Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
قراءة في رواية (سألتك عن الحسين) للروائية رجاء بيطار

منذ 4 سنوات
في 2021/09/04م
عدد المشاهدات :2438
بقلم/ مجاهد منعثر منشد
الأستاذة رجاء محمد بيطار كاتبة لبنانية من جنوب لبنان، تحمل شهادة أكاديمية بالفيزياء و شهادة ماجستير في اللغة العربية وآدابها وتعمل حاليا على الدكتوراه، لها عدة روايات: (الصخر ينبت زهرا، يوميات طفلة من كربلاء، هذا الرجل غيرني سر من رأى ... كربلاء) وغيرها قيد الطبع، من مجموعات قصصية، وبحوث أدبية، ومقالات ودواوين شعرية،و مسرحيات شعرية ونثرية، كما تنشر لها عدة وسائل إعلامية عربية وإسلامية.
ربما تعد هذه الرواية أبرز الأعمال الأدبية الفنية التي كتبت عن أهل البيت -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-، إذ أن أفكار الروائية تروي قصة زوجة وصي رسول الله وعزيزة الزهراء وأم البدور السواطع المكناة بأم البنين وَبَاب الحَوَائِج فاطمة بنت حزام الكلابية التي آزرت زوجها الإمام عليا في المحن والشدائد والمصائب، ثم ضحت بأولادها دون سبط الرسول وصبرت على الرزية ورعت خمسة أئمة من ذرية الحسين.
يقع الكتاب فيما يقارب 640 صفحة بعدد فصول بلغت تسعة عشر فصلا، فأجادت الكاتبة في أدوات التعبير وحركت أطراف أناملها لتكتبها باللغة العربية العذبة، فتقول بين ثنايا سطور المقدمة والإهداء:
(وأحاول .. أن استمد من دمائي النابضة عشقا، ومن روحك المتسامية السابحة في عليين روحاً تنطق بها الحروف) كما تبين لنا ترتيب أحداث الرواية بقولها: (مولاتي ... بين الماضي وما قبله والحاضر وما بعده تولد الحكاية). لقد سخرت التاريخ لعملها الأدبي كما هي إشارة إلى الأحداث المتتالية المتسلسلة التي تحاكي حياة أم الشهداء منذ ولادتها حتى وفاتها بعمر 64 عاما، فتبين أنها ولدت من أبوين طاهرين ربياها خير تربية لتنتقل إلى كنف بعلها فتتغذى من إخلاصه لله ولرسوله الكريم، وقصة اختيارها كزوجة للإمام مشهورة، فنتعلم من الرواية كيفية اختيار الأم لما لها من تأثير على أبنائها.
ولابد من الإشارة إلى أن هذه الرواية لا يكفيها مقال واحد إلا أننا نركز على بعضها فمثلا من خلال سرد الكاتبة النثري تتجلى لنا كيفية تربية المرأة ومجاهدتها النفس لتصل إلى مستوى العصمة من الزلل، في حين أن هذه السيدة النقية الزكية ليست من المعصومين، ثم تقدم صورة جميلة ووصف يتسم بالروعة الأدبية للأم قائلة: إن الأم شمس تمد أبناءها بالنور والدفء، كما تمدهم بالحياة)، فيطغى الدور الإنساني في السرد، كالتربية وكيفية التعامل مع أشقائهم من الزوجة الثانية، التضحية، الإيثار، فوصلت هذه السيدة الجليلة صاحبة الكرامات إلى مستوى لا تستطيع أي امرأة في عصرها الوصول إليه، فأن تكون في قمة الطاعة والوفاء وتجعل نفسها خادمة لضرتها البتول وبنيها، وتضحي بأبنائها من أجلهم هذا غير مدون في صفحات التاريخ عن امرأة غيرها.
ويبدو أن الأستاذة الفاضلة درست الظروف التاريخية التي ولدت فيها وعاشت فوظفت الأسلوب الروائي فيها، مبتعدة عن الروايات التاريخية غير الثابتة في حياة السيدة كريمة الأخلاق كدس السم إليها من قبل الأمويين.
العنصر الروائي حاضر في روايتها كالتشويق، كما ألقت الضوء على مسائل من وجهة نظرها كما أوردت بعض الاحتمالات عن بقاء زوجة حامل لواء الحسين أبو الفضل العباس في المدينة مع والدته قدوة المؤمنات الصالحات. وهذا الموضوع لم يتطرق إليه التاريخ.
جف القلم وشلت الأنامل وقصرت الألسن وعجزت الكلمات عن وصف أم العطاء طوال قرون حتى أشرقت علينا بعض اللمسات عن حياة السيدة أم البنين في هذه الرواية الأولى من نوعها عن أهل البيت عليهم السلام .
أما عن كاتبة الرواية فالحقيقة وحسب رأيي القاصر لا تستطيع إخراج هكذا عمل أدبي ما لم تجعل السيدة أم البنين قدوتها وهي تعشقها، فهنيئا لها هذا الصرح وهذه العلاقة الخاصة التي جسدتها من خلال روايتها، مع خالص الدعاء والتوفيق لأختنا الأستاذة الأديبة/ رجاء محمد بيطار.

اعضاء معجبون بهذا

حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 1 يوم
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 1 يوم
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 1 يوم
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )