بعد الانتقالة المهمة لمرحلة ما بعد سقوط النظام السابق البائد كان الإعلام بمجمل حيثاته يعاني من خللٍ كبير، مما سهل إتاحة فرصة كبيرة للإعلام المعادي لاستغلال الضعف الاعلامي الحاصل، ونتيجةً لذلك بزغت تلك البراثيم الإعلامية الماكرة والخادعة والمحاولة للإطاحة بكل ما هو راسخ في أذهان الناس من معتقدات واسس وعادات واوليات مهمة تأسست بها شخصية الفرد العراقي، وكانت جميع هذه المحاولات تصب في مصلحة الارهاب المعادي وموجة الحرب الطائفية حتى وصلت الأمور الى مرحلة لا يُحمد عُقباها بعد سقوط الجهة الغربية للعراق بيد تنظيم داعش الإرهابي، مما دفع واستلهم في نفوس المؤمنين الغيارى ومنهم رجالات الحوزة العلمية من طلاب العلم الافاضل على تكوين داعمة وماكنة اعلامية حربية مختصة في محاربة الاشاعات وبث الواقع الحقيقي المتزن بصورته الصحيحة ومن ارض الواقع.
كان لكتائب الإعلام الحربي والقائمين على هذا المشروع المهم المهمة الأصعب والعاتق الاكبر خصوصًا وهم يمثلون خيرة المجتمع وثقة الناس ويحملون اسم المرجعية الدينية العليا ويعملون بتوجيهاتها، ورغم كل هذه التحديات والعقبات والمؤهلات لم يتوانا القائمون على المشروع طرفة عين بل زادهم ذلك دافعا واصرارا وعزيمة حطت بالرياح العاتية والغارات الاعلامية الغاشمة على منصة الإعلام الحربي المعتدل والمواجهة لإعلام العدو الملعوب به بما يخدم مصالحهم الارهابية والعمل على تفكيكه وتحطيمه وبناء مكون اعلامي وخليط متزن من الاعلاميين المبدعين والاساتذة الاكفاء وعلماء الدين الاصلاء افاضل الحوزة الدينية في النجف الاشرف وساهموا جميعا ببناء واجهة اعلامية من رحم الانتصارات والمواقف المشرفة للمجاهدين الابطال في سوح المعارك.
الجهود العظيمة والتي تتمخض من الرسالة الإعلامية الصادقة انطلقت كالنار في الهشيم معلنة قبل انطلاقها بالنصر المحتم وكأنها راية الاعلان العظيم الذي اطلقه المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله، إذ كانت هذه الجهود وما زالت بإشراف المؤيد والمسدد في خطاه وفي مسيرته المشرفة "الشيخ علي اليماني" والذي وضع على عاتقه أن يغير وجهة الإعلام المعادي والمزيف للحقائق واعداد العدة لإنتصار اعلامي كبير.
حيث تحدث "الشيخ اليماني" خلال زيارته لقسم اعلام العتبة العسكرية المقدسة في سامراء عن اهم الاسس والاواصر والمكونات والعوامل التي هوت وافتكت بكل الغوايات الداعشية وساهمت في انجاح مشروع كتائب الإعلام الحربي، مبينًا: عن مدى التخلف والتردي الاعلامي الحاصل بعد سقوط الموصل والمحافظات الغربية وكيف كان الاعلام صفر على الشمال وفي المقابل الهجمة الإعلامية لداعش المنظمة والمدربة والمعده على يد اعلاميين وجهات إعلامية متمكنة وما حققوه في بداية الامر من احداث زوبعة مدشنة ومشبعة بالإشاعات والأكاذيب تنوء احيانا عن الذهن وتحتاج الى دراسة وتحليل واعداد مركز اعلامي متمكن.
واضاف "الشيخ علي اليماني" موضحًا: إن المساعي الخيرة والنوايا الحسنة للقائمين على المشروع بأفكار وخطط تؤلف صفوة ناجحة على ناصية كتائب الاعلام الحربي اذ كان لها الاثر الاكبر في انجاحه وبدأت العدة بإعداد بسيطة من المشايخ الفضلاء لتتطور بعد ذلك ومن خلال تجمعات على مواقع السوشيال ميديا وتتسع دائرتها الى اعلاميين وصحفيين وجهات إعلامية وضعت على عاتقها الصفة النبيلة للإعلام الحربي والبعيدة عن بث الاشاعات الكاذبة والاكتفاء بمقدار الانتصار والنجاح الباهر في سوح المعارك.
وأوعز اليماني خلال حديثه على أن المعركة الاعلامية انتصرت بعد انكسار داعش في الفلوجة واغمار اعلامنا بأخبار النصر وانكسار العدو، مما ساهمت واضطلعت بواقع الاعلام الحربي وتقدمت به نحو الحقيقية اللاذعة بمؤيدي ومناصري العدو، وساهم ذلك الانتصار الإعلامي ايضا مساهمة كبيرة وفعاله في تغيير وجهات نظر بعض الجهات الإعلامية العالمية والمحلية وتغيير مسارهم لمواكبة اعلامنا الصريح والحقيقي حتى وصل الامر الى أن نصبح مصدرا اساسيا يرجع اليه الكثير من الاعلاميين المعروفين.
كان حديث "الشيخ اليماني" في قسم اعلام العتبة العسكرية المقدسة وبجلسة مباركة ضمت الاستاذ رحمن الفياض مسؤول قسم الاعلام في العتبة وكادر من اعلامي العتبة العسكرية المقدسة وايضا سماحة "الشيخ خليل العلياوي" المجاهد الغيور وصاحب المواقف النبيلة في جهاده في لجنة الارشاد والتعبئة التابعة للعتبة العلوية المقدسة اذ تحدث من جانبه فيما يخص زيارتهم الى سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله قائلًا: خلال زيارتنا الاخيرة الى سماحة المرجع الاعلى دام ظله حدثنا حديثا شيقًا عن موقف المجاهدين واصفًا اياهم بقوله، انا حينما اتذكر المجاهدين واتذكر بطولاتهم استذكر ليلة عاشوراء واصحاب الحسين.
واختتم بعد ذلك "سماحة الشيخ علي اليماني" الحديث مستذكرا دور بعض المشايخ الفضلاء والذين ارتقوا شهداء في عليين ومنهم سماحة "الشيخ الشهيد مشتاق الزيدي" ودوره المهم والداعم لعمل الاعلام الحربي منذ بداية تأسيسه، وسماحة "الشيخ الشهيد هاني الشمري" بما قدمهُ من رفد الاعلام الحربي ومواكبته للأحداث وايضا سماحة "الشيخ الشهيد مقصد الجبوري" وموقفه الجميل والداعم مع كتائب الاعلام الحربي.