1

أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان

جلس مجتبى تحت شجرة الزيتون العتيقة، يتأمل الشمس وهي تغيب خلف الأفق، فتسرق الألوان من السماء، كما سرقت منه الأيام أخاه وصفي. منذ سنوات، تشاجرا على أمرٍ تافه، وكبر الخلاف حتى صار جدارًا صامتًا بينهما.

في ذلك اليوم، أقبل رجلٌ غريب على القرية، يحمل بضاعته النادرة، وينادي بصوتٍ جهير:

"أبيع أثمن شيءٍ في الدنيا، من يشتري؟"

ضحك الناس، لكن مجتبى اقترب منه وسأله:

"وما الذي تبيعه يا هذا؟"

فتح الغريب كفّه، فكشف عن مفتاحٍ صغير، وقال:

"هذا مفتاحٌ لأبوابٍ ضيّعها الناس، يفتح القلوب المقفلة، ويصلح ما كُسر.. إنه مفتاح الوصال!"

أحسّ مجتبى بشيءٍ يهتز في داخله، فاشترى المفتاح دون تردد. لم يكن بحاجة إلى دليلٍ ليعرف بابه الأول.

وصل إلى بيت وصفي، تردّد للحظة، ثم وضع المفتاح في الباب، لكنه لم يتحرك. ابتسم بحزن، فقد أدرك أن المفتاح لم يكن من حديد، بل كان من الكلمات.

طرق الباب، وحين فُتح، قال بهدوء:

"اشتريت اليوم أثمن شيءٍ في الدنيا.. ألا تستحق أخوّتنا أن أستخدمه؟"

نظر إليه وصفي بصمتٍ، ثم ابتسم وأجابه:

"بل كانت تستحق منذ زمن."

وحين تعانقا، سقط المفتاح من يد مجتبى.. ولم يعد له حاجة.

---------------

روي عن الإمام علي (عليه السلام):

"أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".

أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان

إذا قدرت على عدوك ؛ فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه

خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ

إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ

اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ

وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجالِهِمْ

الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ

والبشاشة حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ

والإحتمال قبر العيوب

صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ

وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ

وَالْأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ

الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ

الراشي والمرتشي في النار

الْعَجْزُ آفَةٌ

وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ

1

المزيد
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي