إنَّ خفاءَ الولادةِ من العلائمِ البارزةِ المُشخِّصَةِ لهويّةِ المهديِّ الموعودِ (عجّل الله فرجه الشريف)، وممّا يدلُّ على ذلك ما رُوي في الكافي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام):((انْظُرُوا مَنْ عَمِيَ عَلَى اَلنَّاسِ وِلاَدَتُهُ فَذَاكَ صَاحِبُكُمْ..)).
وقد شبّهت بعض الروايات إخفاء ولادته (عليه السلام) تارةً بإخفاءِ ولادة خليل الله إبراهيم وأخرى بولادة كليم الله موسى (عليهما السلام).
وعلّة الإخفاء هي حفظ الوليد من سطوة الجبّارين ومساعيهم لقتله إتمامًا لحجة اللّه تبارك وتعالى على عبادة ورعاية له لكي يقوم بدوره الإلهيّ المرتقب.
فقد حفظ الله موسى (عليه السلام) من سطوة فرعون وادّخره لإنقاذ بني إسرائيل والصدع بالتوحيد ومواجهة الجبروت الفرعونيّ، وهكذا حفظ الله حجتّه على خلقه (عجّل الله فرجه الشريف) من سطوة بني العبّاس وادّخره لإنقاذ البشريّة جمعاء وإنهاء الظلم والجور وإقامة القسط والعدل وإظهار الإسلام على الدين كلّه.
وهذا ما كان يعرفه أئمة الجور من خلال النصوص المتواترة الواردة بهذا الشأن، ففرعون مصر كان على علم بالبشارات الواردة بظهور منقذ بني إسرائيل، وهو موسى (عليه السّلام) ولذلك سعى في تقتيل أبنائهم بهدف منع ظهوره، وكذلك حالُ بني العباس؛ فقد روي عن الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنّه قال:
((قد وضع بنو أميّة وبنو العباس سيوفهم علينا لعلّتين:
إحداهما: أنّهم كانوا يعلمون أنّه ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من ادعائنا إيّاها وتستقر في مركزها.
وثانيهما: أنّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أنّ زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإبادة نسله، طمعًا منهم في الوصول إلى منع تولّد القائم (عجّل الله فرجه)، أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلا أن يُتِمَّ نورَه ولو كره الكافرون)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: أعلام الهداية.







زيد علي كريم الكفلي
منذ يومين
صراع حضارات أم حوار حضارات ؟
حوار من عالم آخر مع احد الناجين من "فيروس كورونا"
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
EN