وسط غمرة الأفراح التي تعيشها أمتنا الإسلامية بحلول شهر شعبان المبارك، وذكرى ولادات الأنوار العلوية والسلالة المحمدية، ابن بنت الرسول الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه المولى أبي الفضل العباس والإمام علي بن الحسين السجاد وأخيه شبيه رسول الله علي الأكبر "عليهم السلام"، إذ شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف مساء الأحد 5 شعبان 1439هـ، الموافق 22 نيسان 2018 حفلاً مركزياً بهيجاً، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وممثلي العتبات المقدسة وعددٍ من الشخصيات الدينية والاجتماعية، استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين، تلتها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام بيّن فيها قائلاً: ( من علامات ترقي الأمم الاحتفاء بعظمائها، ونحن أمة الإسلام قد كثر عظماؤها ورموزها، ولذا وجب علينا الاحتفاء بذكراهم امتثالاً لأمر الله تعالى في إقامة الشعائر التي هي من تقوى القلوب، والتزاماً بحديث الإمام الصادق "عليه السلام" عندما قال للفضيل عن المجالس التي يذكرون بها أهل البيت "عليهم السلام": (إن تلك المجالس أُحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا). إن ارتباط الأمة بقادتها تكون على مستويات، أفضلها وأكملها هو المستوى الذي يعيش الفرد بكل مشاعره وأحاسيسه مع قادته ورموزه الموصلة إلى الله تعالى).
بعدها ارتقى المنصة الخطيب الحسيني سماحة الدكتور السيد صفاء الفحام وألقى محاضرة دينية قيّمة بهذه المناسبة قائلاً فيها: تَطل علينا في هذه الأيام الشعبانية المباركة ذكريات عطرة، لا بد من أن نغترف من ضفاف مجد ومعين هذه الكواكب المضيئة في سماء الإسلام وأن نضع أمامنا صوراً رائعة يحتذى بها في مسيرة الحياة تقتبس من النفوس المضيئة بنور النبوة والإمامة، إذ نقف أولاً عند ولادة الإمام الحسين "عليه السلام" الذي تجلّت فيه صور الثبات والإباء على الحق، عندما إعده جده رسول الله "صلى الله عليه وآله" إعداداً رسالياً لتحمل أعباء المسؤولية، وأشار في حديثه إلى الإمام زين العابدين "عليه السلام" الذي ينبغي أن نتعلم منه كيف يكون جهاد النفس، وعلى وجه الخصوص في هذه المرحلة بعد ما طوينا مرحلة الجهاد الأصغر بفضله تعالى وانتهاء صفحة الإرهاب التكفيري، علينا أن نتوجه بأنفسنا إلى الجهاد الأكبر جهاد النفس، ثم توجه في حديثه إلى مستودع الإيمان والشجاعة والكرامة والإيثار المولى أبي الفضل العباس مسلطاً الضوء على شذرات من مواقفه الفذّة التي حافظت على المسيرة التكاملية للإسلام. بعدها تألقت فرقة إنشاد الجوادين بمجموعة من الأناشيد الدينية، وكان للشاعر الدكتور عادل الكاظمي مشاركة بقصيدة رائعة ومنها هذه الأبيات:
ماذا عسى يملي الشعور فينظم *** ومديح ربك في الكتاب معظم
سور الكتاب تزاحمت آياتها *** برحاب وصفك حيث طاب المغنم
وتفاخرت في أنها بصفاتك الـ *** ـغراء تلهج ما يطيب به الفم
يا ابن النبي محمد من جاء بالـ *** أحدية السر الذي بك يَنجُم
واختتم الحفل بمشاركة للرادود كرار الكاظمي التي أضفت روح الفرح والبهجة ورسمت البسمة على شفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين"عليهما السلام".