نصادف الكثير ممن يتبنى معلومات مضللة من اشخاص معنيين بالجانب الصحي والطبي ومع شديد الأسف بات الجهل يضرب بعضهم ولا يخفى على الجميع انه هنالك عالم مثقف ، ومتعلم يتلقف ، وجاهل يحاول ان يتفلسف ولا تخلو أي شريحة في مجتمع من هكذا أصناف.
اذن من هو المطاع ولمن الرأي والجزم، في ما يخص التضليل والتهويل والخرافات التي انتشرت على لقاحات كورونا و مخاطرها ومن باب الشعور بالمسؤولية تجاه البلد والاهل والأصدقاء اطرح على حضراتكم هذه الكتابات علّها تسهم في الحد من طروحات بعض أصحاب الآراء الخرافية
لست بصدد طرح ميكانيكيات اللقاح بصورة شاملة فالمواقع الاليكترونية غنية بالمعلومات ، والاستنارة بالعلم واجب لمن اكرمهم الله بالعقل ؛ بل لتنقيح بعض المفاهيم الخاطئة الصادرة ممن يؤسف عليهم بانهم من ذوي التخصص
فنقول: جميع اللقاحات السابقة والتي طُعمنا بها في الطفولة وما زال يعوّل عليها في التلقيح للأنفلونزا ولفايروس الكبد الوبائي تشترك في مبدأ عمل واحد وهو انها تحمل ميكروباً مُضعّفاً يحتوي فقط على الغلاف البروتيني او الاشواك (سينوفارم) او فايروساً مضعفا مقترن ببروتين اشواك الفايروس الأصلي المسبب للمرض (استرا زينيكا) او قطعة من الجين المشفر لبروتين الفايروس محمل على ناقل واحد او ناقلين فايروسيين لا يسببان المرض ووظيفتهما إيصال الجين المشفِّر الى الخلايا لكي تصنع البروتين الشوكي فقط (لقاح سبوتنيك و كوفيد بركت).
الجدل الأكبر :كان حول لقاحات الحمض النووي الرايبي المِرّسَال (المراسل أو الرسول ) mRNA .
الـ mRNA: هو متعدد نيوكليوتيدي يحمل معلومات وراثية من الـDNA ويُصَنع داخل "نواة الخلية " ويخرج بلا رجعة الى السايتوبلازم وبالتحديد للرايبوسوم (معمل صناعة البروتين) ويؤدي دوره ثم يفككه الجسم ويعيد تصنيعه فقط اذا دعت الحاجة لصنع بروتين.
الـ mRNA ليس المادة الوراثية للإنسان ولا يمكن ان يسبب طفرات جينة للمادة الوراثية (الـDNA) لأنه ببساطة لا يمكنه العودة الى النواة والتداخل مع المادة الوراثية فهو مركب غير مستقر وضعيف جدا وهذا هو سبب حفظه في درجات حرارة منخفضة جدا (-70م او اقل ) حتى لا يتحطم من تلقاء نفسه.
كما ان هذا النوع من اللقاحات يحمل فقط جزء صغير من الفايروس أي انه لا يعرضك لفايروس كامل مما يرفع من نسبة امانه.
تأكد عزيزي المتلقي بأن جميع اللقاحات لا تحمل فايروس فعال وان الملَقح لا ينقل العدوى ولن تحدث له تغيرات جينية ويمكن "تزويجه" ولا تتأثر خصوبته ولا يسبب مشاكل في الرئة كما اشيع مؤخرا من بعض "فطاحله التضليل" .
جميع هذه اللقاحات تعمل على انتاج بروتين الفايروس المسبب للمرض.
الفايروس وسيلة دخوله الوحيدة للخلية ومصدر نقل العدوى هو البروتين الخارجي (المجس ) و المناعة تتعرف على هذا البروتين وتطور اجسام مضادة وظيفتها التعرف والالتحام مع بروتين الفايروس وتمنعه من غزو الخلية وتفككه بالنهاية .
في بعض الحالات النادرة (وليس الجميع) قد يتم تصنيع البروتين الشوكي بينما يتأخر انتاج الاجسام المضادة وحينها فقط يعاني المُلَقح من اعراض متوسطة (حمّى خفيفة وضيق في التنفس) وكأنها عدوى بسبب: التحام هذه البروتينات الشوكية مع بروتينات سطح الخلايا (ACE2 Receptors) تزول بعد يوم واحد الى (3 أيام ) ويمكن تفاديها بتناول بعض الادوية التي يقرها الطبيب.
وهنالك أيضا اشخاص لا يلائمهم اللقاح بسبب حالة مرضية او تحسس مناعي ضد اللقاح كما هو الحال لمن لديه حساسية البنسلين وحساسية الحنطة (كلوتين) وهؤلاء الأشخاص حمايتهم تعتمد على تحصين الأشخاص من حولهم.
قد يمنع اللقاح الإصابة بالفايروس نهائيا او قد يصاب الملقح بالفايروس مرة أخرى لكن بوتيرة اخف واعراض اقل ومقاومة اكثر.
وبكلمة أخيرة :
اذا لم يتم تحصين المجتمع او بتعبير اخر اذا سمح للفايروس بالمزيد من الانتشار فأنّه سيجد فرصة ليطور نفسه (طفرات ومتغيرات) قد تجعل منه اكثر فتكاً ومقاومة حتى للأجسام المضادة واللقاحات وقد يصل الحال الى اخذ جرعات لقاح عديدة في السنة الواحدة لا سامح الله.







وائل الوائلي
منذ 20 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN