في ارض المدينة، ارض السكينة، ولد الحسين بن علي بن الحسن، في شهر شعبان شهر قد ثمن، تحت حكم بني العباس، شر الناس، وفي سجون كوفان، قـتلت عشيرته والخلان، على يد الطغيان.
ترعرع في دواوين العلم، بين اهل الفقه والفهم، فبات بالقرآن عارفا، وبالحديث واعظا، وبالفقه ناصحا، وبالاصول عالما.
وفي مئة وتسعة وستون للهجرة، هلك ابن المنصور ووري بحفرة، وتولى ابنه على العراق الإمرة، فتدهورت احوال البلاد، واحوال العباد.
وكان اميره عمر بن العزيز بن الخطاب، امير الخراب، فلاحق آل أبي تراب، حتى اصاب الناس كل الناس فقر، وكان هذا على فؤاد الحسين جمر، قرر الثورة ضد الظالم، ضد الجائر الآثم.
صعد المنبر في مكة، والقى خير خطبة، وعزل والي بكة، وكان ذا في موسم الحج، فهب الناس من كل فج، فسار بمن لبى لارض فخ، يرفض كل رضخ، بخمسمئة عزم خوض المعركة، يذكر السبط ويرجو البركة.
التقوا العدو وابتدأ الجهاد، وحاصروهم اهل الفساد، فقتل من حوله الأنصار، وتربص خلفه الاشرار، رموه سهما بكل حقد، حتى هوى على الخد.
وجاءه لعين في آخر النفس، يدنو اليه يريد قطع الرأس، فحملت رؤوسهم هذه الرؤوس الطاهرة، الى الولاية الجائرة، وبقت اجساد الشهداء، على الرمضاء، تأكلها السباع، من كل البقاع، بعد سنوات من واقعة الطف الاليمة، وبعدما ارتوت الارض بالدماء الكريمة، دماء سبط المصطفى وحريمه.
ومضى هذا السعيد، كما مضى من قبله الامام الشهيد، ان في كل زمان حسيناً ويزيد، ان في كل زمان احرارا وعبيد.







وائل الوائلي
منذ 19 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN