1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
تأملات في القرآن الكريم (ح-89)
عدد المقالات : 241
سورة الانعام
بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ{91}
نستقرأ الاية الكريمة في محورين :
1- ( وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) : اشارة الى اليهود انهم لم يعرفوا الله تعالى حق معرفته وما عظموه حق تعظيمه جل وعلا ( إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ) ادعو ان الله تعالى لم ينزل شيئا فكان الجواب ( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى ) وفيه ( نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ ) وتكشف الاية الكريمة انهم قد دونوه على الورق ( تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ ) يظهرون منه ما يوافق اهوائهم ( تُبْدُونَهَا ) ويخفون ما لا يتفق معها وما فيه خطرا عليهم ( وَتُخْفُونَ كَثِيراً ) ثم ( وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ ) مما فيه من حكم ومواعظ سير واحداث مباحات ومحذورات ... الخ ( قُلِ اللّهُ ) .
2- ( ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) : ان لم يكن لهم جواب على هذه الحجة فدعهم واتركهم ايها النبي ( ص واله) في باطلهم الذي يسرحون ويمرحون فيه .
مما يروى في سبب نزول الاية الكريمة ان جمعا من اليهود قالوا لرسول الله (ص واله) : يا محمد احقا انزل الله عليك كتابا فقال : نعم فقالوا : قسما بالله انه لم ينزل عليك كتابا من السماء . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .

وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ{92}
الاية الكريمة عرفت القرآن الكريم وبينت وظيفته :
1- ( وَهَـذَا كِتَابٌ ) : اشارة الى القران الكريم وبيانه :
أ) ( أَنزَلْنَاهُ ) : الله عز وجل انزله .
ب) ( مُبَارَكٌ ) : ذو نفع عظيم .
ت) ( مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) : مصدقا لكل الكتب السماوية التي سبقته وهنا نطرح اطروحتين :
ت-1- ان جميع الكتب السماوية بشرت بنبي اخر الزمان ورسالته وكتابه وعند نزول القران الكريم كان بمثابة التصديق بتلك الاخبار .
ت-2- ان جميع الكتب السماوية دعت الى عبادته سبحانه وتعالى فجاء القران الكريم مؤكدا على ذلك في ظواهره وبواطنه .
ث) ( وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) : يذكر النص المبارك وظيفة اخرى للقرآن الكريم ( وَلِتُنذِرَ ) اهل مكة وسائر الناس .
2- ( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) : كل من آمن باليوم الاخر يؤمن بالقران الكريم انه من عنده جل وعلا ويخافون شر ذلك اليوم لما علموا ما فيه من اهوال عظام ومخاطر جسام عندها يكون حريا بهم ان يحافظوا على الصلاة وادائها في اوقاتها وايضا قضاء ما فاتهم منها .

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ{93}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة موارد :
1- ( وَمَنْ أَظْلَمُ ) : من اشد ممن :
أ) ( مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً ) : ادعى بدعوات كاذبة ليقول انها منه جل وعلا كأن يدعي النبوة او ينفي بعثته (ص واله) .
ب) ( أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ) : او ادعى ان الوحي ينزل عليه كذبا وزورا .
ج) ( وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ) : هناك بعضا من الناس قالوا لو شئنا ننزل ونقول مثل هذا ( القران الكريم ) .
2- ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ) : يروي النص المبارك ما يجري عند سكرات الموت وشدائده بالنسبة للكفار .
3- ( وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ ) : بالضرب والتعذيب .
4- ( أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ ) : خلصوا انفسكم من العذاب .
5- ( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) : في ذلك اليوم يكون جزاءكم عذاب الذل والهوان ويذكر النص المبارك سببين لنزول هذا العذاب :
5-أ- ( بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ) .
5-2- ( وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) .
مما يروى في سبب نزول الاية الكريمة انها نزلت بشأن شخص يسمى ( عبدالله بن سعد ) من كتاب الوحي ثم خان فطرده رسول الله (ص واله) فراح يزعم انه قادر على قول مثل ايات القران الكريم . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .

وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ{94}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة محاور :
1) ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) : كل فرد يأتي بمفرده لا يغني عنه الاهل والاحباب شيئا عراة كما ولدتهم امهاتهم .
2) ( وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ) : خلفتم وراءكم كل ما تفضل الله تعالى به عليكم من اموال واملاك وغيرها .
3) ( وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء ) : اما ما كنتم تعبدون من دونه عز وجل الذين تظنون فيهم الظنون قد تخلوا عنكم فلم يشفعوا او يدافعوا عنكم .
4) ( لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ) : تشتت شملكم .
5) ( وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) : ضاع عنكم ما كنتم تعتقدون بشفاعته وشراكته .
مما يروى في سبب نزول الاية الكريمة ان مشركا اسمه النضر بن الحارث قال : ان اللات والعزى ( وهما من اصنام العرب المشهورة ) سوف يشفعان لي يوم القيامة فنزلت هذه الاية جوابا له ولامثاله . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .

إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{95}
تروي الاية الكريمة عدة جوانب لقدرته عز وجل :
1- ( إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) : شاق الحب والبذور ليخرج منها الاشجار .
2- ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) : كالانسان والحيوان من النطفة والبيضة . ( تفسير الجلالين للسيوطي ) .
3- ( وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ) : النطفة والبيضة . ( تفسير الجلالين للسيوطي ) .
4- ( ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) : ذلكم الله الفالق " الى اين تنصرفون عنه الى غيره " . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .

فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{96}
تكمل الاية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة وفيها اربعة مواقف للتأمل :
1- ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) : شاق الصبح من ظلمة الليل . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .
2- ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) : تسكن فيه الخلائق وتهجع فيه بعد عناء العمل و مشاغل الحياة .
3- ( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ) : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ{5} الرحمن جريان الشمس والقمر في فلكيهما بشكل محكم ومتقن لا يحدث فيه اختلال وما شابه فيترتب على ذلك حسابات لمعرفة الوقت والشهور ... الخ وهذا النص المبارك يؤكد ان الشمس ليست ثابتة بل لها حركتها الخاصة بها .
4- ( ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) : ذلك تقدير العزيز في ملكه وسلطانه العليم بخلقه وشؤونهم .

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{97}
كان العرب يتخذون من النجوم علامات في اسفارهم برا وبحرا فلا يضلون الطريق ابدا وهذه من اياته عز وجل التي بينها لمن يفكر ويتدبر .

وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ{98}
الله عز وجل انشأ البشر ( مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ) وهي ادم (ع) ( فَمُسْتَقَرٌّ ) في الارحام ( وَمُسْتَوْدَعٌ ) في الاصلاب قد بين الله تعالى الايت لقوم يفقهون ( يفهمون ) ما يقال لهم .
للاية الكريمة خصائص وفضائل لوجع الضرس . " طب النبي (ص واله) ".

وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{99}
نستقرأ الاية الكريمة في موقفين :
1- ( وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) : ينسب النص المبارك انزال الماء من السماء اليه عز وجل ويلاحظ فيه عدة امور غريبة ينبغي تأملها :
1-1- طالما وان الله عز وجل يتكلم عن نفسه فلماذا استخدم ضمير الغائب المفرد ( هو ) لابد ان يترتب على ذلك امورا حكيمة ينبغي التوجه بها الى العارفين ذوي الشأن . { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7 .
1-2- في النص المبارك استخدم ضمير الغائب المفرد بينما في نصوص الاية الكريمة اللاحقة استخدم ضمير المتكلم الجمع لذلك عدة وجوه نذكر منها :
1-2-أ- غالبا ما يستعمل المتكلم ضمير المتكلم الجمع للتعظيم .
1-2-ب- اشارة الى الملائكة الذين ينفذون الاوامر الالهية كملائكة الموت حيث اوكل الله تعالى اليهم مهمة قبض الارواح ... الخ .
1-2-ج- ان الله يأخذ بالاسباب فيكون في ذلك اشارة الى الاسباب الطبيعية لنزول المطر كما يشرح عملية تكون ونزول المطر العلماء اصحاب الاختصاص .
1-3- ذكر المطر في القران الكريم على عدة وجوه فمرة يكون كما جاء في النص المبارك ومرات اخرى بصيغ واسماء مختلفة فمنها { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ }الأعراف 84 { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الروم48 { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }الشورى28 الى غير ذلك .
أ) ( فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ) : جميع نصوص الاية المباركة ترتكز على نص مطلعها وفي اية كريمة اخرى { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30 .
ب) ( فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً ) : النبات الاخضر .
ت) ( نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً ) : ومن النباتات الخضراء يخرج حبا يركب بعضه بعضا كالسنبل .
ث) ( وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ ) : الطلع اول ما يخرج من ثمر النخيل عراجين كالعناقيد قريب بعضها من بعض وسهلة التناول .
ج) ( وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ) : بساتين بعضها يماثل بعضا في اللون والطعم وبعضها مغاير له في اللون والطعم والرائحة ( عطرها ) .
ح) ( انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ) : دعوة للنظر في الثمار منذ بدء تكونها حتى نضوجها .
2- ( إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) : ان في ما تقدم من ايات علامات دالة على عظمة خلقه عز وجل لمن يبحث عن الله تعالى الخالق الموجد لكافة الموجودات بحثا عقليا لغرض الوصول اليه والتعرف عليه بغية الايمان .

وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ{100}
نستقرأ الاية الكريمة على وجهين :
1- ( وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ) : الله عز وجل خالق كل شيء والجن ( مخلوقات عاقلة ) خلق من خلقه عز وجل يعرف العلماء ذوي الاختصاص الجن على انهم ( اجسام هوائية لطيفة ) يعيشون في بعد خاص يعلم الانسان بوجودهم منذ امد بعيد فعمل بعض البشر على الاتصال بهم عن طريق العزائم والاقسام ورياضات روحية خاصة فتعلموا منهم العديد من الحيل والالاعيب ما دفعهم الى الضلالة والاضلال واتخاذ الجن شركاء لله تعالى في خلقه يمكن ان يكون من وجوه عدة نذكر منها :
أ) في عملية تحضير الجن يطلب الساحر من الجني الخدمة فلا يعطيها اياه الا بعد ان يوافق الساحر على عبادة ذلك الجني في احيان كثيرة يوافق الساحر على عبادة ذلك الجني بعد ان يرى قدراته الخارقة للطبيعة فيعتقد ( الساحر ) ان الجني يأتي بتلك القدرات بشكل مستقل عن قدرته عز وجل .
ب) الطاعة : عندما يرفض الساحر عبادة الجني واتخاذه كآله يعمد الجني الى طلب اخر وهو الطاعة فيلزم الساحر نفسه بطاعة ذلك الجني في كل ما يأمره به بالتأكيد ان اوامر الجني ستكون مخالفة لاوامره عز وجل .
2- ( وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ) : واختلقوا ان له جل وعلا اولاد كعزير ابن الله وعيسى ابن الله او الملائكة بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .




حيدر الحدراوي
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/07/02م
في زمنٍ أضحت فيه القراءة الطويلة ضرباً من الترف الفكري، وغدت الورقات المكدسة على رفوف المكتبات ذكرى يتنهد لها العشاق، يبرز "المرجع الإلكتروني للمعلوماتية" كواحةٍ للمعرفة، تجمع بين دقة الموسوعات العلمية وثراء المكتبات. لكن هذه الواحة ليست مجرد ملاذٍ للباحثين، بل ومن يبحث عن المعارف بدون جهد فيرى... المزيد
عدد المقالات : 77
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/06/30م
زيد علي كريم يتراءى لي ضريحك وكيف كانت تلك الليلة الحزينة التي تشفى جسد عليل أصابه ما أصابه من الآلام والأحزان، من وجد متلهفا للقائك ماذا فعلت به لكي يصبح أسير حبك راغبا ومتلهفا لحضرتك المعطرة .... أنتظرت حتى الفجر وأنا تحت قبتك وبين الحرمين مابينك وبين قطيع الكفين ، فذاك يسلم وذاك يهتف ياهلا بزوار... المزيد
عدد المقالات : 85
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 85
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/18م
في صحراء الشمس، وعلى صهوة البيان، وقف النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) والسماء تصغي والأرض تتهيّأ لموعدٍ خالد. فوق هامات الحجيج، ارتفع النداء: "من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه." لم تكن كلمات، بل كانت وصايا السماء، كانت يدًا مرفوعة من نور، تبايع العدل والوصاية والهدى. ومنذ ذلك اليوم، صار الغدير نبضَ... المزيد
عدد المقالات : 3
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء العشرون: تأمل في دالة الموجة التي تعرف أكثر مما نعرفه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/7/2025 في مقالات سابقة، اعتدنا أن نعتبر أن الدالة الموجية تصف نظامًا معينًا (وفي الواقع، جسيمًا منفردًا). لنفترض الآن أن... المزيد
تراجع صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق لعام 2024 والربع الأول من 2025 أظهرت البيانات الصادرة عن البنك المركزي العراقي أن صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق خلال عام 2024 سجل عجزًا قدره 8 مليارات دولار أمريكي، نتيجة خروج صافي استثمارات أجنبية... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء التاسع عشر: حين لا تجيب الدالة الموجية عن السؤال كله الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 1/7/2025 في هذا المقال، سوف نسأل: هل سمحت لنا نظرية الكم فقط بحساب نتائج تجاربنا أم أنها أيضًا أجابت عن المشكلات العميقة التي... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com