يحصل في كل عام أن تمر علينا بعض المناسبات السعيدة والحزينة الا أننا قد نختلف في طريقة التقبل لكل مناسبة، فان بعض المناسبات تكون خفيفة على النفس وهي السعيدة طبعا ولكن الكلام كيف يتقبل الانسان المناسبة الحزينة مع كونها ثقيلة على النفس ذلك ان الانسان يميل الى الانشراح والانطلاق وليس الى الانقباض والهدوء ومع ذلك نجد ان العكس قد يحصل احيانا فترى بعض الناس ينتظر المناسبة الحزينة ويخطط لمرورها أكثر من المناسبة السعيدة .
ولابد أن هناك سرا خفيا وراء جري الانسان وراء الحزن -على خلاف الوضع الطبيعي – وترك البحث عن الفرح والسرور وعند التأمل في هذه المسالة يبدو واضحا ان الانسان الذي يقوم بهذا العمل ليس انسانا متخلفا من الناحية النفسية او العقلية بل ربما يكون من اكثر حملة الشهادات الدراسية والمراتب العلمية.
وعند البحث عن السر وراء ذلك نجد ان الحزن والفرح عندما يرتبطان بوضع الانسان نفسه فهما يؤثران انقباضا وانشراحا في النفس وهذا وضع معتاد وطبيعي أما عندما يرتبطان بمناسبة خاصة بأئمة اهل البيت عليهم السلام فان المسالة تختلف؛ وذلك لان جل حياتهم الشريفة كانت مملوءة بالمآسي والاحزان فصار الحزن شعارهم فكأن حياتهم ختمت بهذا اللون من المناسبات كما ان الروايات الواردة عنهم عليهم افضل الصلاة والسلام تؤكد على ان من عرى الايمان والولاء لمدرستهم الاهتمام بهذا الجانب دون الجانب الآخر .
من هنا ليس بغريب ان نجد الانسان الموالي يخطط وهو ينتظر الحزن لأنه حزن يفتح له طريقا الى طاعة الله تعالى ورضوانه وليس من المتوقع ان يترك الانسان طريق الطاعة اليقيني ويمضي للبحث عن مناسبة قد تكون الطاعة وقد لا تكون موجودة اعني مناسبة الفرح .
فالعجب الذي يظهره البعض من تصرفات الموالين في المناسبات المذكورة ليس له ما يبرره خصوصا اذا اطلعوا على ما ورد عنهم بان الموالي هو من يكون حزنه مع حزنهم وفرحه مع فرحهم فان كان الغالب على حياتهم المقدسة هو الحزن فمن الطبيعي اننا نبحث عن تلك المناسبات لكي نؤكد ولاءنا لهم ونحصل في نفس الوقت على ما ورد في النصوص من آثار أخروية لمن يقيم هذه المناسبة تأسيا او مواساة لهم في حزنهم .
ومن الطبيعي ان الموالي ادا مرت به نفس المناسبة الحزينة فانه ينقبض بطريقة اخرى وينشرح عند المناسبة السعيدة وهذا دليل واضح على انه انسان طبيعي يتعامل مع الامور بطريقة عقلانية وقدر كل شيء بما يستحق فصار يظهر الحزن محبة ورغبة في مواساتهم وليس رغبة في الحزن وهذا المقدار الكبير من البلاء الموجود في سيرة اخل البيت عليهم السلام يخفف كثيرا من وقع مصائب الانسان عندما تقع وبالتالي فهو مهون للخطب والبلاء ويبقى الموالي يسترخص البلاء مع بلائهم فتمر عليه عظائم الامور وهو واقف كالطود وهذه نعمة كبيرة وثمرة عظيمة من ثمار موالاة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام .
جميل مانع البزوني







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN