ضمّ منهاج مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الخامس العديد من الفعاليّات، ومنها معرضٌ لنتاجات العتبات المقدّسة الفكريّة والثقافيّة وإصداراتها كالكتب والمجلّات والكتيّبات والبروشورات والصور، وغيرها من الأمور التي تسهم في نشر فكر وثقافة أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وتسليط الضوء على ما تشهده العتبات المقدّسة من إنجازات وتطوّر على جميع مستوياتها.
فكانت أجنحة المعرض الأربعة: (العلويّة – الحسينيّة - العسكريّة – العبّاسية) فرصةً جيّدة من أجل التعريف بها سواءً من خلال الإصدارات أو من خلال الإجابة عن الأسئلة التي يسألها الزائرون، وممّا زاد في روحانيّة هذه الأجنحة هو نشرُها لرايات قبب المراقد الطاهر.
أوّلاً: جناحُ العتبة العلويّة المقدّسة
امتاز جناح العتبة العلويّة المقدّسة بتنوّع ما تمّ طرحه في الجناح من مختلف الإصدارات التي تتعلّق بالسيرة العطرة لسيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي(عليه السلام) باللّغات العربيّة والإنكليزيّة والأوردويّة، مع مجموعة من الصور والمطبوعات التعريفيّة الخاصّة بالعتبة المقدّسة.
وقد لاقت المعروضات ترحيباً كبيراً من قبل الزائرين والمرتادين، وكانت محطّ اهتمامهم، هذا بحسب ما بيّنه رئيسُ وفد العتبة العلويّة المقدّسة المشارك في فعاليّات المهرجان الشيخ مصطفى أبو الطابوق، وأضاف: "تولّدت لدى العتبة العلويّة المقدّسة فكرة كاملة عن طبيعة المشاركة من خلال المشاركات السابقة لها، ومنها الدورة الثانية للمهرجان التي أُقيمت في مدينة لكناو والمشاركة كانت لها ميزة خاصّة عن سابقتها من حيث زيادة عرض الإصدارات وتنوّعها، كذلك شمل الجناح بالإضافة الى الإصدارات عرض مجموعةٍ من الصور المختارة وزيارة لأمير المؤمنين(عليه السلام)".
ثانياً: جناح العتبة الحسينيّة المقدّسة
أمّا جناح العتبة الحسينيّة المقدّسة فقد بيّن عضو وفدها الأستاذ حسين السلامي: "إنّ مشاركتنا في هذه الفعاليّة المنضوية ضمن منهاج المهرجان جاءت تعبيراً عن العلاقة والرابطة الأزليّة بين العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، التي هي امتدادٌ طبيعيّ لتلك الأخوّة الصادقة بين الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، والمشاركة هذه تأتي تواصلاً لسلسلة المشاركات الأربعة السابقة، فالعتبةُ الحسينيّة المقدّسة هي سفيرٌ دائم لهذا المهرجان المبارك".
وأضاف: "فيما يخصّ مشاركتنا في معرض أجنحة العتبات المقدّسة، فقد ضمّ جناح العتبة الحسينيّة المقدّسة (14) عنواناً مختلفة المضامين وباللغات الإنكليزيّة والأوردويّة والهنديّة والبنغاليّة".
ثالثاً: جناح العتبة العسكريّة المقدّسة
العتبةُ العسكريّة المقدّسة في باكورة مشاركتها في فعاليّات هذا المهرجان هي الأخرى حالُها حال بقيّة العتبات المقدّسة، فقد كان لها جناحٌ ضمّ مجموعةً من العناوين ذات الأبعاد الفكريّة والثقافيّة والتوجيهيّة، هذا بحسب ما أدلى به عضو وفدها الأستاذ حسين علي وأضاف: "الجناح بالإضافة الى الإصدارات التي احتواها فإنّه ضمّ كذلك مقتنيات وهدايا تبريكيّة من حرم الإمامين العسكريّين ومجموعةً من الصور، وقد شهد الجناح والحمد لله إقبالاً وتفاعلاً كبيرين من قبل الزائرين".
رابعاً: جناح العتبة العبّاسية المقدّسة
العتبةُ العبّاسية المقدّسة لم يقتصر دورها على الرّعاية والإعداد والتنظيم لهذه الفعاليّات فقط بل كان لها جناحٌ ضمّ العديد من الإصدارات، وبحسب عضو لجنة المؤتمرات والمهرجانات الدوليّة الأستاذ سامر الصافي الذي بيّن بالقول: "عُرِضت في الجناح العديدُ من الإصدارات الفكريّة والثقافيّة التي بلغ عددُها (4.000) نسخة تقريباً، وهي تخاطب جميع الفئات والطابع العام لهذه المدينة، إضافةً الى عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافيّة للعتبة العبّاسية المقدّسة مزوّدة بتعليقات باللغة البنغاليّة والأوردويّة والإنكليزيّة إضافةً الى عرض راية القبّة الشريفة لحرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)".
وأضاف: "أُلحق بالجناح كذلك جناحٌ آخر لاستقبال أجوبة أسئلة المسابقة الفكريّة، وهي عبارة عن مسابقة يتمّ من خلالها توزيع أسئلة تخصّ السيرة العطرة للإمام علي(عليه السلام)، لتُجمع عند نهاية كلّ يوم ويكون كلّ سؤالٍ مع إجابته على حدة، لتُفرز بعد ذلك الإجابات الصحيحة وتدخل في قرعةٍ بين الفائزين صاحبي الإجابة الصحيحة ويُختار منهم (20) فائزاً، (15) فائزاً منهم تتحمّل العتبةُ العبّاسية المقدّسة نفقات سفرهم ذهاباً وإياباً لزيارة العتبات المقدّسة في العراق، والخمسة الباقون تتحمّل العتبةُ الحسينيّة المقدّسة في بادرةٍ كريمةٍ منها نفقات سفرهم".
هذا وقد شهدت هذه الأجنحة تفاعلاً وإقبالاً واضحاً وكبيراً من شتّى فئات المجتمع من طلبة المدارس الأكاديميّة والدّينيّة والأساتذة والمثقّفين، فضلاً عن تواجد غير المسلمين الذين أقبلوا على اقتناء الصّور أو لمجرّد الاطّلاع، وهذا يُعدّ دلالةً واضحةً على نجاح المعرض في مسعاه لنشر الفكر الحقّ لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام).