وأخرجه من الجنّة. ثانياً: قد يكون ذلك من باب التعليم والإرشاد حتّى يقول الناس هذا الدعاء في مقام المناجاة مع الله تعالى وإن كان الإمام نفسه أجلّ شأناً من ذلك.
ان الذين يتربصون بالاسلام في كل شاردة وواردة تزداد أعدادهم ومنهم الملحدون. مما يتطلب وقفة جادة أمام هؤلاء بالحجة والدليل من كتاب الله والعترة الطاهرة. ومن ذلك الشبهات المختلفة ومنها عصمة الانبياء. فمثلا كيف يذنب رسول أو نبي وهو معصوم من الذنب ومنها الآية الفتح 2؟. وللرد على هذه الشبهات على الباحث ان يربط الآية المباركة بالآيات التي قبلها وبعدها وآيات أخرى. بالاضافة الى أخذ التفاسير والأحاديث الصحيحة، وتحديد الأحاديث الضعيفة والدخيلة.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2024/07/23م
يعود إلى اسم قبيلة جرمانية قديمة تعرف باسم "الفرنجة" (Franks)، والتي استوطنت المنطقة التي أصبحت فيما بعد فرنسا خلال القرون الوسطى. تعني كلمة "الفرنجة" ببساطة "الأحرار" أو "الأقوياء"، وقد كانت هذه القبيلة الجرمانية أحد الشعوب التي ساهمت في تشكيل الثقافة والسياسة في المنطقة. بعد تدمير... المزيد
عدد المقالات : 33
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2024/07/22م
هي ‏ سلسة من المعارك قامت عام 1944 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء كجزء من صراع كبير خلال الحرب العالمية الثانية. وأهمية هذه المعركة هي نزول قوات الحلفاء إلى أوروبا ونقل المعركة مباشرة ضد الألمان. وهي الجزء المبدأي من حملة تنقسم لعدة مراحل عرفت بمجملها باسم حملة نورماندي. تم إنزال قوات أمريكية... المزيد
عدد المقالات : 33
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2024/07/22م
أن من المسائل الهامة التي تثير الانتباه في أخلاقيات الخدمة العامة، وتؤثر على البواعث الإنسانية والسلوكية والنفسية لدى الموظف العام هي الاعتراف بالإداء الأخلاقي والوظيفي الممتاز للموظفين عن طريق توجيه كتب الشكر والتقدير إليهم من قبل الإدارة ، ويقع على عاتق الإدارة من خلال جهدها المستمر من أجل زيادة... المزيد
عدد المقالات : 133
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2024/07/13م
بقلم / مجاهد منعثر منشد توضأ الهائمونَ بفتوى الجهاد الكفائي ,تجلببوا لامَّاتِ العروج, ساروا بطريق ذات الشوكة , ثكلوا بالجراح ,توسمت أجسادهم مابين شظايا الصواريخ ,عبوات ناسفة , أزيز رصاص القناص, فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، و ما بدلوا تبديلا... شهداء أحياء طلبوا السماء فأعادهم الله رسلا إلينا... المزيد
عدد المقالات : 372
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2024/07/22م
حبل النجاة بقلم // مجاهد منعثر منشد مذ نعومة أظفاره وهو يصغي لحديث جاره المسن عن أَخبار ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، دعا ربَّه أَن يكون جندياً من جنوده وأَنصاره . شبَّ ثوريا بعد خدمة الإمام الحسين عليه السلام طوال سِنِيّ عمره ، قام بعدة أَدوار تمثيلية (تشابيه واقعة الطف) بسوق الشيوخ ، آخرها عام 2013... المزيد
عدد المقالات : 372
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2024/07/14م
مصرعُ العباسِ وأخوته بقلم / مجاهد منعثر منشد انبَرَى للحربِ عبدُ الله بنُ عليٍّ وجعفرُ وعثمانُ ومحمَّدُ الأَصغر وأَبو بكر ,يقذفونَ بأَنفسهم وسطَ الهَولِ , وأَخوهم العباسُ يهتفُ به قائلًا: تقدَّمُوا يا بَني أمِّي حتَّى أراكم قدْ نَصَحتم للهِ ولرسولهِ، فإنَّه لا وُلْدَ لكم. التفَتَ أَبو الفَضلِ... المزيد
عدد المقالات : 372
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/05/23م
الظلم ظلمات بقلم : زينة محمد الجانودي الظلم لغة: وضع الشيء في غير موضعه، وهو الجور، وقيل: هو التصرّف في ملك الغير ومجاوزة الحدّ، ويطلق على غياب العدالة أو الحالة النّقيضة لها. ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى حدث أو فعل معيّن، أو الإشارة إلى الوضع الرّاهن الأعمّ والأشمل. الظلم دليل على ظلمة القلب... المزيد
عدد المقالات : 372
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 شهور
2024/02/26م
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن وغادر الطبيب بعد أن أخبر هدى بالحقيقة، وقد مثلت تلك الحقيقة صدمة كبيرة لها، وطفقت تفكر في مآل مَن حولها والصلة التي تربطها بهم. انهمرت الدموع من عينيها، هاتان العينان البريئتان الخضراوان اللتان ما نظرتا قط ما في أيادي غيرها من نعمة؛ بل كانتا تنظران فحسب إلى الأيادي الفارغة... المزيد
عدد المقالات : 39
علمية
يدخل السكر في الكثير من وجباتنا اليومية ، سواء كان استخدام مباشر له بشكله الخام، أو متضمن داخل العديد من الوصفات؛ حيث يدخل في الصناعات الغذائية كمادة تعطي طعم ومذاق رائع . كما هو معروف؛ فأن السكر ضروري لإمداد الجسم بالطاقة للقيام بالعمليات... المزيد
في سماء الليل المظلمة، تسطع أحيانا خطوط من الضوء المتألقة تعبر السماء في لحظات قصيرة، مما يثير إعجاب الناظرين. هذه الظاهرة الجميلة تُعرف بالشهب، وهي تقدم لنا لمحة صغيرة عن الكون الكبير والغامض الذي يحيط بنا. في هذه المقالة، سنستكشف ما هي الشهب،... المزيد
مقدمة الشمس هي نجم النظام الشمسي ومصدر الحياة على كوكب الأرض. تتغير زاوية وموقع الشمس في السماء على مدار السنة بسبب الميل المحوري للأرض ودورانها حول الشمس. هذه التغيرات تؤدي إلى اختلافات موسمية في الطقس والضوء وطول النهار والليل. في هذه المقالة،... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
صحابة باعوا دينهم -3[ سمرة بن جندب]
نجم الحجامي
2024/03/05م     
صحابة باعوا دينهم -3[ سمرة بن جندب]
نجم الحجامي
2024/03/05م     
المواطن وحقيقة المواطنة .. الحقوق والواجبات
عبد الخالق الفلاح
2017/06/28م     
شكراً جزيلاً
منذ 5 شهور
اخترنا لكم
أوس ستار الغانمي
2024/07/08
في كل عام، ومع اقتراب شهر محرم الحرام، يبدأ المسلمون من شتى أنحاء العالم بتحضير أنفسهم لإحياء ذكرى عاشوراء، وهي الذكرى التي تحتل مكانة...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام الحسين (عليه السلام)
2024/07/08
( من أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك) .
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com