من عائلة موالية هُجِّرت أبان النظام البائد سنة (1990) من مدينة كربلاء المقدسة حيث لم يكن مولوداً حينها ليرى النور في اميركا التي سمعت آذانه بعد نشأته أنها بلد الحرية والديمقراطية والازدهار ليكون بين معترك التعايش الفكري رغم صغر سنه والمحيط الذي تولد فيه.
آدم المالكي 
ترعرع وهو في دوامة الاسئلة عن عقيدة اهل البيت (عليهم السلام) كون المجتمع الذي يحيط به مختلط فما كان من والدته الا ان تغذيه بعلوم الولاء والعشق لآل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ليعيش حالة فريدة ومميزة وبداية عشق غير مسبوق فبدأ بتلاوة القرآن الكريم وحفظ احكامه والقاء المحاضرات التوعوية على من في سنه المبكرة ليزداد الامر الى ان يلقي محاضرات دينية تعنى بآداب اهل البيت (عليهم السلام) في المسجد والاماكن التي يجتمع فيها محبي أهل البيت (عليهم السلام) باللغة الانكليزية والعربية احياناً
جاء آدم الى العراق في زيارة المراقد المقدسة فأنخى ركابه في ضيافة أمير المؤمنين في مدينة النجف الاشرف وتكحلت عيناه برؤية كربلاء ومنارها الامام الحسين (عليه السلام) ليزداد خفقان قلبه بعدها وهو يشاهد قباب الانوار الكاظمية وها هو اليوم فتح شفاه بقول السلام عليكما ياوليي الله في محضر الامامين العسكرين (عليهما السلام) ليدخل بسلام الى ضريح اختاره الله ان يكون ملاذ القلوب الوالهة ومغيث الزائرين.
إعلام العتبة العسكرية المقدسة كان له وقفة مع آدم الذي حدثنا قائلاً بلغته العربية:
اسمي آدم المالكي لي من العمر إثنا عشر سنة اعيش في اميركا تشرفت بزيارة المراقد المقدسة, لا اعرف كيف اصف شعوري فهو شعور غريب ومميز ولكنه شعور روحاني فانا عند أئمة طهروا تطهيراً تنزل عليهم الملائكة شفعاء لنا في الدنيا والاخرة جئت مع والدتي لاشاهد عن قرب هذه الانوار المحمدية السمحة.
بعد ذلك رأيناه يحمل معه سجل كتبت فيه عبارات باللغة الانكليزية فبادرناه بالسؤال عن ماهية هذا السجل فقال:
هو سجل المحاضرات التي القيها حيث اني اقوم بتخصيص موضوع محدد ثم بمساعدة والدتي اقوم بجمع المعلومات الخاصة التي استطيع فهمها والقائها على الحاضرين وهذا السجل لا ينفك عني ابدا حيث اني احمله اينما اذهب لادون فيه ملاحظاتي ومواضيعي, ثم اردنا معرفة رأيه في الذهاب الى امريكا او البقاء في العراق فكان جوابه بكل صدق (لا اتمنى ان اعود لاميركا) الجملة التي تفاجئنا منها ليسترسل بعدها بالحديث انه يريد ان يبقى في العراق كونه البلد الامين والبلد الذي فيه انوار الله واوتاده ومن اليهم يرجع جميع الخلق وبين آدم ان اميركا ليست البلد الأمثل له ولا إنتمائه اليها مهما طال الزمن او تغير فهو عراقي الجذور ولابد له من ان يعود لاحضان بلده حيث شعر بروحية الولاء.
وتحدث آدم عن التعامل الذي يقوم به مع الاخرين هناك والذي يعكس التربية الاسلامية الحقه حيث بين لنا حادثة حصلت معه حينما تعرض لمضايقة من احد الاصدقاء الامريكان الذي قام بضربه في محاولة لاقامة شجار بينهما فما كان منه الا ان قدم اعتذاره لصديقه الاميركي وقال له انا اسف مما جعل الصديق يعترف بأخطائه وينبهر لهذه الاخلاق, وعن امنياته؟؟ اأجاب آدم انه يتمنى ان يلقي محاضراته في العتبات المقدسة والتي كانت اول ما تحققت له حينما شارك بإلقاء محاضرة دينية في الصحن العسكري المطهر بعد ان شارك في المحفل القرآني الذي اقيم هناك من قبل قسم الشؤون الدينية.
ودعنا آدم بعد ان تزود من رحاب العسكريين (عليهم السلام) على امل الرجوع سريعا الى عراق الائمة الاطهار.
وفي ختام اللقاء تم تكريمه من قبل إدارة قسم الإعلام بمفكرة العتبة العسكرية المقدسة الذي تحمل في طياتها احاديث الامامين العسكريين (عليهما السلام).