التدخين اصبح ظاهرة ومشكلة صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة في كل دول العالم ، ولكي تحل هذه المشكلة يجب علينا التعرف على كل جوانبها لعلنا نجد الحل في منعها أو حتى الحد من هذه الظاهرة الخطيرة. وسوف نتناول في هذا المقال عدة نقاط أساسية لعلنا نستطيع من خلالها التعرف على حجم هذه المشكلة حيث تعتبر عملية التدخين من وجهة النظر الفسيولوجية هي عملية إحساس وتذوق فالسيجارة المشتعلة تولد لدى المدخن إحساسا لذيذا وزائفا خاصة بعد تناول الطعام وعقب الاستيقاظ من النوم وفى أثناء العمل اليومي والتدخين عملية يتم فيها حرق مادة والتي غالبًا ما تكون التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان أو استنشاقه. ، و يصدر عن احتراق المادة الفعالة في المخدر، مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة هناك آلاف من المواد الكيميائية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتعد السجائر هي أكثر الوسائل شيوعاً للتدخين في الوقت الراهن، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيًا أو ملفوفة يدويًا من التبغ و ورق لف السجائر. وهناك وسائل أخرى للتدخين تتمثل في الغليون، السيجار، الشيشة، و البونج "غليون مائي". يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعا الاستخدام المخدرات الترويحية. وفي الوقت الحاضر، يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعاً حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية. وهناك أشكال أقل شيوعاً للتدخين مثل تدخين الحشيش والأفيون. وتعتبر معظم المخدرات التي تُدخن إدمانيه..

تاريخه :
يتلخص تاريخ صناعة السجائر واستعمالها بما يلي:
يعود تاريخ التدخين الى فترات زمنية بعيدة حيث يرجع الى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي الا ان انتقاله الى عالمنا الإسلامي قد حصل في أوائل القرن العشرين وعند مجيء الاستعمار الى البالد الإسلامية.
و أول من بدأ بالتدخين تاريخياً هم الهنود الأمريكيون منذ فترة طويلة، يليهم الأوروبيين، ثم انتشر التدخين في الكثير من أنحاء العالم بالرغم من الاعتراضات الطبية، والاجتماعية، والدينية.
أظهرت الطبعة التاسعة من الموسوعة البريطانية عام 1888 أن تدخين التبغ قد يكون له بعض الآثار الجانبية، في المقابل أدعى العديد من الأخصائيين في ذلك الوقت أن تدخين التبغ مفيد جداً في تحسين التركيز والأداء، وتخفيف الملل، وتحسين المزاج خلال القرن العشرين زاد تصنيع السجائر المحتوية على التبغ مما أدى إلى زيادة أعداد المدخنين. مع مطلع القرن الواحد والعشرين، ظهر التناقض في رأي المختصين حول تدخين التبغ مقارنةً بالآراء التي كانت قبل ذلك، فقد تبين أن التبغ هي مادة تسبب الإدمان، والأمراض، وزيادة الوفيات. وقد زادت أعداد الوفيات التي يسببها تدخين التبغ عالمياً بسبب انتشار تدخين التبغ في البلدان النامية. أشارت التقارير التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أن الوفيات بسبب التدخين وصلت في أواخر التسعينات إلى أربعة ملايين وفاة عالمياً، وإلى خمسة ملايين وفاة في سنة 2003، وستة ملايين وفاة سنة 2011، ومن المتوقع أن تصل ثمانية ملايين وفاة عام 2030. وتصل نسبة 80 من هذه الوفيات قادمة من الدول النامية.

المكونات الكيميائية :
تحتوي السجائر على عدد كبير من المكونات، إذ تشتمل على حوالي 500 مركب مختلف، وتكون نسب تلك المواد مختلفةً حسب نوع السجائر، وسوف نوضح أهم المركبات الكيميائية الموجودة في السجائر :
التبغ : يعتبر المكون الأساسي في السيجارة يُحدث التبغ تغيرات في الدماغ على المدى الطويل نتيجة النيكوتين الموجود به والذي يؤدي إلى الإدمان، وإذا قرر المدخن ترك التدخين قد يشعر بالرغبة الشديدة في تعاطي التبغ و التهيج و زيادة الشهية صعوبة النوم .
النيكوتين : تتسبّب مادة النيكوتين في إدمان الإنسان على التدخين، مما يجعل التخلص من تلك العادة أمرًا صعبًا للغاية ويؤثر في الجهاز التنفسي ويساعد على إفراز عدد من الهرمونات مثل الأدرينالين والنور ادرينالين والتي بدورها تؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها وتسبّب حدوث جلطات دموية ، وتؤثر على جهاز الإنسان العصبي .
أول أكسيد الكربون : الذي يعتبر القاتل الصامت الذي يؤدي الى الاختناق وكذلك يؤثر على القلب ، وعدد من الأصباغ، وغاز الميثان الذي يستخدم في المستنقعات والمناجم .
ثنائي اوكسيد الكاربون : ينتج عن احتراق التبغ وكذلك الورق الملفوف به السجائر وهو يكون ضار جدا. وان هذا الغاز هو يقلل من نقل الأوكسجين المحمل بكريات الدم الحمراء إلى انسجة الجسم وخاصة عضلة القلب ويهيج الغشاء المخاطي للفم والقصبات والشعب والحويصلات الهوائية.
مادة البوتان : وهو نوع من انواع الوقود الخفيف المستخدمة في غاز الولاعات .
أكاسيد النيتروجين : هي تؤدي الى زيادة إفرازات الغشاء المخاطي للقصبات الهوائية مما يسبب تضخم الغدد الليمفاوية في القصبات الهوائية.
القطران : هو مادة لزجة شكلها يشبه الزفت الذي يستخدم في تعبيد الشوارع، ان القطران ينتج من احتراق التبغ ويؤدي الى انسداد المجاري التنفسية .
الميثانول : المستخدمة في وقود الصواريخ .
الأمونيا : تستخدم في تنظيف الأرضيات .
الزرنيخ : تسبب مادة أضرارًا متعددة للقلب .
مادة الفورمالدهيد : تزيد من خطر إصابة الإنسان بمرض سرطان الحنجرة .
غاز النشادر الكاوي: هو مادة لاسعة تؤدي الى تكوين الطبقة الصفراء على سطح الأسنان، ويؤذي هذا الغاز غدد الطعم والذوق الموجودة على اللسان. وان هذا الغاز يزيد من افراز اللعاب ويهيج السعال والتهاب الفم والحلق والبلعوم .
وكذلك الكادميوم : ويعتبر من الفلزات الثقيلة خطيرة السمية التي لها تأثيراتها على الصحة العامة وتستخدم في صناعة البطاريات .
والأكرولين، والفحم العطري والبلاستيك، والأسيتون، ونترات البنزين، وعدد من المبيدات الحشرية ذات الأثر السام .

كيف يبقى هؤلاء المدخنين أحياء وهم يدخنون هكذا
إن اكثر من نصف كمية النيكوتين الموجودة في السيجارة لا يدخل ضمن الدخان المستنشق من قبل المدخن لان جزا منه يتبخر تحت تأثير درجة الحرارة المتكونة عند احتراق السيجارة وجزء أخر يبقى متضمنا فى رماد السيجارة أما ما يبقى فهو 2 مليجرام فقط يستهلكها المدخن وجزء من هذين المليجرامين يلفظه المدخن مع الدخان المطرود من رئته عند زفيره ولذلك تبقى كميه بسيط لا تسبب الموت العاجل ولكنها تتسبب فيه بالتدريج .

كيف نتجنب المشاكل الصحية السابقة الذكر
إنّ جميع أشكال التبغ سواء كانت السجائر، أو الغليون، أو الشيشة ما هي إلا مخاطر صحية، والأمر الوحيد الذي يساعد حقًا هو الابتعاد عن كل هذه المنتجات، نعم، هذا ليس بالأمر السهل دائمًا، خاصةً إذا كان كل من حولك من المدخنين، قد يكون من المفيد أن تكون لديك أسباب لقولك "لا" في الأوقات التي قد تشعر فيها بأنك تحت الضغط، جرب في البداية أن تقول: "أنا فقط لا أحب ذلك"، أو "أريد الحفاظ على صحتي البدنية لأتمكن من ممارسة رياضتي المفضلة؛ كرة القدم"