تذكر لنا المصادر ان معاوية بن أبي سفيان عندما بلغه نجاح خطته في قتل عبد الرحمن بن خالد بالسم قال : (إن لله جنودا من عسل) ونص العديد من المحدثين والمؤرخين على أن معاوية دسّ سما في العسل لقتل عبد الرحمن .
ففي أنساب السمعاني : 5 / 476 (سمه معاوية في العسل، ولما بلغه الخبر قال: إن لله جنودا من العسل).
وفي مستقصى الزمخشري 413/1 )إن لله جنودا منها العسل : قاله معاوية حين سقى الأشتر عسلا).
وفي التمثيل والمحاضرة للثعالبي / 19: (قاله معاوية لما أمر بسم الأشتر النخعي ).
وقال الطبري في تاريخه : 4 / 71 (وأتت معاوية عيونه فأخبروه بولاية علي الأشتر فعظم ذلك عليه، وقد كان طمع في مصر فعلم أن الأشتر إن قدمها كان أشد عليه من محمد بن أبي بكر، فبعث معاوية إلى الجايستار فقال له: إن الأشتر قد ولي مصر فإن أنت كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت، فاحتل له بما قدرت عليه، فخرج الجايستار حتى أتى القلزم وأقام به، وخرج الأشتر من العراق إلى مصر فلما انتهى إلى القلزم استقبله الجايستار فقال: هذا منزل وهذا طعام وعلف، وأنا رجل من أهل الخراج فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف وطعام حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما، فسقاه إياه فلما شربها مات. وأقبل معاوية يقول لأهل الشام: إن عليا وجه الأشتر إلى مصر فادعوا الله أن يكفيكموه قال: فكانوا كل يوم يدعون الله على الأشتر، وأقبل الذي سقاه إلى معاوية فأخبره بمهلك الأشتر، فقام معاوية في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين يعني عمار بن ياسر وقطعت الأخرى اليوم يعني الأشتر) وفي الغارات263 / 1، وتاريخ دمشق 376/56 وجمهرة خطب العرب: 1 / 430، وفيه: وبلغ معاوية خبره فجمع أهل الشام وقال لهم: أبشروا فإن الله تعالى قد أجاب دعاءكم وكفاكم الأشتر وأماته، فسروا بذلك واستبشروا به.
والبدء والتاريخ: 5 / 226، وفيه: (فلما شربه الأشتر يبس مكانه فقال معاوية لما بلغه: ما أبردها على الفؤاد إن لله جنودا من عسل)
وفي ثقات ابن حبان: 2 / 298: (وكتب إلى دهقان بالعريش إن احتلت في الأشتر فلك علي أن أخرج خراجك عشرين سنة).
وفي طبقات الأطباء154/ ، ونهاية الإرب / 4465، والأوائل للعسكري / 165، وآثار البلاد للقزويني / 180 وفيه: (فأهدى إليه عسلا وكان الأشتر صائما فتناول منه شربة، فما استقر في جوفه حتى تلف فأتى من كان معه على الدهقان وأصحابه وأفنوهم .
أما المصادر التي حاولت التجهيل أو التشكيك أو التبرير فهي :
تاريخ البخاري: 7 / 311، قال: (فشرب شربة من عسل كان فيها حتفه فقال عمرو بن العاص: إن لله جنودا من عسل).
وفي المستطرف / 154: (ومعاوية أيضا حين بلغه أن الأشتر سقي شربة عسل فيها سم فمات: إن لله جنودا منها العسل). ونحوه في / 352،
ومجمع الأمثال للميداني: 2 / 362، وفيه: (واها كلمة يقولها المسرور. يحكى أن معاوية لما بلغه موت الأشتر قال: واها ما أبردها على الفؤاد).
وفي مجمع الأمثال للنيسابوري: 1 / 11: (إن لله جنودا منها العسل. قاله معاوية لما سمع أن الأشتر سقي عسلا فيه سم).
وفي النهاية لابن كثير الأموي : 7 / 346 (وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن معاوية كان قد تقدم إلى هذا الرجل في أن يحتال على الأشتر ليقتله، ووعده على ذلك بأمور ففعل ذلك) .
كل هذه المصادر التي ذكرناها هي مصادر لأبناء العامة تؤكد على صحة الخبر .
ولكن العجب عندما نجد آخرين من أحبّاء معاوية ينكرون ويشككون ويحاولون تبرئة معاوية من الشروع في قتل الصحابة الأجلاء أمثال مالك الأشتر الذي وصفه النبي (صلى الله عليه وآله): إنه المؤمن حقاً .







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN